استقبل الرئيس حسنى مبارك أمس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن»، حيث بحثا فى «اجتماع طارئ» العدوان الإسرائيلى المستمر على قطاع غزة، والسبل التى يجب يتم اتخاذها لوقف المجزرة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
وعقب اللقاء قال أبومازن «إن مصر تستقبل الآن مساعدات من السعودية وقطر والأردن وغيرها من الدول لترسلها إلى قطاع غزة، كما تم إرسال بعثة طبية مصرية على الحدود بين مصر والقطاع، على رأسها الدكتور حاتم الجبلى، وزير الصحة، من أجل هذا الغرض»، معرباً عن أمله فى أن تتمكن مصر من إدخال هذه المساعدات للشعب الفلسطينى فى غزة.
وأضاف: «نرجوا أن نتمكن جميعاً من وقف هذا العدوان والعودة إلى التهدئة، التى لابد من العودة إليها مرة أخرى»، مشيراً إلى أن اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة، المقرر بعد غد الأربعاء سيناقش كل هذه القضايا.
وتابع أبومازن: «يهمنا جداً أن تتم السيطرة على هذا الوضع، لأن النكبة والمذبحة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى خطيرة جداً، لأننا أولاً وأخيراً مسؤولون عن هذا الشعب، ومسؤولون عن كل قطرة دم تجرى أو تسقط فى قطاع غزة، وبالتالى فإن ذلك همنا، كما يهمنا أيضاً أن يخرج الجرحى للعلاج»، مشيراً إلى أن «السعودية وغيرها من الدول العربية أبدت استعداداً لاستقبال الجرحى الفلسطينيين».
وحول ما الذى يمكن أن يفعله بوصفه رئيساً للسلطة الفلسطينية، بينما الموقف لايزال منقسماً، خاصة فى ظل رفض حماس العودة للتهدئة، قال أبومازن: «نحن كسلطة وطنية فلسطينية واحدة نعرف أن هناك انقساماً فى الساحة الفلسطينية، ولكن أولاً وأخيراً نحن مسؤولون عن الشعب الفلسطينى»، مؤكداً أنه «لا يهتم» بمسألة الانقسام حالياً، وقال «نحن مسؤولون أولاً وأخيراً، ولذلك يجب أن نعمل من أجل وقف شلال الدم والوصول إلى التهدئة».
وحول ما إذا كانت مصر تعول على القمة العربية الطارئة، لإنهاء الأزمة فى ظل الانقسام الذى قد ينعكس على القمة المطروحة، وصف أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، اجتماع وزراء الخارجية العرب بأنه «بالغ الأهمية»، وقال: «أتصور أن المطلوب من الوزراء العرب أن يقرروا كيف نتحرك من أجل وقف العمليات العسكرية والعدوانية من قبل إسرائيل، وكيف نحقق الاتفاق على وقف إطلاق نار شامل بين الطرفين، ثم نعيد فترة التهدئة مرة أخرى، أى الاتفاق على التهدئة التى كانت موجودة فى الفترة من يونيو 2008 إلى 19 ديسمبر 2008،
والهدف أن يتفق الوزراء على آلية تقود إلى وقف إطلاق النار والعدوان، وإقامة التهدئة وفتح المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة، وهذا إن تم فسوف يكون هناك موقف عربى ينقل للجانبين حماس وإسرائيل وينقل إلى مجلس الأمن والمجتمع الدولى، ثم نرى كيف نتحرك فى اتجاه تنفيذ كل هذه الإجراءات المطلوبة، أى أن المطلوب إجراءات». وأضاف أبوالغيط: «فيما يتعلق بعقد القمة من عدمه، فإننى أعتقد أن الأولوية للإجراءات العربية على مستوى وزراء الخارجية لتحقيق هذه الأهداف.
وقال: «على الجانب الآخر قمنا أمس باستدعاء السفير الإسرائيلى بالقاهرة لنؤكد له اعتراضنا على استمرار العمليات العسكرية والحديث الذى أدلى به وزير الدفاع الإسرائيلى، حول استمرار القصف، ونطالب بوقفه وبعدم قيام الجيش الإسرائيلى بغزو جديد للأراضى الفلسطينية فى غزة، وكلفنا السفير المصرى فى تل أبيب بالاتصال بجميع الدوائر الإسرائيلية لتحقيق هذا الهدف،
بالإضافة إلى إجراء مشاورات مع سفراء الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، لنرى كيف يتحرك مجلس الأمن، لأنه لا يتحرك فقط على مستوى نيويورك، ولكنه يتحرك مع هذه الاتصالات مع العواصم، فهناك جهد مصرى كبير للسيطرة على الموقف وكان هناك الكثير من التحذيرات المصرية على مدى فترة ممتدة».
وعلق أبومازن قائلاً: «إننى أحب أن أضيف شيئاً، هو أنه منذ 26 نوفمبر الماضى اجتمعت الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية وتم وضع كل هذه الحيثيات أمام الاجتماع، ونبهنا إلى أن الخطر الشديد قادم، ولابد أن نتلافى ونبتعد عن هذا الخطر، ولابد نمتصه ونزيل جميع الأعذار التى يمكن أن تتذرع بها إسرائيل، ولكن مع الأسف حدث ما حدث، وقد كان بإمكاننا أن نتلافى هذه المذابح التى حدثت».
وحول العائق أمام عبور الجرحى من غزة إلى مصر، قال أبوالغيط: «نحن فى انتظار عبور الجرحى الفلسطينيين، ولكن لا يتم السماح لهم بالعبور، وعليكم أن تسألوا الجهة المسيطرة على الأرض فى غزة عن أسباب ذلك»، وحول إمكانية إجراء حوار مع حماس،
قال أبومازن: «لقد اتصلنا برموز من حركة حماس وتحدثنا بمنتهى الصراحة وبشكل مباشر، ثم تحدثنا معهم بشكل غير مباشر عبر أكثر من جهة عربية وغير عربية، ونحن نجرى اتصالاً ولا يهمنا، والآن ليست المسألة مسألة قطيعة، ولقد تحدثنا معهم بالهواتف وقلنا لهم (نرجوكم ونتمنى عليكم ألا تقطعوا التهدئة ولتستمر التهدئة ولا تتوقف حتى نتفادى ما حصل، ويا ليتنا تفاديناه).