وسط آمال لتعويض إخفاقات الماضى والعودة وسط عمالقة كرة القدم العالمية من جديد يسعى المنتخب الإنجليزى لاستعادة أمجاده من خلال أول كأس عالم تقام فى القارة السمراء متسلحا بالعقلية الإيطالية المتمثلة فى مديره الفنى فابيو كابيللو وتخمة من نجوم الدورى الإنجليزى.
وحرصت الجماهير الإنجليزية على تحفيز لاعبيها فى رحلتهم إلى أدغال أفريقيا باختيار شعار «نلعب من أجل الفخر والعظمة» لوضعه على حافلة الفريق الرسمية داخل جنوب أفريقيا.
وجاء فشل «الجيل الذهبى» لمنتخب «الأسود الثلاثة» فى تحقيق مركز متقدم فى بطولتى كأس الأمم الأوروبية (2004) وكأس العالم (2006) بالإضافة إلى فشله فى التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية (2008) ليمثل الحافز القوى لدى لاعبى البلد الذى انطلقت من خلاله لعبة كرة القدم لترك بصمتهم فى الساحة الدولية واعتلاء منصة التتويج العالمية.
ونجح «كابيللو» فى بث روح جديدة داخل جسد الفريق وجعل الجماهير تتطلع إلى مستقبل أفضل، بعد الفشل الذريع الذى عاشته كرة القدم الإنجليزية فى عهد «سفين جوران إريكسون» و«ستيف ماكلارين»، إلا أنه يخوض المونديال متأثرا بفضيحتين للكرة الإنجليزية بصفة عامة، الأولى كان بطلها «جون تييرى» قائد الفريق السابق الذى تم تجريده من شارة القيادة بعد فضيحته الجنسية واكتشاف خيانته لـ«واين بريدج» زميله فى المنتخب مع خطيبته، ورفض بريدج الانضمام إلى المنتخب الإنجليزى لتجنب مقابلة تييرى، أما الفضيحة الثانية فتمثلت فى استقالة رئيس الاتحاد الإنجليزى «لورد تريسمان» بعد أن كشفت وسائل الإعلام تصريحاته حول مساعدة إسبانيا لروسيا فى استضافة كأس العالم (2018) إذا ساعدتها روسيا فى نسخة العام الحالى من كأس العالم.
من الناحية الفنية، جاء مشوار الإنجليز فى التصفيات المؤهلة للمونديال حافلاً بالانتصارات، حيث نجح أبناء كابيللو فى تحقيق الفوز بتسع مباريات من أصل 10 ضمن المجموعة السادسة، وسجل واين رونى ورفاقه (34 هدفاً)، علماً بأن الخسارة الوحيدة التى تكبدها الفريق جاءت فى الجولة الأخيرة أمام أوكرانيا بعدما كان نجوم منتخب الأسود الثلاثة قد ضمنوا تأهلهم بشكل رسمى.
ويدخل كابيللو مونديال أفريقيا متسلحا بنجمه المفضل «رونى» الذى بات يمثل أهم عنصر فى الكرة الإنجليزية وتعول عليه الجماهير الكثير ليكون بمثابة شعاع الضوء الذى يبعث الروح إلى قلب الإنجليز بعد غياب المارد الإنجليزى عن البطولات العالمية منذ تتويجه بكأس العالم التى أقيمت على أرضه عام (1966)، ولكن هذا اللقب تحول إلى نقمة وليس نعمة بعد أن كلل جهود القائد الإنجليزى بوبى مور على ملعب «ويمبلى»، لفشل الأجيال التالية فى تكرار هذا الإنجاز على مدار 44 عاما.
ومنذ تغلب المنتخب الإنجليزى على نظيره الألمانى فى المباراة النهائية لمونديال 1966 بعد وقت إضافى، فشل الفريق فى التتويج بلقب المونديال وكان أفضل إنجاز له بلوغ المربع الذهبى للبطولة فى مونديال 1990 بإيطاليا على الرغم مما حققه الدورى الإنجليزى من نجاح عبر العقود الماضية ليصبح من أقوى بطولات الدورى فى العالم إن لم يكن أقواها.
وفشل المنتخب الإنجليزى منذ (1966) فى بلوغ النهائيات ثلاث مرات كما خرج من دور الثمانية فى آخر بطولتين وذلك فى عامى (2002) و(2006) مما جعل آمال جماهير الإنجليز تتعلق على رونى ليكون خليفة مور ويقود كتيبة الإنجليز لحمل أول لقب عالمى بعد 44 عاما.
ويمتلك «الأسود الثلاثة» واحداً من أقوى خطوط الوسط فى العالم بوجود الثنائى فرانك لامبارد وستيفين جيرارد، وفى الدفاع يوجد المخضرم جون تييرى وإلى جواره القائد ريو فيرديناند، وتعد مشكلة المنتخب الإنجليزى هى مركز حراسة المرمى التى يعانى منها الفريق منذ فترة طويلة.
وتخشى الجماهير من تكرار إخفاق عام (1990) بعد الوصول إلى المربع الذهبى أبرز إنجاز حققه الفريق خارج أرضه بقيادة الراحل بوبى روبسون قبل أن يسقط بركلات الترجيح أمام نظيره الألمانى الذى تابع مسيرته بنجاح ليفوز باللقب فى نهائى روما رغم كون الفريق يعج بنجوم كبار أمثال جارى لينيكر وكريس وادل وبول جاسكوين وديفيد بلات.