تلقيت اتصالين كريمين، أمس، تعليقاً على مبادرة الصلح فى بيت الأمة.. الأول من الدكتور السيد البدوى.. وكان فى طريق عودته على طائرة أسوان.. الثانى من الأستاذ فؤاد بدراوى.. والاتصالان يعكسان نوايا طبية جداً.. كلاهما يكن تقديراً كبيراً للآخر.. وكلاهما يرى أنها ليست أزمة شخصية، لكنها أزمة وهتعدى.. فلا خلاف على لمّ الشمل بالمرة.. ولا خلاف أن استمرار الأزمة يسىء إلى بيت الأمة بالتأكيد!
تفاءلت بأن الأزمة فى طريقها للحل، حين سمعت صوت الدكتور البدوى ودوداً متفاهماً.. وأحسست بالأمل، خاصة أنه لا يُبدى أى تحفظات من جانبه، على عودة بدراوى.. وقال فى هذا المقام: بدراوى وأباظة خارج أى خلاف.. ومكانهما الطبيعى فى صدارة الوفد.. أما أسباب الأمل، فلأنه لم يقل كلاما والسلام، وإنما قال سأذهب إلى بيوت المعارضين.. وقد قال ذلك، حين قلت إن عليك عبئاً، لتهيئة المناخ لصلح كبير!
وأشهد مرة أخرى أن النوايا كانت طيبة للغاية.. فقد قال «البدوى: إننا نرتضى مبادرتك للصلح.. وقال كلاماً طيباً أشكره عليه.. وبالمناسبة كان يرافقه فى السفر الصديق الدكتور شريف حمودة.. وكان يستمع إلى بعض تفاصيل الحوار.. معناه أنه مؤمن بالحل، كما أنه من بادر بالاتصال.. وهنا أحسست ببصيص أمل.. وأظن أن الاستجابة تعنى تقدير الموقف، خصوصاً أن انتخابات البرلمان «على الأبواب»!
أما الأستاذ فؤاد بدراوى، فقد بادرنى بموافقته على مبادرة الصلح.. إلا فيما يتعلق بالعزومة على حسابه!.. قال «شيل منها آخر سطر».. وضحك وضحكت.. ثم استمعت إلى نص المكالمة.. قال أولاً: ليس بيننا أى خلاف شخصى.. ثانياً: ليس عندى مشكلة فى الحوار والتفاوض.. ثالثاً: أى تفاوض أساسه ما تم الاتفاق عليه، فى حضرة السيد الرئيس.. رابعاً: فكرت فى مخرج للأزمة، وسأطرحه على أنصارى فوراً!
وفهمت من الاتصالين أن هناك جدية حقيقية للحل.. مبعثها أن الدكتور البدوى قال اطلب المستشار أبوشقة، للاتفاق على الترتيبات الخاصة بالأمر.. ما يعنى أنه جاد وعملى.. وقال بدراوى إنه سيعرض الأمر على مجموعته «اليوم أو غداً» على أقصى تقدير، لإيجاد مخرج.. ولم أكن فى حاجة للتذكير بأننى سأكتب تفاصيل الاتصالين.. ولم أكن فى حاجة للتذكير أيضاً أن أى تأخير ضار جداً بالوفد، وقد يُعقّد الأزمة!
أكرر من جديد: الخلاف ليس فى صالح أحد أبداً.. وأكرر: التاريخ لن يغفر لأحد، حين يختفى الوفد من المشهد.. هناك أحزاب اختفت لأسباب تعلمونها.. منها هذا الصراع على رئاستها.. وغير مسموح للوفد بأن ينتهى ويطويه الزمان.. الوفد حزب من أجل مصر.. ينبغى أن نرتقى لمستوى الحدث.. مصر فى حاجة إلى هذا الحزب الكبير.. مفترض أن تكون الأحزاب المدنية كلها تحت لوائه، بقليل من الحنكة السياسية(!)
ارجعوا إلى بيت الأمة.. اجعلوا خلافاتكم داخل البيت.. كل يوم تأخير خسارة كبرى، سيدفع الوفد الثمن.. ليس البدوى وحده، ولا بدراوى وحده.. فلا تحرقوا الوفد سياسياً.. استعدوا للانتخابات واتركوا الخلافات.. أنتظر منكم خطوات لتفعيل مبادرة الرئيس السيسى.. وأنتظر منكم رجالاً يزيدوننى اطمئناناً وثقة، عندما يحكمون مصر!