مدير مستشفى الخانكة: نعانى نقص الإمكانيات وعجزاً فى الأطباء والتمريض (حوار)

كتب: وليد مجدي الهواري الإثنين 17-08-2015 11:32

اعترف الدكتور مصطفى شحاتة، مدير مستشفى الخانكة للأمراض النفسية والإدمان، بوجود مشاكل فى الإمكانيات، فضلا عن عدم تطبيق معايير الجودة، مؤكدا أن هناك قرارا من وزير المالية بعدم شراء أجهزة تكييف، ما يعرضه للمساءلة القانونية.

وأكد شحاتة فى أول حوار بعد وفاة 10 مرضى بالمستشفى مؤخرًا، أن لديه 30 طبيبا لخدمة 1550 مريضا، وأن المستشفى لديه سيارة غير آدمية لنقل المرضى ويستعين بسيارات هيئة الإسعاف.

وتفاصيل أخرى فى الحوار التالى:

■ متى توليت إدارة المستشفى؟

- توليت إدارة المستشفى منذ عام ونصف، وتحديدا فى شهر فبراير 2014، حيث انتقلت إليه، من مستشفى طنطا، والذى كنت أشغل منصب مديره، وعملت أخصائيا نفسيا، وتنقلت ما بين المستشفيات النفسية، فى مصر والعالم العربى، حيث عملت بالسعودية لمدة 3 سنوات، فى مستشفى الأمل بالدمام لعلاج المرضى النفسيين.

■ كيف كان حال المستشفى عند توليكم إدارته؟

- عندما تسلمت عملى اكتشفت وجود طاقة كاملة غير مستغلة، فى المستشفى، منها المزرعة، وتبلغ مساحتها 40 فدانا. ويضم المستشفى 30 قسما أو «عنبرا»، لخدمة المرضى النفسيين، منها 10 أقسام لخدمة مرضى السجون، ويشرف عليهم المستشفى طبيا وإداريا، فيما تقوم على حراستهم، نقطة شرطة تابعة لمصلحة السجون.

■ ما نوعية المرضى الذين يتوجهون إليكم؟

- لدينا «مرضى دخول»، وهم «إما المريض يدخل طوعا منه وبإرادته الكاملة، ويتم التوقيع منه شخصيا، وفى هذه الحالة، فإن خروجه من المستشفى يكون طواعية منه، وبتوقيعه الشخصى، ولا يشترط وجود الأهل، وهناك «مريض إلزامى»، فاقد الأهلية، ولديه أعراض نفسية ممكن تؤدى إلى الخطورة على نفسه وعلى الآخرين، فقد يقتل نفسه أو يقتل الآخرين، وهناك «مرضى السجون»، المودعون بموجب حكم قضائى.

■ كيف يتم التعامل مع كل نوع من المرضى؟

- المعاملة الطبية، واحدة للجميع، أما بالنسبة لتقسيمهم فى العنابر، فيتم وفقا لسياسة محددة، فهناك أقسام مخصصة للمرضى الإلزاميين، لخطورتهم، فيما توجد أقسام أخرى للمرضى الطوعيين.

■ السينما صورت حالة المريض النفسى بأنه مريض يتم «ربطه بالسلاسل» فى الأسرة ما حقيقة ذلك؟

صورة ضوئية من قرار وزير المالية بمنع شراء أجهزة التكييف فى المستشفيات

- لا طبعا، فقط يراعى تطبيق إجراءات استثنائية للمريض الإلزامى، وكلها عبارة عن إبعاد كل شىء قد يؤدى إلى إيذاء نفسه أو الآخرين.

■ كم يبلغ أعداد المرضى بالعنابر أو الأقسام؟

- تتراوح ما بين 30 و60 مريضا بالعنبر الواحد، وهو رقم يتناسب مع اشتراطات لجنة الجودة فى المسافات الموجودة بين كل سرير، وهى 5 أمتار.

■ لكن هل هذه المسافة متحققة بالفعل فى كل العنابر؟

- للأسف لا، ممكن تنزل إلى 2 أو 3 أمتار.

■ ألا يسبب ذلك تكدسا للمرضى فى العنابر.. ولماذا لا تنفذ اشتراطات لجنة الجودة؟

- عدم تطبيق معايير الجودة ناتج عن دخول بعض الأقسام فى أعمال التطوير، وبالتالى يتم ترحيل أسرة هذه الأقسام إلى الأقسام الأخرى.

■ كم يبلغ عدد الأسرّة بالمستشفى؟

- يوجد لدينا 2109 أسرّة، موزعة فى 30 مبنى، كل مبنى منها مكون من دور واحد، فيما عدا مبنى علاج مرضى الإدمان الذى يضم 3 أدوار، ويوجد لدينا 1550 مريضا.

■ ما هو الإجراء المتبع خلال فترة الصيف فى ظل حرارة الجو حاليا؟

- الإجراءات المتبعة فى فصل الصيف هى إجراءات عادية، ويتم التنبيه على المرضى بشرب السوائل، وعدم الخروج خلال فترة الظهيرة وما بعدها، وتقليل كمية العلاج النفسى.

■ ماذا عن الأوقات الحرة للمرضى؟

- هناك نصف ساعة فى الصباح، وساعة خلال فترة المغرب، وتحديدا من 6-7 مساء، يمارسون خلالها لعبة الكرة كنشاط رياضى.

■ هل توجد بالعنابر مراوح أو تكييف؟

- يوجد فى كل العنابر مراوح، وحجرتان للعزل، تضم تكييفات وكان يجب أن يكون فى كل عنبر، حجرة عزل، للمريض الذى تعرض لارتفاع درجة حرارة، لكن لم تكن هناك إمكانيات، وتقدمت باستقالتى فى فبراير الماضى بعدما وجدت كثيرا من المشاكل ولكنها رفضت مع تجديد الثقة للعمل على حل تلك المشاكل.

■ البعض اشتكى من سيارات نقل المرضى لأنها غير صالحة للاستخدام الآدمى؟

- أنا مدير من عام ونصف، ولدى سيارات غير آدمية، وأخذنا وعدا من محافظ القليوبية إنه سيعطينا سيارتين جديدتين.

■ ماذا عن حالات التى توفيت الفترة الماضية؟

- 10 حالات توفيت من 1- 9 أغسطس، لأسباب متنوعة، منها الفشل الكلوى، والكلى والقلب.

■ العام الحالى توفى 10 مرضى، والعام الماضى 6 بنفس الكيفية.. ولو استمر الحال كما هو سيموت العام المقبل عدد أكبر؟

- لا، العام الحالى هو استثنائى، وفقا لتأكيد هيئة الأرصاد الجوية نفسها، وأنا كمستشفى اتخذت كل إجراءاتى، أنا لست سعيدا بوفاة واحد من المرضى، لكننى أسعى لإيجاد حلول، حتى إننى أقوم شخصيا بـ«غسل» المرضى بخرطوم المياه، لخفض درجة الحرارة حيث يحتم على واجبى الإنسانى قبل أن أكون مديرا للمستشفى، أن أتخذ الخطوات الضرورية اللازمة.

■ خلال عام من توليكم إدارة المستشفى ماذا قدمتم؟

- قدمنا رؤية واضحة للتعامل مع المريض النفسى، وتقدمنا باقتراح إلى الأمانة العامة للصحة النفسية، لإيجاد حلول مع «مرضى الشارع النفسى» الذين يتم تقديم العلاج لهم، ولكن نظرا لقلة الموارد، لم يتم تنفيذ الطلب، خاصة أنه يحتاج إلى كوادر طبية جديدة.

■ ما هى الإمكانيات التى توجد بالمستشفى وما هو المطلوب؟

- يجب أن يحدث تضافر ما بين الأمانة العامة للصحة النفسية، ومنظمات المجتمع المدنى.

■ كم يبلغ عدد الكوادر الطبية بالمستشفى؟

- 30 طبيبا أخصائيا نفسيا، و30 طبيبا فى تخصصات أخرى، و400 ممرض، و400 عامل وموظف.

■ هل ترى أن 30 طبيبا كاف، لـ1500 مريض؟

- غير كاف، وأقل من المعدلات المطلوبة، ورقم ضئيل جدا، فالطبيب الواحد مسؤول عن 150 مريضا تقريبا.

■ ما هى النسبة المفروضة بين عدد المرضى لكل طبيب؟

- النسب تختلف من دولة لدولة، لكن لو ضربنا المثل بمستشفى العباسية، فيوجد به 1000 سرير، يبلغ عدد أطبائه 200 طبيب، غير أطباء التخصصات الأخرى، والذين يتم التعاقد معهم كجزء من الوقت.

■ كم تحتاج من الأطباء؟

- أحتاج طبيبا لكل 20 مريضا، بالإضافة إلى الـ 30 المتواجدين.

■ لكن فى مستشفى العباسية هناك طبيب لكل 5 مرضى؟

- بالفعل، لو طالبت بمثله، فأنا أحتاج إلى أكثر من 150 طبيبا، حيث يوجد لدى 1550 مريضا، حتى أستطيع تقديم خدمة متميزة.

■ هل يوجد فى مصر بشكل عام عجز فى الأطباء النفسيين أم أن الأطباء لا يفضلون العمل فى الخانكة؟

- لا، يوجد عجز فى عدد الأطباء النفسيين فى مصر، ولذا فأنا أمام مشكلة عامة.

■ ماذا عن أعداد التمريض؟

- يوجد 400 وهو عدد أقل من المعدل الذى ينتج عنه جودة فى أداء العمل.

■ قلت إنه يجب توفير حجرة عزل فى كل قسم، لماذا؟

- ليتم وضع الحالات العدوانية، أو ذات السلوك العدوانى، أو الهياج، ويتم عزلها وفقا للأوراق الرسمية.

■ ماذا عن الأدوية التى يحصل عليها المرضى وهل يتم خفض العلاج خلال الصيف؟

- بالفعل، وتحدث تعليمات عامة بهذا وخاصة عن اقتراب فصل الصيف ومنها تقليل جرعات العلاج، من مضادات الذهان، وفقا لحالة المريض.

■ هل هناك حالات لا يتم فيها تقليل مضادات الذهان؟

- لكل حالة علاجها، فقد يتم تخفيض نسبة العلاج إلى 80% أو 50% أو لا يتم تخفيضها على الإطلاق.

■ ماذا عن العيادات الخارجية وعدد المترددين عليها؟

- تخدم 5000 مريض شهريا، وتبلغ ميزانية المستشفى ٣٠مليونا.