ننتظركم فى الأزمة المقبلة

ياسر أيوب الخميس 20-08-2015 21:36

الحمد لله انتهت أزمة اللاعب أحمد الشيخ بانتصار الجميع.. فلم ينم أحد ليلة أمس الأول مغلوباً وخائفاً أو مقهوراً وحزيناً.. ففى مصر وحدها يبقى العشم والخواطر والمجاملات وتقبيل الرؤوس أهم وأقوى من أى قانون ولائحة ونظام.. فى مصر وحدها يمكن أن تنتهى أى حرب مهما كانت شرسة وساخنة بانتصار كل أطرافها.. وفى أزمة أحمد الشيخ التى انفجرت منذ أيام وازدادت اشتعالاً بمعركة جديدة بين الأهلى والزمالك ثم بلغت حرائقها السماء بانسحاب الأهلى من نشاطات كرة القدم المصرية.. جاءت أخيراً النهاية السعيدة للفيلم المصرى الذى لم يكن جديداً على الإطلاق ولا كان جميلاً أيضاً.. فتراجع الأهلى عن قراره بالانسحاب.. وفوجئ جمهور الأهلى بمحمود طاهر، رئيس الأهلى، رجلاً يمتلك القوة والكبرياء وقادراً على الرد والهجوم وعلى الكلام اللائق بشعبية الأهلى ومكانته.. ولم يكن ذلك جديداً على محمود طاهر، لكنه فقط أراد من باب الاستثناء أن يؤكد للجميع أنه قادر على هذا الأسلوب وتلك الطريقة طالما أن ذلك هو الذى يعجب الناس ويستهويهم هذه الأيام، وليس الترفع والسكوت الذى يصبح ذهباً حين يصبح الكلام مجرد صفيح اعتلاه الصدأ.. وهو نفس ما اضطر إليه نجم الأهلى عبدالعزيز عبدالشافى الذى شعر بأن جمهور الأهلى يحتاج مؤقتاً لحديث مختلف ونبرة لا تحفل بالقوة والمنطق قدر بأس المواجهة والقدرة عليها مهما كان صخبها وضجيجها.. فبات جمهور الأهلى، أمس الأول، سعيداً بكل ما جرى بعد أن استعاد ناديه القديم بإدارته الجديدة القوية والقادرة.. وبات مرتضى منصور، رئيس الزمالك، أيضا سعيداً بعد أن تنازل عن شكوى ناديه ضد أحمد الشيخ وكان تنازل الأقوياء المنتصرين وليس الضعفاء والمهزومين فاستحق شكر الجميع وسعادتهم سواء كان انتماؤهم للأهلى أو الزمالك.. وكان خالد عبدالعزيز، وزير الرياضة، أيضاً سعيداً بانتهاء الأزمة فى حضوره شخصياً وانطفأت النار التى قطعاً كانت ستخرج من دوائر كرة القدم وتكبر لتحرق حتى ما ليس له علاقة قرابة أو نسب بكرة القدم أو الرياضة كلها.. وكان خيرى رمضان الإعلامى الناجح والرائع الذى استضاف الجميع على شاشة الـ«سى بى سى» أيضاً سعيداً بأن يكون هو نجم المصالحة والوفاق والنهاية السعيدة التى أرضت الجميع.. وأيضاً اتحاد الكرة الذى نجا فجأة من حبل المشنقة أو حبل الحل ولم يعد مسؤولوه مضطرين لمواصلة الحرب ضد الأهلى الذى يخافون من جماهيره أو ضد الزمالك الذى يخافون من رئيسه.. وربما كان هناك إعلاميون كثيرون غير سعداء بما جرى، حيث فقد هؤلاء مادة خصبة للكلام والصراخ والحواديت الساخنة والعناوين الزاعقة.. وإذا كانت قد خمدت مؤقتاً نار الفتنة والتعصب والكراهية.. فإن مصر فى النهاية ورغم ذلك كله تبقى هى الخاسرة.. فالأزمة انتهت دون إقرار أى نظام حقيقى ودائم ودون أى ضمانات بعدم تكرارها.. واضطرت مصر أن ترضى بالقليل الذى بقى فى يدها وفقدت الأمل من جديد فى امتلاك كل الذى كانت ولاتزال تستحقه.. وفى انتظار مشاركتهم فى الأزمة المقبلة بمشيئة الله تعالى.