فى أقل من عام. فقدت مصر باقة من نجومها. فاتن حمامة. عمر الشريف. الثلاثاء الماضى نور الشريف. اللهم أبقى على من تبقى من ثروة مصر الناعمة. عوّض مصر بمواهب تجدد شبابها. فيجب أن نبقى هوليوود الشرق. نرتفع بالمقام. فبوليوود الهند ملأت فراغاً فى آسيا والوطن العربى أيضاً.
كان لى حظ معرفة الثلاثة. فاتن «هانم» عرفتها فى مصحة فى ألمانيا بالمصادفة ذات يوم. فاتن «هانم» الإنسانة. قمة فى الذكاء. قمة فى الأناقة. قمة فى سرعة البديهة وخفة الظل. كان يصاحبنى رجل من المعجبين بها. بطريقته العفوية التى لا تخلو من فظاظة. قال لها أنت سبب أزمة الخادمات فى مصر. ذلك بعد فيلم «دعاء الكروان». لم تستسغ السيدة طريقته وأسلوبه. مررت الحديث. بعد ذلك أنذرتنى من طرف خفى. إذا أردت أن تنضم لمجموعتنا. فلتأت وحدك. لا تبلينا بصديقك هذا. أعتقد أن أكبر تكريم لها ولنا جاء أيضاً مصادفة. عندما نزل السيسى من على منصته. ومشى إلى حيث تجلس. ليرحب بها. بذلك رحب بالمصريين جميعاً.
أما عمر الشريف فقابلته مصادفة. مرة فى الأقصر من أكثر من عشرين عاماً. محدث لبق. لغات كوزموبوليتان. عربى. إنجليزى. فرنسى. إيطالى. هو عصبى المزاج. عندما التقيت به أخيراً بعد بدء تدهور صحته. كان يفرح بلقائى. كان أكثر هدوءاً. أقل عصبية.
أما نور الشريف فعرفته منذ بداية السبعينيات. كان يجمعنا مكان على نيل الزمالك اسمه «سولت أند بيبر» كنا شباباً. نجلس ونتضاحك. كان فخوراً بنشأته فى حى السيدة زينب. تواصلت علاقتنا. لفت نظرى نهمه الشديد للقراءة. كلما التقيته كان فى يده كتاب. كلما ناقشته وجدت لديه ما يزيد من معلوماتى. حرصت على متابعة أعماله الفنية كلها. عندما قام بدور هارون الرشيد. جعلنى أشك تماماً بأن هارون الرشيد كان بكل هذه العظمة والهيلمان. الذى جسده نور. لن نذكر دوره التنويرى فى ابن رشد. من غيره كان ليقوم بالدور؟
المهم. عزائى هو ما تبقى لنا من لآلئ الفن. مازالوا معنا. أطال الله فى أعمارهم جميعاً.