رغم أعمال التطوير التى شهدتها مستشفيات أسوان العامة والمركزية، انتهاءً بتطوير المستشفى الجامعى، ووصول ميزانية الصحة إلى 240 مليون جنيه، تعانى مستشفيات أسوان من غياب الأطباء من المتخصصين فى أقسام العناية المركزة باستثناء مستشفى أسوان الجامعى الذى تم تطويره مؤخراً.
تعانى بقية مستشفيات أسوان من شبه انعدام فى الأطباء المتخصصين فى العناية المركزة، وفى جميع الأحوال يتولى طبيب الباطنة بهذه المستشفيات الإشراف على غرف العناية لعدم وجود الأطباء المتفرغين لغرف العناية.
مصدر طبى بمديرية الصحة قال لـ«المصرى اليوم» إن المشكلة فى مستشفيات أسوان ليست فى عجز الأجهزة، حيث توجد أجهزة حديثة متوفرة بغرف العناية المركزة بجميع المستشفيات، لكنْ هناك نقصٌ حادٌّ فى الكوادر، سواء الأطباء أو التمريض، لذلك يتم الاعتماد فى هذه المستشفيات على أطباء الباطنة أو التحويل للمستشفى الجامعى.
فى أبوسمبل، إحدى المدن السياحية المهمة فى أسوان، لا يوجد طبيب للعناية المركزة، ويتم تحويل جميع الحالات إلى أسوان التى تبعد 300 كيلو عن مدينة أبوسمبل، فهناك مستشفى التكامل بأبوسمبل، وهو أحد مستشفيين يتواجدان بالمدينة السياحية، حيث لا توجد غرفة عناية مركزة بالمستشفى، الذى يعتمد فى خدماته الطبية على طبيب واحد ممارس عام.
وفى مستشفى أبوسمبل الدولى، وهو يتبع أمانة المراكز الطبية المتخصصة، توجد غرفة عناية مركزة تضم 4 أسرَّة، لكن لا يوجد طبيب متخصص عناية مركزة بالمستشفى، ليتم تحويل معظم الحالات إلى مستشفى أسوان الجامعى أيضاً، وهو ما يمثل خطورة على حياة المرضى لطول المسافة.
الحال نفسه يتكرر فى مستشفى نصر النوبة المركزى. يقول طه شاهين، عضو مجلس إدارة المستشفى، إن المستشفى يوجد به غرفة عناية مركزة بها 3 أسرَّة، ولا تعانى من نقص فى الأجهزة الطبية أو أجهزة التنفس الصناعى، لكن المشكلة فى عدم وجود طبيب متخصص فى العناية المركزة، وفى الغالب يتولى إخصائى الباطنة الإشراف على غرفة العناية المركزة، وبعض الحالات يتم تحويلها إلى أسوان.
ويؤكد طارق مصطفى، أحد المرضى، أن عدم وجود كوادر طبية متخصصة لغرف العناية المركزة بمستشفيات أسوان إحدى المشكلات، مشيراً إلى واقعة وفاة أحد المصابين منذ شهور قليلة فى حادث سيارة على جهاز التنفس الصناعى داخل غرفة العناية المركزة بمستشفى أسوان الجامعى منذ فترة بعد انقطاع التيار الكهربائى عن الغرفة، وعدم تشغيل مولد الكهرباء، ما أدى لتوقف الأجهزة داخل الغرفة.
فى المقابل قال الدكتور منصور كباش، رئيس جامعة أسوان، إنه تم إنشاء غرف للعناية المركزة بمستشفى أسوان الجامعى بطاقة 76 سريراً مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية، وتوفير كوادر طبية مدربة من أساتذة وأطباء جامعة أسوان لديها الخبرات الكاملة للتعامل مع جميع الحالات المرضية.
ولفت إلى خفض عدد الحالات التى يتم تحويلها لمستشفى أسيوط الجامعى من 200 حالة شهرياً إلى 10 حالات بعد افتتاح أعمال التطوير بمستشفى أسوان الجامعى، واستيعاب معظم الحالات التى كان يتم تحويلها.
من جانبه، قال اللواء مصطفى يسرى، محافظ أسوان، إنه تم تطوير غرف العناية المركزة بجميع مستشفيات المحافظة، ومنها مستشفى دراو المركزى، وزيادة عدد أسرَّة العناية المركزة به إلى 16 سريراً، إضافة إلى تطوير مستشفى إدفو العام بتكلفة 49 مليون جنيه ومستشفى نصر النوبة المركزى بتكلفة 16 مليون جنيه، وتطوير مستشفى كوم أمبو المركزى بتكلفة 5 ملايين جنيه، وتطوير مستشفى الصدر، وإضافة وحدة عناية مركزة كاملة تضم 8 أسرَّة، وأجهزة تنفس صناعى. وأشار إلى وجود عجز فى أكثر من 79 وحدة صحية، يعمل بها الأطباء بالتناوب لسد العجز وتغطية الخدمة الصحية لمعظم القرى والمدن بجميع أنحاء المحافظة.