رئيس وحدة سلامة للغذاء: 95 حالة وفاة و1914 حالة إصابة بالإجهاد الحراري

كتب: محمد طه الإثنين 17-08-2015 15:39

استعرضت الإعلامية دينا عبدالفتاح عبر برنامجها «60 دقيقة مع دينا عبدالفتاح»، على إذاعة «راديو مصر»، أزمة ارتفاع تعداد الوفيات بين المصريين خلال الأيام الحالية، وذلك بعد أن سجلت البيانات الرسمية لوزارة الصحة وقوع 95 حالة وفاة وما يقرب من 1914 حالة إصابة بالإجهاد الحراري في ظل الإرتفاع المتزايد لدرجات الحرارة، واستضافت الدكتور حسين منصور، رئيس وحدة إنشاء هيئة سلامة للغذاء، لبحث آليات التعامل مع الموجة الحارة المصاحبة لحالة الطقس خلال الفترة الحالية، وتقديم النصائح والإرشادات العامة لتجنب الدخول في أزمة صحية كبرى بتزايد حالات الوفاة.

ومن جانبه أكد «منصور»، أن ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف يتطلب التعامل بحذر من المواطنين لتقليل حجم الخسائر وخاصة في ظل الموجات الحارة التي تزيد من إحتمالية وقوع وفيات بالتعرض للشمس أو الإصابة بالإجهاد الحرارى، موضحا أن الإرتفاع المتزايد في درجات الحرارة يتسبب في إحداث تغيرات فسيولوجية مفاجئة في الجسم، وخاصة مع إتجاه المواطنين لإستخدام مكيفات الهواء خلال فترة زمنية طويلة وذلك في أماكن العمل وفى المنازل.

وأوضح أن أصحاب المناعة المنخفضة من المواطنين هم الأكثر عرضة للإصابة بالإجهاد الحرارى وضربات الشمس خلال الارتفاع المتزايد للحرارة، ولذا وقعت حالة الوفاة في صفوف فئات كبار السن والأطفال لإنخفاض المناعة بصورة واضحة لدى هذه الشريحة العمرية، كما أكد أن الإصابة بالإجهاد الحراري أو ضربات الشمس لا تأتي من خلال التعرض المباشر لآشعة الشمس فقط، بل تؤدى الأماكن المغلقة والمزدحمة والسيارات المغلقة إلى الإصابة بضربات الشمس الحادة في حالة التواجد بها لفترة طويلة، وذلك نتيجة ظاهرة الاحتباس الحراري التي تحدث لفترة مؤقتة في السيارات المغلقة والأماكن غير جيدة التهوية.

ووجه «منصور» عدة نصائح للمواطنين للتعامل مع الموجة الحارة خلال الأيام الحالية وتجنب الإصابة بضربات الشمس، محذرا من التعرض المباشر لآشعة الشمس في أوقات الظهيرة، أو تعريض الجسم لدرجات الحرارة المفاجئة عقب الخروج من الأماكن المكيفة إلى درجات الحرارة المرتفعة في الأماكن العامة والشوارع، كما وجه المواطنين بتجنب التواجد في الأماكن المزدحمة.

وأشار إلى ضرورة مراعاة المواطنين لاتباع نظام غذائى صحى يتلائم مع ارتفاع درجات الحرارة، وذلك من خلال تجنب تناول الوجبات الغذائية التي تعطى سعرات حرارية مرتفعة، مع الحرص على تناول كميات كبيرة من السوائل غير الحرارية وأهمها المياه، ومراعاة العمل على حفظ الوجبات الغذائية في درجات حرارة منخفضة وخاصة داخل المنزل، وتجنب ترك الأطعمة لفترة زمنية طويلة بالخارج حتى لا تكون مصدر لنمو المكيروبات بها.

ونصح باتباع قواعد النظافة العامة لتجنب انتشار الفيروسات والمبيكروبات، وذلك بالحرص على الاستمرار في غسل الأيدى، وتجنب الأماكن المزدحمة، وعدم تناول الأطعمة المعرضة لآشعة الشمس لفترة زمنية طويلة ومراعاة طرق تخزينها ومواصفات إنتاجها وصلاحيتها للاستخدام لفترة زمنية محددة.

وفى سياق متصل، أجرت الإعلامية دينا عبدالفتاح، إتصالا هاتفيا بالدكتور وحيد سعودى، المتحدث الرسمى باسم هيئة الأرصاد الجوية، والذى أكد إستمرار الموجة الحارة حتى نهاية الأسبوع الجارى، كما أشار إلى إحتمالية أن تستمر هذه الموجة الشديدة لأكثر من ذلك، موضحا أن درجات الحرارة اليوم سجلت 42 درجة في الظل، وستتراوح خلال الأيام المقبلة ما بين 38 إلى 39 درجة، ليكون الطقس حار وشديد الحرارة على كافة الأنحاء.

وأوضح أنه من المقرر أن تنكسر حدة الموجة الحارة بدءا من غدا الأثنين ليسود طقس حار على كافة الأنحاء، كما لفت إلى إرتفاع نسبة الرطوبة وهو ما يتسبب في الشعور بحدة الحرارة، مشيرا إلى أنه وفقا للقوانين والإلتزامات الدولية ففى حالة إرتفاع درجات الحرارة لتصل إلى 50 درجة في الظل يتم منع المواطنين من النزول للعمل أو الخروج بالشوارع تجنبا للتعرض للشمس.

وأشار إلى أن الشعور بحدة الطقس الحار تختلف وفقا للفترة الزمنية التي يتعرض فيها المواطنين لآشعة الشمس، إلى جانب إختلاف الطبيعة الجغرافية للمناطق المختلفة، فضلا عن سرعة الرياح ونسبة الرطوبة المصاحبة لدرجات الحرارة، لافتا إلى أن درجات الحرارة تسجل إنخفاضا ملحوظا يوميا وذلك خلال الفترة من الواحدة صباحا وحتى طلوع الفجر.

وفيما يتعلق بدور وزارتى الصحة والتموين في تأمين الغذاء للمواطنين ومراعاة قواعد السلامة الصحية في الاستهلاك، أوضح «رئيس وحدة إنشاء هيئة سلامة الغذاء»، أن مراقبة السلع الغذائية المعروضة بالأسواق وتأمين كافة الأغذية المطروحة أمام المواطنين لا تتم وفقا لقواعد صحية سليمة، خاصة في ظل إنعدام الرقابة، فضلا عن عدم وجود تشريع ملزم للرقيب على الأسواق والسلع الغذائية بإعدام الأغذية المعروضة بالشوارع تحت آشعة الشمس وفى درجات الحرارة العالية وإعتبارها مخالفة للاستخدام الآدمى السليم.

ولفت إلى ضرورة إهتمام الحكومة بتدشين هيئة سلامة الغذاء وإصدار قرار رسمى عاجل بإقرار الهيئة خلال الفترة الحالية حماية للصحة العامة للمواطنين ولتغليظ العقوبة على المخالفين وضبط السلع الغذائية الفاسدة، مشيرا إلى أنه وفقا لنصوص الدستور الجديد تلتزم مصر بالغذاء الصحى للمواطنين، الأمر الذي يتطلب خلق تشريعات جديدة لتفعيل آليات الرقابة الجادة على الأسواق، وإصدار قرار رسمى بتفعيل دور هيئة سلامة الغذاء والتى إنتهت وزارة الصناعة بالتعاون مع المختصين من تجهيزها وتوضيح دورها وتخصصاتها، إلى جانب إعداد قانون الغذاء والذى ينتظر موافقة الحكومة عليه.

وأوضح أن الدولة تنفق مليارات الجنيهات على علاج الأمراض المزمنة والأمراض الخطيرة، وتتجاهل مع ذلك الإنفاق على الإجراءات الضرورية التي تجنب إنتشار هذه الأمراض وتفشيها بين شرائح عمرية متعددة من المواطنين، منوها إلى ضرورة تطبيق الأنظمة العالمية في مراعاة سلامة الغذاء وآليات الرقابة الصارمة على السلع الغذائية لتجنب الإصابة بالأمراض الخطرة.

وأشار إلى أن إرتفاع درجات الحرارة وعدم سلامة الغذاء يعد سببا رئيسيا في إصابة المواطنين بالأمراض الخطيرة وأبرزها مرض السرطان، والذى يأتى بشكل رئيسى نتيجة إنخفاض مناعة الجسم، حيث يعد إنخفاض المناعة مدخل رئيسى للإصابة بالعديد من الأمراض الخطرة، ويأتى نقص المناعة للجسم نتيجة ارتفاع نسبة الملوثات البيئية والناتجة عن متبقيات المعادن الثقيلة والرصاص وملوثات الصرف الصحى والصناعى في المياه، إلى جانب ملوثات المبيدات والكيماويات والأغلفة غير الجيدة، والتى تؤثر بشكل مباشر على الجهاز المناعى وتؤدى لضعف عام بالكبد والكلى.