هل آن الأوان للمّ شمل الوفديين، والعودة إلى بيت الأمة؟.. أدعوهم أن يعودوا اليوم وليس غداً.. أدعوهم وهم يعلمون أننى لست محسوباً على أحد.. وعندى أمل أن يستجيبوا للمبادرة.. فقد عشنا زمن الوفد فى عصره الذهبى.. الآن أصبح هناك فريقان يتصارعان، فى وقت ينبغى أن نكون فريقاً واحداً.. لا فريقين ولا حزبين.. الصراع الآن «يقصم» ظهر الوفد، فلا يصلح للبدوى، ولا لبدراوى.. فهل أنتم مستعدون؟!
كلنا خاسرون.. الخلاف ليس فى صالح أحد.. إذا خرج الوفد من المشهد فسوف تندمون للأبد.. سيكتب التاريخ أنكم طرحتم الوفد أرضاً.. فلا يصح أن يتحكم البدوى فى الأمور، ولا يصح أن يتشدد بدراوى بأى حال.. الوفد أكبر من ذلك.. لا نقبل أن يكون بدراوى خارج الوفد.. أيضاً شىء محزن أن يقود «الإصلاح» من «شقة مفروشة».. بيت الأمة المكان الطبيعى لأى خلاف.. تعلّموا من آبائكم العظام «شغل السياسة»!
كان من المفترض أن يقود الوفد الحياة الحزبية بعد ثورة 25 يناير.. لولا أنه تأرجح مرة هنا، ومرة هناك.. ومع ذلك عندنا فرصة.. «الوفد يستطيع».. الخلاف بين البدوى وبدراوى ليس شخصياً.. الخلاف السياسى يمكن تجاوزه فوراً.. على البدوى عبء كبير، لأنه ربّان السفينة.. وعليه أن يدعو كل الوفديين لتقديم تصوراتهم عن الانتخابات، واحتمالات تشكيل الحكومة القادمة.. وفى القلب منهم «مجموعة بدراوى»!
نعترف بأن الوفد يحتاج إلى «إصلاح».. وهذه حقيقة.. المهم أن يعترف البدوى نفسه بهذه الحقيقة.. المهم أن يعترف بدراوى، نفسه، بأن الوفد ليس للوفديين فقط.. الوفد للمصريين جميعاً.. الآباء المؤسسون كان يستوعبون هذه الحقيقة.. فلا يصح أن يقتصر الوفد على عدة آلاف فقط.. مفترض أن يضم عدة ملايين.. أياً كانت انتماءاتهم.. المهم أن يكونوا أحراراً، وأن يؤمنوا بشعاره الخالد «الدين لله والوطن للجميع»!
أصعب شىء أن تكتب عن بيتك، وأن تكتب عن أهلك.. ودعونى أهمس فى أذن الأستاذ فؤاد بدراوى: لا إصلاح للوفد، من خارج الوفد.. الذين خرجوا على الوفد انتهوا، وعاش الوفد.. عندك النماذج القديمة والحديثة.. تحفظها عن ظهر قلب.. ارجع إلى بيت الأمة.. أعرف أنك «مثل السمكة».. تموت إذا خرجت من الوفد، كما تموت السمكة حين تخرج من الماء.. «عد إلى النهر».. السياسة لا تعرف الخصومة الدائمة!
هذه «مبادرة مخلصة» لعودة المياه إلى مجاريها.. تستمد جديتها من استعداد البدوى للتصالح.. وتستمد جديتها من معرفتى بفؤاد بدراوى.. البدوى سهل.. بدراوى سهل.. المهم تقديم حُسن النوايا، وتهيئة المناخ للصلح.. كل يوم تأخير خسارة كبرى.. لا يدفع ثمنها البدوى فحسب.. بدراوى أيضاً سيدفع الثمن.. فلماذا يتصارع بدراوى على حطام حزب؟.. حرقناه فى 2006، واليوم نحرقه سياسياً، ونُجهز على ما بقى منه!
الصلح خير.. ارجعوا إلى بيت الأمة.. اعبُروا هذه الأزمة فوراً.. توقفوا عن الملاسنات والتصريحات النارية.. البطولة ليست فيمن يغلب إعلامياً.. البطولة فى الانتخابات.. البطولة فى تشكيل الحكومة.. ونحن مستعدون للوساطة بين الأطراف.. ومستعدون لإقامة عزومة فاخرة «على حساب فؤاد بدراوى».. كالعادة!