أسود بلباو يقتلون غرور برشلونة في ليلة باردة بالباسك (تحليل المباراة)

كتب: إسلام مجدي السبت 15-08-2015 11:09

حقق فريق أتلتيك بلباو فوزًا هامًا وكبيرًا، على ضيفه برشلونة، بنتيجة 4-0 ضمن منافسات لقاء الذهاب لبطولة كأس السوبر الإسباني، في لقاء أثبت فيه أسود الباسك أنهم ليسوا الخصم السهل الذي يمكن لإنريكي هزيمته في أي لحظة.

وخاض فريق برشلونة اللقاء بتراخي كبير سواء على الصعيد التكتيكي أو البدني بل وثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن غياب لاعب وحيد عن الفريق قد يضرب استقرارهم الفني عرض الحائط ويدمر تمامًا أية طموحات للفوز بالألقاب.

الآن إلى التحليل، لماذا فاز بلباو بتلك النتيجة التاريخية في السان ماميس؟

تخيل أن يكون مدرب الفريق الخصم بتلك السذاجة ويدفع بتشكيل مهلهل معتقدًا إنه يواجه بقايا خصم دمره في لقاء الكأس وتناسى أو نسى أن إرنيستو فالفيردي لن يدع ثأره يمر مرور الكرام، كما أن كتيبة أسود الباسك لن يسقطوا دون قتال، فالفيردي لعب كرة سهلة ربما ندم لأنه لم يلعبها في نهائي الكأس أيضًا، ضغط متواصل عزل الخط الأمامي عن خط الوسط، ضغط وضغط ثم إجبار دفاع الخصم على إهدائهم الأهداف.

لماذا أتعب نفسي وأصنعها وهناك ألفيش الذي قام بدور الجاسوس النجيب على أكمل وجه؟

وفاز أتلتيك بلباو لتلك الأسباب

1-أدوريز وألفيش

يمكنك ان تتخيل أنك تمتلك مهاجم مثل أدوريز، قناص بصورة مرعبة خاصة حينما يكون الأمر حول الرأسيات، حينها نرى الكرة في المرمى، أو حتى الكرةأمام قدمه وهو وجهه للمرمى أيضًا يسجل، وهذا ما فعله داني ألفيش، أهداه كرة على الأرض وركلة جزاء وسجل أدوريز هدفًا بنفسه برأسية جميلة، «هاتريك» بإمضاء مهاجم مجتهد ومدافع متهور.

2- العزيمة والرغبة في الثأر

من العوامل الحاسمة للبطولات صاحبة المباراة الواحدة، أو مباراة ذهاب وإياب، هي الرغبة والعزيمة، تخيل أن تخسر نهائي الكأس ويسخر منك نيمار وتتحسر على مجهود طويل، وتأتيك فرصة لرد الدين في نهائي كأس السوبر أمام خصم اعتقد أنه يواجه فريقًا عاديًا، وهو ما كلف برشلونة غاليًا.

3-فالفيردي يحكم في السان ماميس

ما حدث لريـال مدريد مع كارلو أنشيلوتي، حدث لبرشلونة مع لويس إنريكي، مع التحفظ أن أنشيلوتي خسر بهدف وحيد أما إنريكي بأربعة، وكما يقولون الجزاء من جنس العمل، إيرنستو فالفيردي، قام بعمل ستارتين دفاعيتين، 4 لاعبين في الخلف وأمامهم 4 من لاعبي الوسط وهو ما حسم شكل اللقاء بصورة كبيرة، عزل ميسي عن بقية المجموعة وخاصة عن سواريز وهو ما جعل بيدرو يخترق، لكن تألق الحارس المتميز إيرازوز حال دون اختراق شباكه.

لم تستحق كتيبة إنريكي أن تسجل على أية حال أمام الرغبة القوية لدى أسود الباسك.

4-تماسك خط الوسط

يستحق خط وسط فريق بلباو أن يغني له الجماهير، سواء سابين أو سوسايتا أو بينات أو سان خوسيه أو إيراسو، الخماسي قدم مباراة ممتازة خاصة إيراسو وسابين، كلاهما صنع هدفًا وضغطوا على فريق برشلونة وخلف ذلك الضغط عامل نفسي أدرك لاعبو البلوجرانا بسببه أنهم لن يربحوا، ولو مر ميسي كالشبح من داخل اللاعبين.

على الجانب الآخر كيف خسر برشلونة ؟

بسهولة شديدة، إنريكي مدرب لا يمتلك فلسفة تكتيكية سوى الهجمات المرتدة السريعة واللعب على أخطاء الخصم في خط الوسط، وإن حاول تغيير تلك الإستراتيجية فإنه يعاني الأمرين، ويضطر سريعًا للعودة للخلف بسرعة شديدة، والإعتماد على تناغم الثلاثي ميسي وسواريز ونيمار.

وحينما غاب نيمار، اعتمد على ثنائية ميسي ولويزيتو، فالفيردي كان يعلم ذلك، فقرر عزل الثنائي، وهو مانجح فيه،بجانب أن بيدرو لم ينجح في تقديم شئ يذكر سوى ضرب القائم في كرة واحدة، وعاد لمقاعد البدلاء، ربما لأن باله مشغول بالخروج من قصر كتالونيا.

لكن في المجمل، إنريكي لا يتحمل الخطأ وحده، هناك ألفيش والحارس المغرور تير شتيجين الذي يخطئ كثيرًا، وكلف فريقه الهدف الأول، لمجرد أنه يرغب بأن يقلد نوير لكنه لا يعلم ان الجميع لايمكنهم أن يكونوا مانويل.

وخسرت كتيبة إنريكي لتلك الأسباب

1-التشكيل الضبابي الباهت

فيرمايلين أساسيًا بجوار بارترا في قلب الدفاع، تلك مصيبة، ولا يوجد بديل لألفيش أو لاعب يجيد غلق المساحة خلفه أو إجباره على التخلي عن العنف المبالغ فيه، تلك مشكلة، ثم جلب أدريانو من الدار للنار، ليكتشف «لوتشو» ببساطة أنه لا يمتلك بدائل في الخط الخلفي.

ثم خط الوسط، بدأ بكلا من رافينيا الذي شارك كمهاجم في السوبر الأوروبي وسيرجي روبيرتو وخافيير ماسكيرانو، والهجوم بالثلاثي ليونيل ميسي وبيدرو رودريجيز ولويس سواريز، فما كان من ذلك التشكيل إلا انهم استحوذوا على الكرة بل وكان ميسي يسدد في منتصف المرمى، وتير شتيجن نسى أنه حارس مرمى، فكانوا فريسة سهلة للأسود.

2-لن تجدي المرتدات أمام فريق يدافع من الأساس

تخيل أنك تلعب على المساحات في خط ظهر الخصم لكن المشكلة هي أن هناك ازدحام شديد في تلك المنطقة، حيث قرر الخصم أن يلعب بـ8 لاعبين ويلعب على أخطائك، تلك هي المشكلة، إنريكي لا يمتلك أية بدائل كمن يذهب للحرب وهو يحمل وردة، وقد قرر أن يتجه للسلام فجأة، يمكن لبرشلونة أن يتحصل على 400 ركنية في مباراة لكن تسجيلها يحتاج لتمركز جيد وتشتيت الخصم وأشياء أخرى، كذلك العرضيات القصيرة تحتاج لمهاجم سريع مهاري ما إن تحصل على الكرة يدخل بها منطقة الجزاء ولايسقط خارجها، خط الوسط ليست مهمته التمرير والتمرير فقط، إنه قلب الفريق النابض إن توقف يحدث ما حدث للبرسا، حالة من التيه في خط الوسط والدفاع خلفت 4 أهداف امام فريق يدافع ضدك من الأساس.

3-الغرور لا يجدي وكذلك الإستهتار بالخصم

ظن لاعبو برشلونة أنهم سيحصدون البطولات من دون جهد ولم ينتبهوا أبدا لإنذار إشبيلية، لقد كانت تلك المباراة هي ناقوس الخطر سواء لتير شتيجين أو خط الدفاع أو مدرب الفريق، تلقى 3 أهداف وأنت متقدم بنتيجة 4-1، تلك مصيبة، ركلتي جزاء واحدة إهداء من ماتيو والأخرى هدية من ألفيش، قلوب الدفاع حائرة، خط الوسط ربما لن يسعفك طوال الموسم، على إنريكي إيجاد تركيبة نجاح أخرى ولاتركن أبدًا إلى ان ميسي سيلعب وحده، وإن كان هذا صحيحًا لكان منتخب الأرجنتين بطل العالم لمرتين على التوالي.

تكمن قوة برشلونة في عملهم الجماعي وتماسك خط الوسط وعدم استهتارهم بالخصم، فالديز كان أقل خطورة من المغرور تير شتيجين، لا تستهر بخصمك أبدًا مهما كانت الظروف.

من هو أفضل لاعب؟

لاشك بأن أدوريز قدم مباراة العمر، صاحب الـ34 عامًا قدم مستوى مبهر واستحق الثلاثية التي سجلها، لكن هناك رجل آخر لن يذكره أحد، المدافع «الجوكر» المتميز ميغيل سان خوسيه، أسد الباسك والجندي المجهول دومًا في كتيبة بلباو، يلعب كقلب دفاع ومحور إرتكاز وسجل هدفًا رائعًا استحقه عن جدارة وقدم مباراة كبيرة.

من هو أسوأ لاعب؟

يمكنك اختيار فريق برشلونة بالكامل، حتى ميسي، لكن هناك شخص واحد هو الأسوأ كما في مباراة إشبيلية، تير شتيحين، تسبب في الهدف الأول وهو من هز ثقته بنفسه بتحركات خاطئة، ثم يأتي ألفيش السيئ الذي أهدى أدوريز الهدف الثالث له والرابع لأسود الباسك.

في النهاية، يمكن أن تحتوي مباراة العودة على 5 أهداف لبرشلونة لكنهم سيتلقون أهدافًا بالمثل، ثم هناك مواجهة ثالثة بين الفريقين في الدوري، ماذا لو خسر إنريكي الثلاثة؟ المشكلة تكمن في استهتار اللاعبين واعتقادهم بأنهم قد حققوا كل شيء، هما بحاجة لدافع جديد.

تير شتيجين أثبت بأن برافو يجب أن يحصل على فرصة، وليصلي إنريكي أن يصاب فيرمايلين مجددًا وأن يرحل بارترا ويعود ألبا وإلا فإن المصائب لن تأتي فرادى.