شنت المقاتلات الحربية الإسرائيلية صباح أمس، سلسلة من الغارات الجوية المتزامنة، قصفت خلالها مناطق متفرقة فى قطاع غزة، بعضها مقار أمنية تابعة لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»،
وهو ما أسفر خلال الساعات الأولى للقصف فقط، عن سقوط ما لا يقل عن 195 شهيدا فلسطينيا، بينهم توفيق جبر، قائد شرطة حماس، وأكثر من 200 جريح.
وعلى الفور، أعلنت سلطات الاحتلال بداية الهجمات، تنفيذا لمهلة الـ 48 ساعة، وبقرار مباشر من رئيس الوزراء المستقيل إيهود أولمرت، الأمر الذى ردت عليه حركة «حماس» بتوعد الاحتلال بـ «رد مزلزل بحجم المجزرة»، فى حين حملت حركة الجهاد الإسلامية مسؤولية تلك «المجزرة» إلى «الصمت العربى».
وبعد يومين من إعطاء الحكومة الأمنية الإسرائيلية الضوء الأخضر للجيش، وأيام من التهديدات المتصاعدة بضرب الحركة الإسلامية من خلال شن عملية عسكرية، إذا ما استمر إطلاق الصواريخ من قبل فصائل المقاومة المسلحة فى القطاع على مناطق 48، أغارت مقاتلات «إف 16» و«أباتشى» على غزة، مطلقة ما لا يقل عن 30 صاروخا، وهو ما أسفر عن استشهاد 195 فلسطينيا، وإصابة أكثر من 200.
وذكرت تقارير المراسلين أن الهجمات أدت إلى وقوع أضرار فادحة فى المبانى والممتلكات، خاصة فى مدينة غزة، التى تضم مواقع أجهزة أمنية تابعة لحركة حماس،
وهو ما أدى إلى تدمير غالبيتها بالكامل، وأشارت مصادر طبية إلى أنها تلقت إفادات بوجود عشرات العالقين تحت الأنقاض، بانتظار سيارات الإسعاف، موضحة أن القصف تركز فى مدن غزة وخان يونس ورفح، وفى المقابل، قتلت مستوطنة إسرائيلية بصاروخ أطلقه مسلحو «القسام» استهدف منزلها مباشرة فى جنوب إسرائيل.
وبينما دعت الحكومة الفلسطينية فى رام الله إلى عقد اجتماع طارئ لاتخاذ تدابير عاجلة، أكدت مصادر فى جيش الاحتلال الإسرائيلى أن الغارات تستهدف البنية التحتية لحركة «حماس»، رغم سقوط عشرات الشهداء من المدنيين،
وقالت المصادر إن الجيش حذر السكان المدنيين فى قطاع غزة، معتبرا أن «حماس تحتمى بين هؤلاء السكان»، وأنها «وحدها المسؤولة عن الوضع».. جاء ذلك، فى حين أعلن المتحدث العسكرى باسم الجيش أن العملية «ليست إلا فى بدايتها»، وأنها ستتواصل «وفقا لتقييم القادة»، مشيرا إلى استعداد الجيش لتوسيع هجومه على غزة إذا لزم الأمر.
وذكرت وكالة «معا» للأنباء، نقلا عن مراسلها، أن القصف أدى إلى انتشار جثث عناصر الأمن التابعين للحكومة المقالة فى محيط المقار التى دمرتها الانفجارات،
وعلى رأسها مركز للشرطة، مشيرا إلى أن سيارات الإسعاف والسيارات المدنية شرعت فى نقل الجرحى إلى مختلف مستشفيات القطاع، وأوردت الوكالة على لسان فوزى برهوم، الناطق باسم حركة «حماس»، دعوته للجناح العسكرى، كتائب عزالدين القسام، بالرد بإطلاق المزيد من الصواريخ «فى أبعد مدى تصل إليه داخل إسرائيل»،
كما دعا برهوم أبناء الشعب الفلسطينى إلى الصبر والتحمل، حاثا المقاتلين على «الثأر».
من جانبه، اعتبر القيادى فى حركة الجهاد الإسلامى، خالد البطش، أن الهجوم الإسرائيلى الواسع على غزة «حرب مفتوحة» على الشعب، «بغية انتزاع استسلام وتنازل من المقاومة»، وحمل البطش «الصمت العربى والدولى مسؤولية هذه المجزرة»،
قائلاً إن «هذه الرسالة الدموية التى أصبحت حرباً مفتوحة لم تحدث لولا الصمت العربى والدولى»، مؤكدا أن ما حدث لن يؤدى إلى استسلام المقاومة أو إلى انتزاع تنازلات منها.. «نؤكد على تماسك جبهتنا، رغم كل ما يواجهنا من انقسام».
ومن السعودية، أدان الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» القصف، وطالب على لسان المتحدث باسمه نبيل أبوردينة، الحكومة الإسرائيلية «بوقف العدوان فورا»، كما ناشد المجتمع الدولى التدخل والضغط على إسرائيل، لوقف تلك الهجمات، وتجنيب الشعب مزيدا من الدماء.
كانت قوات الاحتلال الإسرائيلية قد أجرت مناورة بالقرب من الحدود مع غزة أمس الأول فى ذات الوقت الذى أعادت فيه فتح 3 معابر جزئيا لإدخال المساعدات الإنسانية،
وأظهرت تقارير تليفزيونية تدريبات عسكرية لدبابات وجنود يقومون بتسلق أحد التلال القريبة، فى وقت واصلت فيه فصائل غزة المسلحة إطلاق الصواريخ على المناطق الإسرائيلية، أسفر أحدها عن استشهاد فتاتين فلسطينيتين فى منزلهما بالخطأ.