هناك الكثير من الآراء التي تؤكد عدم القدرة على الحكم على أداء الثنائي الأفريقي في هجوم الأهلي، جون أنطوي وماليك إيفونا، أمام الجونة في ظل مباراة هزيلة أمام دفاع ولاعبين «لا حول لهم ولا قوة»، وأمام دفاع الشرطة الذي استقبل 5 أهداف أمام ماكينة هجوم الأهلي.
ولكن رغم ذلك، فإن المميزات والعيوب واضحة للعيان، خاصة إن أنطوي وإيفونا لاعبين لا يختلف على قدراتهما أحد في مصر بل والقارة السمراء بأكملها.
جون أنطوي مهاجم يمتاز بالقوة والسرعة ودقة التسديد والتركيز العالي للغاية طوال المباراة، لن تراه كثيرًا يضيع الفرص السهلة بل ستراه يسجل من أقل الفرص، رغم إهداره لكرة سهلة أمام مرمى الشرطة، يبحث فقط ودائمًا عن أسهل الطرق لمرمى المنافس دون عناء أو تعب التفكير في كيفية التسجيل هو فقط يريد أن يسجل الهدف، يلعب بأسلوب «السهل الممتنع».
أكثر ما يميزه هو التحرك بدون كرة، فهو ليس صاحب الكرة ولا يبحث كثيرًا عن امتلاكها والتمرير الكثير، ستراه لم يلمس الكرة طوال 15 دقيقة مثلًا ثم يحرز مع أول ظهور له في اللقاء، يعتمد بشكل كبير على لاعب ممرر جيد مثل غالي والسعيد يممر له الكرة في الزمان والمكان المناسبين كي يظهر بالشكل الأمثل له.
وأمام الشرطة، قدم أنطوي دور اللاعب المحطة، الذي يقدم اللمسة قبل الأخيرة لزملاؤه، ما ظهر في هدفين للأهلي في ربع النهائي.
أما ماليك إيفونا فهو اللاعب صاحب الكرة، صاحب السرعة والقوة والمهارة، أحيانًا ستراه وحيدًا وسط خط دفاع الخصم ولن يقف ويعود للخلف بل سيقتحم ويتقدم بكل جرأة وثقة في مهاراته وإمكاناته وسيحرز الهدف في النهاية، لن يحتاج كثيرًا إلى لاعب ممرر جيد لأنه يُفضل أن يبدأ وينهي الهجمة هو فقط سيحتاج محطة بجواره مثل أنطوي أحيانًا.
إيفونا يبحث عن الصعب بعكس أنطوي، دائمًا ما يريد أن يُسجل أهداف مختلفة وهذا وضح في هدفه أمام الجونة بوجه القدم الخارجي مع الوضع في الاعتبار أن الأضمن والأسهل بباطن القدم.
إيفونا أيضًا سيجيد اللعب كمهاجم متأخر من الأطراف وتحديدًا الطرف الأيسر، كما جدو في كأس أمم أفريقيا 2010، بالطبع هو نفس المركز والمهام التي سيجيدها المهاجم الجابوني، وظهرت في صناعته للهدف الرابع أمام الشرطة.
في النهاية، التنوع في المهارات والمميزات لكلا المهاجمين في صفوف الفريق الأحمر ميزة كبيرة، ولو نجح اممدير الفني في توظيف الثنائي الأمثل لإفادة الآخر من الممكن أن نشاهد أحد أفضل الثنائيات الهجومية في تاريخ الكرة المصرية.