قال الدكتور «حسام بدراوي» عضو أمانة السياسات ورئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بالحزب الوطني، إن المكسب الحقيقي للحزب يتمثل في تطور الحياة السياسية، موضحاً أنه إذا كانت مصلحة أي حزب في العالم أن يحصل على أغلب المقاعد في البرلمان، فإن الحزب الوطني "سيربح كثيراً إذا ما خسر مقاعد في الانتخابات المقبلة، وليس من مصلحته أن يمتلك أغلبية مطلقة".
وأضاف بدراوي، خلال صالون «المقعد الثقافي» برئاسة «هشام محي الدين ناظر» سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة، أمس، "نمر بمرحلة تاريخية تستدعي أن يفقد الوطني الكراسي وأن يضحي بها من أجل استكمال مسيرة الإصلاح في مصر وليس العكس"، وأشار إلى أن المصريين يتكلمون عن الإصلاح والتغيير أكثر من العمل على تنفيذ، ويطالبون به، ولكن إذا مس مصالحهم يقاومونه.
وقال بدراوي إن علاقة الحزب الوطني بالحكومة وعلاقة الحكومة بالبرلمان، علاقة غير صحية، موضحاً، أن أي حزب في العالم يستطيع تغيير حكومته عندما تعجز في تنفيذ سياساته، وتابع، "لكن الحزب عندنا مبيغيرش الحكومة ولا البرلمان بيسقطها، كما أن نظامنا السياسي يعطي رئيس الجمهورية سلطات جبارة".
وعن وجود سياسات للحزب، قال، "الحزب الوطني لديه أفضل السياسات في العالم، ولكن التحديات تتمثل في التطبيق تتطلب شجاعة وإرادة سياسية واضحة تحقق الأهداف في فترة زمنية محددة لأننا مازلنا ننطلق ونعود إلى المربع الأول من جديد"، وأضاف، "ما لم تخرج هذه السياسات إلى النور ويتم تطبيقها فلا قيمة لها، فالحزب الوطني نجح في تشخيص المرض وكتابة العلاج، ولكننا حتى الآن لم نشتر العلاج".
وشدد بدراوي على ضرورة استقلال الجامعات الحكومية والخاصة عن السلطة الاقتصادية والسياسية، والتوسع في إنشاء الجامعات المصرية، مشيراً إلى أن مصر تحتاج إلى 200 جامعة على الأقل خلال السنوات القليلة المقبلة طبقاً للمعايير العالمية، خاصة أن عدد الطلاب عام 2025 سيصل إلى 6 أو 7 ملايين طالب.
وقال، "كنت ضيق الأفق قبل دخولي المجلس القومي لحقوق الإنسان، فكنت أتحدث عن ضرورة توفير التعليم باعتباره خدمة، مثله مثل توفير الكساء والعمل والسكن، وغيرها من الخدمات التي تقدمها الدولة للمواطن، ولكن عندما دخلت المجلس اكتشفت أن تلك الخدمات جميعاً حق أصيل من حقوق الإنسان".