أكد الثنائى أحمد أكرم، الفائز بالمركز الرابع فى كأس العالم للسباحة بمدينة كازان الروسية، وفريدة عثمان، صاحبة المركز الخامس، أن ما حققاه من إنجاز تاريخى لم يتحقق منذ إنشاء الاتحاد عام 1910 ويضع على عاتقهما مسؤولية كبرى لحصد ميداليات فى الأولمبياد المقبلة. وأكدا أن سقف طموحهما هو الفوز بالذهب. وكشف أحمد أكرم أنه يتدرب 30 ساعة فى الأسبوع للارتقاء بمستواه، مشيرا إلى أنه سافر إلى أمريكا مضطراً، بعدما فشل فى الدراسة بكلية الهندسة، جامعة عين شمس، واتجه لدراسة البيزنس فى أمريكا.
من جانبها أكدت فريدة عثمان أنها عانت كثيرا وأسرتها من أجل تحقيق ما وصلت إليه من إنجازات، وأنها تعيش فى أمريكا وحيدة، وضحت بأشياء كثيرة ولم تعش سنها مثل باقى البنات، أملا فى حصد البطولات. فيما أكد ياسر إدريس، رئيس الاتحاد، أن السباحة المصرية تعيش طفرة غير مسبوقة، ووضعت نفسها على خريطة الرياضة العالمية، وقال شريف حبيب، المدير الفنى للمنتخب، إن الطريقة التى يتم بها إعداد أبطال أولمبيين خاطئة، لأن البطل الأولمبى يحتاج 8 سنوات لإعداده وليس عشرة أشهر وكشف رباعى السباحة خلال ندوتهم بـ«المصرى اليوم» العديد من الحقائق والمفاجآت:
■ بداية.. مبروك الإنجاز وفرض السباحة المصرية نفسها على الخريطة العالمية
- يرد شريف حبيب: الحمد لله على الإنجاز الكبير الذى حققه أحمد أكرم بالفوز برابع العالم، وفريدة خامس العالم سيدات فى إنجاز لم يحدث من قبل فى تاريخ السباحة المصرية منذ إنشاء الاتحاد عام 1910، والجميع يعلم أن تواجد مصر على خريطة اللعبة عالميا أمر ليس سهلاً، لأن أبطال السباحة العالميين دائما ما يكونون من الدول المتقدمة تكنولوجيا، خاصة أن اللعبة مكلفة وتحتاج قدرات وإمكانات خاصة.
■ هل الإنجاز تحقق بفضل القدرات الفردية لأكرم وفريدة أم نتيجة تخطيط علمى؟
- لاشك فى امتلاك أحمد أكرم وفريدة موهبة كبيرة، لكن الموهبة تحتاج إلى التدريب بأسلوب علمى لصقلها وتوظيفها بشكل سليم لحصد البطولات والاتحاد منذ فترة طويلة، ووفقا للتصنيف الدولى وأرقام اللاعبين وضع خطة طموحة وكان آخرها اختيار معسكر المجر قبل المونديال بأسبوعين وتم تجميع اللاعبين من أمريكا ومصر وتم تجهيزهم بالشكل الأمثل للمشاركة فى كأس العالم وكانوا على قدر المسؤولية بالدخول بين الكبار، خاصة أن المتأهلين للنهائيات من الأول للثامن يصنفون على أنهم أبطال عالم.
■ كيف ترى فرص أكرم فى الأولمبياد؟
- أكرم كما قلت موهوب ويمتلك طموحاً كبيراً وسبق أن دربته فى الأهلى قبل انتقاله إلى أمريكا وساعده على ذلك عدم استهلاكه فى التدريبات الخاطئة وهو صغير وإعداده بصورة جيدة، وهو ما ساهم فى عدم تعرضه للإصابة، وسنه الصغيرة وطموحه سيجعلانه قادرا على تحقيق إنجاز فى الأولمبياد.
■ وماذا عن فريدة؟
- الأمر نفسه ينطبق على فريدة، فقد تم إعدادها بصورة جيدة فى نادي الجزيرة وساعدها ممارستها رياضة الباليه المائى فى بداية حياتها، وفريدة تملك شخصية البطلة وهو ما جعلها تضحى بأشياء كثيرة تقوم بها الفتيات فى سنها من الخروج والتسوق وما إلى ذلك من أجل التدريب والتركيز لتحقيق ميداليات.
■ أحمد أكرم.. كيف ترى إنجازك بالفوز برابع العالم؟
- الحمد لله على نجاحى فى حصد المركز الرابع، والجميع يعرف أن الفرق بين الثمانية الأوائل لا يتخطى الأعشار من الثانية، ومنذ صغرى أحلم بأن أكون بطلاً فى السباحة وتحقق حلمى فى أولمبياد الشباب بالفوز بذهبية 800 متر سباحة وحظيت بعدها بتكريم الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو ما زاد من طموحى وحاليا أدرس وأتمرن فى أمريكا بعدما فشلت فى الاستمرار بهندسة عين شمس لذلك فضلت دراسة البيزنس فى أمريكا.
■ هل التعليم فى مصر يقف حائلا دون التفوق الرياضى؟
- هذه حقيقة، فأسلوب الدراسة فى مصر عقيم ولا يساعد على صناعة أبطال أولمبيين عكس الدول الأوروبية والتى تهتم كثيرا بالرياضة فى الجامعات لأنها المنبع الأول لإفراز أبطال أولمبيين لدولهم، وعندما قدمت على المنحة الدراسية تم قبولى وضمى إلى منتخب الجامعة، حيث أتدرب يوميا مع المنتخب، وهناك شىء تعلمته مهم جدا هو أن الأهم روح الفريق، فالهدف تحقيق إنجاز يسجل باسم الجامعة وليس لشخصك، وأتمنى أن يطبق هذا الفكر فى مصر وأن تتم إعادة النظر فى نظام التعليم فى مصر.
■ ما معدل ساعات تدريبك اليومى؟
- أتمرن 10 وحدات تدريبية فى الأسبوع، بما يعادل 30 ساعة، خاصة قبل البطولات المهمة، والحمد لله كلما كان الاجتهاد فى المران تحقق الإنجاز، وكما قلت نظام الدراسة يساعد على تحقيق وليس قتل الإبداع كما يحدث فى مصر.
■ معنى ذلك أنك سعيد بوصفك صناعة أمريكية؟
- ليس هذا ما أقصده، فأنا صناعة مصرية 100 % وفزت بذهبية أولمبياد الشباب، ولم أكن قد انتقلت إلى أمريكا ولكنى أتكلم ليس عن نفسى وإنما أنقل تجربتى وفكرى، أملا فى أن يستفيد منه زملائى فى مختلف الألعاب الذين يجدون أنهم عليهم الاختيار بين طريق البطولة والتفوق العلمى، رغم أنه من الممكن أن يكمل كل منهما الآخر ويصبح البطل متفوقا عليهما بتعديل نظام الدراسة.
■ ما أصعب المواقف التى تعرضت لها والتى جعلتك تفكر فى اعتزال اللعبة؟
- لم أفكر مطلقا فى اعتزال اللعبة لأن السباحة هى حياتى وحينما أمر بأى موقف صعب أو مشكلة أسبح وأتذكر هدفى وطموحى وهو ما يساعدنى على التركيز وتخطى أى مشكلة وأحب أن أشيد بولادتى التى ضحت وتحملت الكثير من أجلى ووافقت على سفرى إلى الخارج لتحقيق حلمى وبكت فرحا بفوزى برابع العالم، كما أهدى الإنجاز إلى روح جدى، الممثل الكبير الراحل، محمد الدفراوى الذى كان دائما يدعمنى ويرانى مشروع نجم.
يتداخل ياسر إدريس، رئيس الاتحاد: أحمد سباح يمتلك طموح يجعله يتخطى كافة الصعاب وفى أولمبياد الشباب فضل شريف حبيب، المدير الفنى، الدفع به فى سباق 400 متر لإدخاله أجواء البطولة، خاصة أن التركيز على مسابقة 800 متر، وحقق أحمد المركز الأول فى تصفيات الـ400 متر وفوجئت فى النهائيات بحضور كافة أفراد البعثة الرسمية فى المقصورة، انتظارا لحصده ميدالية، ولكنه احتل المركز الرابع وفوجئت بحالة من الغضب والتلويح بالأيدى فى المقصورة، فحذرتهم الاقتراب من اللاعب خوفا من إصابته بالإحباط، وقلت لهم إحنا عارفين شغلنا كويس سيوبنا فى حالنا فأنتم جهلاء باللعبة وطريقة تفكيرنا، فلا تدمروا السباح وشاهدت التوتر فى عيون أحمد.
■ وماذا كان رد فعلك تجاهه؟
- نزلت بمفردى من المقصورة الرئيسية له وهنأته بالفوز بالمركز الرابع، مؤكدا أنه حقق إنجاز لم يحدث من قبل فى تاريخ السباحة وقلت له «إنت عملت اللى عليك اسبح براحتك فى سباق الـ800 متر» وبالفعل خاض السباق دون أى ضغوط ونجح فى الفوز بذهبية السباق.
■ فريدة بزغ نجمك مبكراً وعمرك 15 عاماً.. فكيف ترى ما حققته من إنجازات؟
- الحمد لله نجاحى فى تحقيق إنجاز الفوز بالمركز الخامس فى كأس العالم، وهو ما يعد دافعاً أمامى لتحقيق الأفضل، خاصة بعد نجاحى فى تحسين كل أرقامى، سواء فى سباحة الفراشة 50 و100 متر أو فى سباحة 100 متر حرة وتسجيل أرقام جديدة باسمى، وأعتقد أننى قادرة على تقديم الأفضل الفترة المقبلة لإسعاد الناس التى اهتمت بى وهو ما يحملنى مسؤولية كبيرة، وأؤكد ما قاله زميلى أكرم بأن إقامتنا فى أمريكا لا يعنى أننا صناعة أمريكية.
■ تعرضت لمشاكل كثيرة الفترة الماضية؟
- الحمد لله الأمور تحسنت فى الفترة الأخيرة وأسير فى الطريق الصحيح.
يتداخل ياسر إدريس، رئيس اتحاد السباحة: فريدة ووالداها عانوا الأمرين، فحينما توقعت وعمرها 15 سنة أن تصبح بطلة عالم سخر منى البعض بعبارة «إنت بتهزر» ولكنى كنت أرى فى فريدة بطلة وقادرة على تحقيق إنجاز، وهو ما حققته بالفوز بذهبية كأس العالم الناشئين وفريدة، رغم تضحايتها كفتاة وتركيزها، فقد تعرضت لصعاب، ففى الجزيرة حينما تمسك كامل زاهر بتعيين مدرب أجنبى لها تعرض لضغوط كبيرة من بعض أولياء الأمور وبعد فترة تم فسخ التعاقد مع المدرب الأجنبى، إلا أن أسرتها تحملت التكاليف حتى تدخل الاتحاد وتحمل جزءا من المصاريف وأسرتها أنفقت آلاف الدولارات من أجل إعدادها.
■ فريدة.. هل فكرتى فى التوقف عن اللعبة فى ظل هذه الظروف الصعبة؟
- كنت أشعر بالحزن وأن هناك من لا يريدنى أن أحقق إنجاز، ولكن دعم أسرتى وشقيقى أحمد عثمان، السباح السابق، ووقوفهم إلى جوارى كان يجعلنى أتحدى الصعاب، ورغم أن أى إنجاز كنت أحققه، إلا أن أحدا لم يكن يلتفت لنا لأن التركيز كان على كرة القدم، وأتمنى أن تستمر السباحة فى التقدم حتى يعرف الجميع أن هناك رياضة أخرى فى مصر غير كرة القدم.
■ ما استفادتك من مشروع البطل الأوليمبي؟
- تصمت فريدة ويرد المهندس ياسر إدريس: مشروع البطل الأولمبى أو مشروع التميز الرياضى مجرد حبر على ورق والفضيحة أن فريدة لم تكن مدرجة به قبل فوزها بذهبية العالم للشباب، وبعد تحقيقها الإنجاز فوجئت بالقائمين على المشروع يتصلون بى ويطلبون ضم فريدة والكارثة أنه تم توقيع العقود بتاريخ قديم حتى ينسب إنجاز فريدة إلى المشروع الذى لم تستفد منه مطلقا.
■ هل نملك فى مصر صناعة البطل الأولمبى؟
- يرد شريف حبيب، المدير الفنى: الأمور تدار بطريقة خاطئة فى مصر ولا يمكن صناعة بطل أولمبى فى سنة أو عشرة أشهر لأن صناعة البطل الأولمبى تحتاج إلى 8 سنوات يتم خلالها إعداده وتأهيله نفسيا وبدنيا وفنيا لحصد ميدالية أولمبية.
■ مهندس ياسر إدريس بصفتك رئيس الاتحاد.. ما أكبر المعوقات التى تواجهك؟
- عدة معوقات، من أهمها محاولة أعداء النجاح التقليل من أى إنجاز يتحقق كما تردد بأن فريدة وأكرم صناعة أمريكية للإيحاء بأن اتحاد السباحة ليس له أى دور فى الإنجاز، رغم أن أكرم فاز بذهبية الأولمبياد وفريدة ببطولة العالم قبل السفر لأمريكا. أما على الصعيد الإدارى فأشهد أن المهندس خالد عبدالعزيز يستجيب بسرعة لكافة متطلباتنا وهو شريك فى الطفرة الكبيرة التى تشهدها الساحة الرياضية ويستجيب بسرعة لمطالبنا، ولكن المشكلة فى الفكر الروتينى للموظفين، فسرعة استجابة الوزير يحبطها روتين الموظفين، وعلى سبيل المثال طلبت التعاقد مع مدير فنى أجنبى لكرة الماء لمدة 3 أشهر ووافق الوزير، إلا أنه لم يتم الصرف إلا بعد مرور شهرين من التعاقد وهو ما يحدث بالنسبة لدعم السفريات، حيث يتم صرفه بعد العودة فى حين يحتاجه الاتحاد قبل السفر
■ ما حقيقة طلبك مكافآت إضافية لفريدة وأكرم؟
- هذه حقيقة فقد طلبت المهندس خالد عبدالعزيز بضرورة صرف مكافآت إضافية للثنائى، خاصة أن ما حققاه إنجاز بكل المقاييس وسيتم عمل حفل تكريم للسباحين المتأهيلن فى أكتوبر المقبل.
■ كابتن شريف حبيب.. كيف ترى فرص السباحة المصرية فى تحقيق ميداليات أولمبية؟
- دعنا نتحدث بصراحة، حلم تحقيق ميدالية أولمبية أصبح مشروعا، ولكن لا يجب أن نضع اللاعبين تحت ضغط بالحديث عن الفوز بميدالية، خاصة أنهم صغار السن وتحقيقهم ميدالية هدفا لهم ولنا، ولكن لابد ألا ننسى دائما الإشادة بإنجازاتهم.
يتداخل ياسر إدريس: لاننسى أنه لو تم إنفاق عشر ما تم إنفاقه على سباحين فى وقت سابق لأصبحت فريدة وأكرم بطلى العالم.
■ من تقصد؟
- أقصد رانيا علوانى التى تم إنفاق مبالغ طائلة عليها ولم تحقق إنجاز أكرم أو فريدة، رغم أن ما تم إنفاقه عليهما طوال مسيرتهما لا يأتى عشر ما تم إنفاقه على رانيا علوانى.
■ أكرم.. كيف ترى لقب محطم الأرقام القياسية؟
- الحمد لله سعيد جدا بتحطيمى كل الأرقام القياسية المصرية، وأتمنى أن أحقق أهداف عالمية الفترة المقبلة.
يتداخل ياسر إدريس: وأنا ألقبه بالأسد لجراءته وقلبه القوى أثناء خوضه المسابقات
■ هل أنت سعيد بلقب الأسد؟
- يرد ضاحكاً.. سعيد باللقب، خاصة أنه من رئيس الاتحاد وبدون أى مجاملة، أدين له بالفضل والكابتن شريف حبيب، المدير الفنى، الذى أعتبره بمثابة والدى، بما حققته من إنجازات.
■ وماذا عن لقب فريدة؟
- يرد ياسر إدريس: فريدة ملقبة بملكة السباحة، وأتوقع لها شخصيا بعد مسيرة من العطاء أن تكون أول سيدة تتولى رئاسة اتحاد السباحة، كما أحب أن أسجل من الآن توقعى بأن يكون أحمد أكرم فى المستقبل رئيسا للنادى الأهلى، خاصة أن شخصيته واستايله يذكرنى بالنجم محمود الخطيب.
■ فى النهاية أحمد أكرم.. ماذا تود أن تقول؟
- أقول لكل اللاعبين إن الطريق للبطولة ليس مفروشا بالورد وسيواجه العديد من المشاكل وأنصحه بألا «يزهق» أو يمل حتى ينجح فى تحقيق حلمه وشخصيا طموحى أن أتربع على عرش السباحة وأن أقدم شيئا لبلدى وأن أحظى بتكريم الرئيس عبدالفتاح السيسى مجددا بعد الفوز بميدالية أولمبية.
■ وما الرسالة التى تحب أن توجهها فريدة؟
- رسالتى هى استكمال مسيرتى وإسعاد من حولى وفخورة بالتواجد مع أقوى منتخب فى تاريخ السباحة المصرية والجميع يمتلك روح البطولة وسعيدة أننى أصبحت قدوة للعديد من الشباب وهو ما يجعلنى أسعى بقوة لتحقيق إنجازات أفضل وأشكر مدربتى فى أمريكا وأسرتى والمهندس ياسر إدريس والكابتن شريف حبيب وكل من ساعدنى على تحقيق هذا الإنجاز.
■ ماذا يود أن يقول رئيس الاتحاد للسباحين؟
- أتوجه بالشكر لكل السباحين، كما قالت فريدة فإن هذا المنتخب هو الأفضل، ولايمكن أن أنسى إلى جانب فريدة وأحمد، مروان القماش ومحمد خالد اللذين تأهلا أيضا للأولمبياد، وأتمنى أن يتوج مجهوده بتحقيق ميدالية وأشكر كابتن شريف حبيب، المدرب الوطنى، والذى نجح أن يصنع لنفسه مكانة.