المصريون القدماء من أهل الكتاب

وسيم السيسي الجمعة 14-08-2015 21:19

«واذكر فى الكتاب إدريس إنه كان صديقاً نبياً».. «مريم 56»، ويذكر العلماء أن النبى إدريس هو نفسه أخنوخ المذكور فى التوراة «تاريخ الطبرى 1/170». انتقل اسم إدريس إلى الإغريق «اليونان» باسم هرمس، وإلى الفرس باسم هرمز وفى المصرية القديمة باسم تحوت.

يذكر الألوسى: إدريس هو أول مرسل بعد آدم «روح المعانى 16/96»، كما تقول دائرة المعارف الإسلامية: ومن جهة النبوة كان إدريس أول من نزل عليه جبريل بالوحى «مجلد/ 1 ص/ 543»، وعن أبى ذر الغفارى عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، قال: أنزل الله تعالى على إدريس ثلاثين صحيفة «الأديان فى القرآن/ 137 د. محمود بن الشريف»، وقد جاء ذكر هذه الصحف الأولى فى القرآن الكريم: «إن هذا لفى الصحف الأولى»، يذكر لنا القرمانى: وقد دُفع إلى إدريس كتاب سر الملكوت «أخبار الدول وآثار الأول/ ص4».

إن كان إدريس أول رسول أرسله الله إلى الأمة المصرية، وكان جبريل يوحى إليه بالصحف الأولى، ترى ماذا كانت هذه الصحف الأولى تقول؟! إنها أقدم وحى فى تاريخ البشرية «العصر الحجرى الحديث 5000 ق.م عصر النبى إدريس»، نجد فى فصل إنكار الخطايا كيف أنها هى نفس ما جاءت به الكتب المقدسة.

ذلك لأن المصدر الإلهى واحد، ويؤكد هذه الحقيقة القرآن الكريم: «فذكر إنما أنت مذكر. لست عليهم بمسيطر»، أى ذكّر الناس بما أتى به الله للناس من قبل.

نجد فى كتاب الموتى الفرعونى/ فيليب عطية، صورة لنفس المتوفى وهى داخلة لقاعة الحساب يقودها أحد الملائكة، والقرآن يقول: «وجاءت كل نفس معها سائق...» «ق 21» وفى تفسير ابن كثير: سائق أى ملاك يسوقها إلى المحشر.

فى أول فقرة يقول الأوزير «المرحوم» أو المتوفى: لم أرتكب إثماً. وفى القرآن الكريم: «قل إنما حرم ربى... والإثم» «الأعراف 33»، ثم يقول: لم أرتكب الفحشاء، وفى القرآن «ولا تقربوا الفواحش» «الأنعام 151»، ثم يقول: إنى لم أقتل، وفى القرآن: «ولا تقتلوا النفس التى حرم الله» «الإسراء 33»، ثم يقول المصرى القديم: لم أرتكب السرقة، ويذكر لنا ابن كثير: عن أبى هريرة أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: لعن الله السارق. كذلك كان يقول المصرى القديم أو المصرية فى محكمة العدل الإلهية: لم أرتكب الفاحشة فى حرم الإله «المعابد»، يعلق هيرودوت: وسائر الشعوب فيما عدا المصريين يجامعون النساء فى المعابد، نجد فى القرآن الكريم «ولا تباشروهن وأنتم عاكفون فى المساجد.. تلك حدود الله فلا تقربوها» «البقرة 187»، أيضاً كان يقول المصرى فى اعترافه الإنكارى للخطايا والذنوب: إنى لم أكن متصنتاً، أو متجسساً، وفى القرآن، و«لا تجسسوا» «الحجرات 12».

أما عن الكذب الذى لم يأت ذكره فى وصايا موسى «التوراتى» العشر، فقد كان المصرى يقول فى محاكمة الروح: إنى لم أتكلم كذباً، وفى القرآن: «لعنة الله على الكاذبين» «آل عمران 61».

فى كتاب: الخروج إلى النهار الذى ترجمه ليسبيوس الألمانى «عنوان الكتاب» ترجمة خاطئة: كتاب الموتى، يقول المصرى: لم أكن شاهد زور، وفى القرآن الكريم: و«اجتنبوا قول الزور» «الحج30»، ويقول المصرى: لم أتكلم بازدراء أو أنطق بسخرية، وفى القرآن الكريم: يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم، «الحجرات 11».

وكان المصرى يقول: لم أرفع صوتى على غيرى أثناء الحوار، والقرآن الكريم يقول: «يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم...» «الحجرات 11».

سوف أستكمل وصايا النبى إدريس أول رسول، هذه الوصايا التى أوحى بها الله بالملاك جبريل، وكانت الصحف الأولى التى جاء ذكرها فى القرآن الكريم، أليس المصريون أهل كتاب منذ خمسة آلاف سنة على أقل تقدير؟! لقد جاء ذكر هؤلاء الأجداد العظماء فى القرآن الكريم: «إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى...»، هؤلاء الصابئون هم أتباع النبى إدريس، عليه السلام.

تمنيت لو أن كل بيت مصرى اقتنى كتابين للدكتور نديم عبدالشافى السيار: 1- «المصريون القدماء أول الحنفاء». 2- «قدماء المصريين أول الموحدين»، فقد تعلمت منهما الكثير.


waseem-elseesy@hotmail.com