محمود مسلم.. نعم الحكومة فعلاً «جزر منعزلة»

صبري غنيم الأربعاء 19-08-2015 21:47

- لأول مرة أتناول مقالا أتفق فيه مع رؤية رئيس التحرير الذى يرى أن حكومة محلب أداؤها أصبح باهتا ولم تعد تعرف إلاّ زيارات «الشو» الميدانية وربما هذا الوصف هو الذى ضايق رئيس الحكومة فخرج علينا من أيام يعلق قائلا..

- إننى أشكر من ينتقدنى ويطالبنى بالرحيل ولن أتفق مع من وصف زياراتى الميدانية بـ«الشو الإعلامى» لأننى متواجد فى الشارع المصرى مع المواطنين رغم وجود الترهل الإدارى..

.. أنا شخصيا سعيد بسعة صدر محلب للنقد وشجاعته فى الاعتراف بالترهل الإدارى أى أن الرجل لا يجادل ولا يكابر.. وهذا هو ما انتهى إليه رئيس التحرير فى مقاله.. واصفا الحكومة بأنها فعلا أصبحت جزرا منعزلة وعليها أن تنسحب بعد أن أصبح تغييرها أمرا ضروريا..

- كاتبنا الأستاذ محمود مسلم يرى أن الوقت الآن أصبح مناسبا وليس هناك حجة للتأجيل.. هو يرى أنها فترة كبيرة من عمر الأوطان وفرصة أن يقدم الرئيس للبرلمان مجموعة جديدة للوزراء قد يكونون «طوق النجاة».. وقد أعطى مثالا على نجاح التجربة فى تغيير وزير الخارجية نبيل فهمى بسامح شكرى الذى كان أداؤه الأفضل.. ونفس السيناريو مع وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم وتغييره باللواء مجدى عبدالغفار الذى كان أداؤه أفضل نسبيا.. ثم تغيير وزير العدل ومجىء أحمد الزند الذى أثبت جدارته.. إذن بالتعجيل لاندفع ثمن التأخير..

- أنا شخصيا أختلف فى نظرية الإقصاء السريع رغم أننى غير راض عن أداء الحكومة بسبب ترهلها لأننى أرى ظلم إبراهيم محلب فى هذه الحسبة للأسباب التالية..

● أولا.. إبراهيم محلب كمقاتل لا يستطيع أن يسحب نفسه من الميدان إرضاء للأقلام أو القيادة السياسية وبالمعنى الأصح أن مؤسسة الرئاسة غير راضية عن أداء الحكومة..

● ثانيا.. على مؤسسة الرئاسة أن تكشف بصورة رسمية عن رغبتها فى تغيير الحكومة لأن التلميحات والإشارات لا يمكن التعامل بها على أنها حقائق..

● ثالثا.. إبراهيم محلب هو «فلتة».. أى أن الرجل سابق عصره لأنه الوحيد فى الحكومة الذى صنع منه الشارع المصرى القدرة على تحمل المهام الصعبة وهذا يعود إلى فترة عمله كرئيس للمقاولين فقد كان يقضى الليالى فى الشارع المصرى وفى مواقع العمل.. من هنا نجح كمتابع لأى عمل ويتمتع بقدرة الوقوف فى الشارع المصرى أياما وليالى..

● رابعا.. أن الوزراء الذين يعملون معه لم يسبق لهم العمل فى الشارع المصرى فكلهم جاءوا من مواقع قيادية إما علمية.. أو حكومية.. أو قضائية.. أى لم يسبق لهم التعامل مع قضايا الشارع المصرى.. فقد تعلموا النظريات ولم يتعلموا التطبيق.. وعلى سبيل المثال، لو أتينا بأول كلية الصحافة وطلبنا منه أن يطبق ما درسه فى كتابة خبر للصفحة الأولى بأى صحيفة لعجز عن كتابة الخبر.. إذن هناك فرق بين الدراسة.. وبين التطبيق..

● هذا هو الفرق بين محلب.. وبين وزرائه.. لذلك تفوق محلب ومحبة الشارع المصرى له اكتسبها بحنكته وخبرته وليس بوظيفته كرئيس للحكومة..

- أنا شخصيا أحنى رأسى لرجل مثل إبراهيم محلب وأشفق عليه فقد سبق أن طالبته بأن يتخلى عن عواطفه فى التعامل مع أعضاء الحكومة.. ولا يمنع من أن يخرج على الناس ويعلن عن نقاط الضعف التى كانت سببا فى ترهل الأداء.. لا يعيبه يوما أن يعلن للشعب عن إخفاق عدد محدود من زملائه الوزراء فى عملهم.. ويعلن عن الأسباب حتى ولو كانت مرتبطة بالأحداث أو نقص التمويل..

.. هذا الاعتراف يرفع رصيد محلب خاصة أنه يتمتع بأرضية وشعبية لم يحظ بها رئيس حكومة سابق مثله..

.. كلمة أخيرة أهمس بها فى أذن رئيس الحكومة إبراهيم محلب.. لقد خانكم التوقيت فى الإعلان عن قانون الخدمة المدنية وكان فى مقدور الحكومة عرضه فى حوارات مجتمعية قبل الإعلان عنه.. ثم هذا القانون لن يصلح من أداء الحكومة أو يرفع مستوى الخدمة.. بل يفتح على الحكومة أبواب جهنم من الانتقادات وتنشط الخلايا النائمة وتغذى ضعاف الموظفين بالتمرد والتخريب.. فعلا ينقص هذه الحكومة الذكاء السياسى وهذا هو قدرها..

ghoneim-s@hotmail.com