لاتزال الأمانة العامة لجائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضى تتلقى طلبات الأفراد والمؤسسات الراغبين في الفوز بهذه الجائزة في دورتها السابعة.. ويبقى من حق الجميع التقدم بطلب الفوز بهذه الجائزة الأكبر من نوعها في العالم حتى آخر شهر أغسطس الحالى.. وأنا أناشد الدكتور شريف أبوالنجا، مدير مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال، إعداد ملف يخص المستشفى، وإرساله فورا إلى الأمانة العامة للجائزة في دبى.. ولست أكتب أو أطلب هذا من باب الحماقة أو العبث أو المجاملة.. وإنما أطلب الجائزة لمستشفى 57357 بمنتهى الصدق والاقتناع والاحترام أيضا.. فهذه الجائزة تشمل ثلاث فئات.. اللاعب والفريق والمؤسسة.. وتنال المؤسسة التي تفوز بالجائزة كل سنة قرابة المليونى دولار.. وليس هذا المبلغ هو دافعى لترشيح مستشفى 57357 لهذه الجائزة، رغم أن ذلك ليس عيبا أو حراما.. إنما الدافع الحقيقى هو لفت أنظار العرب جميعهم لما قام به هذا المستشفى في مجال الرياضة.. فقد كانت الرياضة أحد أهم وأنجح الأسس والعوامل التي تم الاستناد إليها في تحويل هذا المستشفى من مجرد فكرة أو حلم إلى واقع وحقيقة، وواحدة من أصدق وأنبل وأجمل حكايات النجاح والإبداع في تاريخ مصر الحديث.. وسيدخل مستشفى 57357 تاريخ الرياضة المصرية، باعتباره النقطة الفاصلة بين ما كانت تعجز عنه الرياضة وما أصبحت تستطيع تحقيقه وإنجازه.. فلم يكن للرياضة قبل هذا المستشفى أي دور اجتماعى حقيقى باستثناء بعض اللمحات والحكايات المتفرقة.. ثم كان هذا المستشفى ليحيل الرياضة إلى سلاح حقيقى للبناء والتأثير في الناس وإقناعهم بالمشاركة والمساندة بما يملكونه من حب واقتناع ومال واحترام.. ويكفى مرور عابر في أروقة المستشفى وقاعاته لاكتشاف عدد المصاعد والأَسِرَّة والأجهزة والقاعات التي بنتها الرياضة وأموال الرياضة ونجومها، وإدراك أن هذا شكل حقيقى ورائع للإبداع الرياضى الحقيقى.. فالرياضة في مصر اليوم.. وفى العالم العربى كله.. باتت سلاحا متاحا ومشروعا استخدامه للجميع، حتى إن لم يفكر فيه حتى الآن أي أحد بنفس شكل وفكر وإبداع مستشفى سرطان الأطفال، الذي بقى وحده يؤكد هذا الدور العميق للرياضة، ممثلا حاليا في اسمه فوق فانلات منتخبات كرة اليد المصرية، وأيضا فانلة النادى الأهلى وفريقه لكرة القدم.. ولهذا أرى هذا المستشفى يستحق هذه الجائزة.. فقد سبق أن قرأت حوارا مع الدكتور أحمد الشريف، الأمين العام لهذه الجائزة، قال فيه إن الجائزة تهدف إلى دعم وإبراز الجهود الرائدة المبدعة للأفراد والفرق والمؤسسات.. وتسليط الضوء على مفهوم ثقافة الإبداع والابتكار في المجال الرياضى.. وأظن أن ما قام به الدكتور شريف أبوالنجا وزملاؤه والحالمون والعاملون معه واستخدامهم الرياضة في إقامة هذا المستشفى بكل نجاحاته الطبية والعلمية هو منتهى الإبداع الرياضى الحقيقى.