تُعتبر البحيرة من أكثر محافظات الجمهورية تعرضاً لحوادث الطرق، ما يجعل للعناية المركزة فى المستشفيات أهمية خاصة، وتسرد إيمان أحمد، من مركز إدكو بالبحيرة، معاناتها فى البحث عن سرير وإسعاف وطبيب عناية مركزة فى 3 محافظات: «اللى معاهوش فلوس يتعالج فى البلد دى يموت.. هذا هو ملخص معاناتى مع العناية المركزة فى 3 محافظات»، هكذا بدأت حديثها، قائلة: «تعرَّض والدى لحادث تصادم بالطريق الزراعى فى بركة السبع بالمنوفية، حيث كان يعمل سائقاً لسيارة نقل، وقام الأهالى بنقله إلى مستشفى بركة السبع العام، ونظراً لعدم وجود إمكانية عمل أشعة على الحوض فى المستشفى، قام (التباع) بنقله إلى مستشفى عام آخر ببركة السبع لعمل أشعة، التى أوضحت إصابته بكسر فى الجمجمة وعظمة الفخذ، ثم ذهب فى غيبوبة بعدها. الطبيب المعالج هناك قال إن أبى يحتاج إلى جهاز تنفس صناعى، والمستشفى لا يوجد به جهاز تنفس صناعى، فقمنا بنقله إلى مستشفى خاص ببركة السبع ليتم حجزه فى غرفة عناية مركزة فائقة بها جهاز تنفس صناعى، وظل فيها يوماً وليلة، ونظراً لعدم وجود جهاز أشعة بالمستشفى تم نقله فى سيارة إسعاف لعمل أشعة أخرى خارج المستشفى والعودة، وبدأنا رحلة البحث عن مستشفى حكومى به غرفة عناية مركزة بها جهاز تنفس صناعى فى محافظتى البحيرة والإسكندرية، فلم نجد أى أسرَّة خالية فى البحيرة والإسكندرية، فبدأنا الاتصال بأطباء معارف للبحث عن إمكانية أن يستقبله المستشفى الميرى، ووعدنا أحد الأطباء بإخلاء سرير عند وصول والدى، وبالتالى بدأنا إجراءات نقله، وفوجئنا برفض الإسعاف نقله، ثم بدأنا البحث عن شخص يتوسط لنا لتقوم إسعاف المنوفية بنقله فى سيارة إسعاف مجهزة، وحصلنا على الموافقة، وعندما وصل للإسكندرية كانت الصدمة أن السرير لم يخلُ بعدُ بالمستشفى الميرى، ودخلنا الاستقبال فبدأوا فى فحص الحالة، وقالوا: لابد أن يتم وضعه على جهاز التنفس الصناعى، وإنه لا يوجد مكان سرير عناية مركزة خال، ولا بد أن ينتظر بالاستقبال لحين خلو سرير، وخلال تلك الفترة كان أخى وزوج أختى يقومان بعمل التنفس الصناعى يدوياً».
تواصل إيمان: عرفنا أنه يوجد قبله 4 حالات بانتظار خلو سرير، ثم بدأنا نسمع هناك من سماسرة المستشفيات الخاصة، الذين كانوا يعرفوننا بالمستشفيات التى بها أجهزة عناية مركزة، وقمنا بالاتصال لمعرفة الأسعار، واخترنا أقل سعر لغرفة العناية المركزة وكان 900 جنيه مقابل الليلة، على أن نقوم بتوفير الأدوية والأشعات والتحاليل، وبالفعل أرسل المستشفى سيارة إسعاف.
تتوالى المفاجآت، كما ترويها إيمان: «لم يعترف الأطباء فى المستشفى الخاص بالأشعات السابقة، وطلبوا إجراء أشعات وتحاليل جديدة، وطلبوا 5 آلاف جنيه تحت الحساب، وأدوية و3 أكياس دم و5 أكياس بلازما».
بدأ المستشفى يستنفد كل ما معنا من أموال، وما استطعنا اقتراضه، ونصحنا طبيب بالمستشفى بأن نحاول نقله لمستشفى حكومى، لأننا لن نستطيع أن نتحمل نفقات علاجه بهذا المستشفى، وبدأنا مرة أخرى البحث فى مستشفيات البحيرة والإسكندرية، ووصلت التكلفة فى المستشفى الخاص 11 ألف جنيه مقابل 3 أيام وليلتين.
فى المستشفى الخاص ـ كما تقول إيمان ـ اقترضنا 3500 لدفعها تأميناً فى المستشفى الخاص، وظل بها ليلتين حتى لقى وجه ربه، نظراً لتدهور حالته بسبب سوء حالة جهاز التنفس الصناعى فى مستشفى رشيد، مما تسبب فى ارتشاح الرئة، وأثر على المخ.
تنهى إيمان حديثها: «النصيحة: لما يكون عندك مريض محتاج عناية مركزة ولا تملك المال خليه يموت فى بيته بكرامته أحسن».
من جهته، أعلن الدكتور محمد سلطان، محافظ البحيرة، خلال اجتماع المجلس التنفيذى الأخير للمحافظة، اختيار 3 مستشفيات، هى «دمنهور التعليمى، وكفر الدوار العام، ووادى النطرون» لتكون مستشفيات نموذجية بالمحافظة سيتم تجهيزها ودعمها بكافة احتياجاتها من المعدات والتجهيزات الطبية وأطقم الأطباء والتمريض.