الكونغو تصنع «الهاتف الأفريقي الثاني» وتتخطى العرب

كتب: بوابة الاخبار الثلاثاء 18-08-2015 12:26

من يقرأ ملف «نايتشر» عن التقدّم العلمي للهند لا يسعه سوى التحسّر على الوضع الذي تراجع إليه العرب علميًّا، وتؤيّد الأرقام ذلك الألم الذي يعتصر الروح، ففي «المنتدى العربي الأول للبحث العلمي والتَنْميَة المُستَدامة»، الذي نظّمته المُنَظّمَة العربيّة للتربيّة والثقافة والعلوم «إليسكو» في العاصمة التونسيّة عام 2014، لاحظ المشاركون أن الدول العربيّة تمتلك كثيرًا من الطاقة البشرية، و70 في المئة من مصادر الطاقة عالميًّا، ولكنها لا تنتج سوى 2.1 في المئة من بَراءْات الاختراع على المستوى الدولي! وكذلك لوحِظ أن المخصصّات الماليّة للبحث العلمي من الناتج القومي العربي، لا تزيد حاليًا على 0.3 في المئة، وهو رقم محزن تمامًا، كي لا يقال أكثر من ذلك.

ولاحظ المنتدى، بحسب تقرير صحيفة الحياة اللندنية، أن كل دولار تنفقه الولايات المتحدّة على البحوث العلميّة يولّد 149 دولارًا، ويصل الرقم في كوريا الجنوبية إلى 99 دولارًا، في حين أن الأرقام مخزية عربيًا، وإذا كان ذلك كلّه لا يكفي، يجدر النظر إلى الكونغو، ففي خبر جرى تداوله في الإعلام العربي كأنه أمر عادي، استطاعت الكونغو أن تصنع هاتف محمول أفريقي ثاني. أليس أمراً محزناً، أن تسبق الكونغو العرب ودولهم التي تملأ أفريقيا، في صناعة الهواتف.

وصُنع الهاتف الأفريقي الثاني في الكونغو في يوليو 2015، بعد أن صُنع الأول في جنوب أفريقيا، فيما لم تصل أي دولة عربيّة إلى صناعة هاتف، لا في أفريقيا ولا خارجها، وعلمًا بإن الدول العربيّة تنفق على الهاتف وشبكاته أضعاف ما تفعل الكونغو، بل تنسج علاقات مهمّة مع شركات الهواتف، لكن ذلك لا يتضمّن نقل المعرفة والتكنولوجيا بما يكفي لصنع خليوي بأيد عربيّة.

وربما لا يصدق كثير من العرب أن الكونغو تسبقهم في صناعة تقنيّة متطوّرة، لكن واقع الحال بإمكانه أن يرد عليهم بوضوح.

ولمن يبقى لديهم أدنى رغبة في متابعة الأحزان، يجب انتظار شهقات الألم المعهودة سنويّاً عندما تصدر التصنيفات العالميّة للجامعات، وكذلك أرقام براءات الاختراع وتوزيعها بين دول الأرض.