مثقفون عن تلفيات قصر «محمد على» بانفجار شبرا الخيمة: الإرهابيون يعتبرون التراث «شغل كفار»

كتب: سحر المليجي الجمعة 21-08-2015 11:13

اتفق مثقفون على أن الحادث الإرهابى الذى استهدف مبنى الأمن الوطنى، وأدى إلى إحداث تلفيات ضخمة بقصر محمد على، يعد اعتداء على التراث المصرى، ومحاولة لتدميره، وأن هذه العمليات تأتى ضمن سلسلة اعتداءات على المبانى التاريخية فى سوريا والعراق وباكستان.

الأديب سعيد الكفراوى يرى أن الحادث التفجيرى ما هو إلا حلقة فى سلسلة تفجيرات تستهدف المبانى التراثية، كما حدث من قبل مع مبنى دار الوثائق المجاور لمديرية أمن القاهرة، ومسرح المنصورة، وقال: «المثقف بشكل عام ضد التخريب مهما كان شكله، فما بالنا بتراث أمة، ومنجزها الحقيقى، فى المعمار وفى المخطوط، وجماعات الإسلام السياسى وما تمثله ضد أى منجز حضارى وتنظر لهذا المنجز باعتباره منجزا وثنيا (شغل كفار)، والعالم الآن يعانى من تلك الردة، وما يجرى فى العراق من إبادة لحضارة السابقين، وما يحدث فى سوريا وباكستان وتحطيم تماثيل أفغانستان، كل هذا دلالة على توحش التطرف والإرهاب».

وتابع: «قصر محمد على يحمل من آيات الجمال والفنون ما يعد إنجازا لمنشئه، صاحب المشروع العظيم محمد على، والمثقف الواعى ينظر للحضارة الإنسانية باعتبارها تواترا وحضارة تسلم نفسها لحضارة أخرى ولكن بشكل آخر، ومصر صاحبة التعدد (فرعونى، ويونانى، ورومانى، وعربى) كلها تتجاور لتصنع نسيج هذا الوطن».

وعن دور المثقف، قال: «كل جماعات الإرهاب أو ما تطلق على نفسها جماعات الإسلام السياسى خرجت من فكر واحد هو فكر التكفير، الذى نادى به سيد قطب، والذى سطره فى كتابه (معالم فى الطريق)، والذى يطالب فيه بتكفير المجتمع، وطرح الشهادة من جديد، فالجماعة الإسلامية تتحد مع نفسها وتنعزل عن المجتمعات القائمة، لهذا فإن دور المثقف هو الوقوف ضد أى تجاوز يعمل على إسقاط الدولة المدنية، ويمارس عمله خارج العقل والتفكير، ويعطى لنفسه الحق فى الانحياز إلى العدالة الاجتماعية والى سيادة القانون وحرية التعبير فإذا تبنى النظام السياسى تلك القيم، تمكن بدعم من الشعب من مواجهة كل فصائل الإرهاب وجماعته».

الأديب محمود الوردانى، قال إنه يدين أى حادث إرهابى يستهدف تدمير المنشآت الثقافية والتراثية والتاريخية، معتبرا «أننا نعيش فترة مزرية». وأضاف أن هناك مقومات تمنع المثقف من أداء دوره مجتمعيا، بسبب صدور قوانين ضد الحريات، والإبداع، وكأن الدولة بذلك تقف مع الإرهابيين ضد المفكرين.

وتابع: «فوجئنا بالإفراج عن عدد من المتهمين الإخوان، خلال الفترة الماضية، فى الوقت الذى تقضى فيه إحدى الناشطات حكم حبس 7 سنوات، بسبب تظاهرها ضد قانون التظاهر».

وطالب الوردانى بالإفراج عن المحبوسين من أنصار الدولة المدنية، وتعديل القوانين بحيث تسمح للمثقف بأن يقوم بدوره فى مواجهة الفكر الإرهابى المتطرف، مؤكدا أن المثقف دائما ما يقف ضد الإرهاب والإرهابيين.