لهذه الأسباب تضيع جهود الرئيس

عماد سيد أحمد الأربعاء 12-08-2015 22:00

كأننا نعيش فى عصر غير العصر، وفى زمن غير الزمن، وقبل أن تقرأ مقالى أرجوك راجع مقال الأستاذ والصديق المحترم محمد أمين.

قال أمين فى زاويته اليومية فى «المصرى اليوم» 12 /8 الماضى «يستحق الإعلام صفراً مربعاً فى تغطية افتتاح قناة السويس.. معذورٌ هذا الجمهور حين يصف الإعلاميين بالمطبلاتية.. تجربة البث المشترك فى افتتاح القناة أكدت الفكرة».

انتهى كلام أمين، لكن الموضوع لم ولن ينتهى، فما حدث وما تسبب فى هذه الفضيحة هو رجل لا علاقة له بالإعلام من قريب أو من بعيد، رجل له كل الاحترام والتقدير، ولكن نرجو أن يترك الإعلام للإعلاميين، ولا يتقمص شخصية «جوبلز» بأى حال.

نقل زملاؤنا الذين شاركوا فى تغطية الحفل أن أحد المسؤولين، وهو الذى يمسك بملف الإعلام فى رئاسة الجمهورية، هو الذى دفع بكل قوة ولعب الدور الأكبر لتوحيد التغطية الإعلامية بالنحو الذى خرجت به.. هزيلة ضعيفة، وجاءت على الطريقة العراقية فى عهد صدام حسين أحياناً.. أو بالطريقة القذافية فى ليبيا أحياناً أخرى.

يا سيدى الفاضل، مشروع قناة السويس مشروع عملاق، وله أهميته الاستراتيجية، وهو محور عالمى يمكن الاستثمار فيه بكل السبل، فعندما يتحدث الرئيس الفرنسى لأوروبا من منطقة القناة مثلاً.. هل تعلم مدى أهمية ذلك؟.. وعندما يتحدث شخص فى حجم وثقل الشيخ محمد بن راشد حاكم دبى فهل تعلم مدى تأثير ذلك، وأهميته بالنسبة لرجال الأعمال والمستثمرين فى الخليج العربى؟، كما يقول الأستاذ «أمين».

يا سيدى، ما فعلته أنك صادرت على الإعلاميين، حرمتهم من القيام بدورهم، وأخرجت الحفل وكأنك تجهز لحفل تخريج مدرسى، أو حفل تخريج دفعة جامعية فى «معهد عالى» لا فرق.. لقد خسرت مصر بسببك الكثير والكثير، ولم نستثمر حفل افتتاح قناة السويس بالطريقة الأفضل.

كشفت هذه الطريقة فى تغطية الحفل أن هذا ما يؤمن به بعض المسؤولين فى مكتب الرئيس، ويدافعون عنه، وهو الإعلام الموحد الموجَّه.

يا سيدى، إن الإعلام الموجَّه هو إعلام فاشل بالضرورة، ومتعالٍ فى الوقت ذاته، لا يحترم عقول الناس.. فكل الرجاء لا تخترع العجلة من جديد.. لأن هذا شىء جرَّبته البشرية ودفعت ثمنه طوال عقود مضت.

وهل تظن أن الإعلام الموجه الموحد يخدم الرئيس، أو يخدم أى شخص أنت حريص عليه، للأسف.. العكس هو الصحيح، فأنت تساهم فى تغمية الرئيس، أى فى وضع غمامة على عينيه تمنع الحقيقة عنه، للأسف أنت تشارك فى ذلك دون أن تدرى.. صدقنى الرئيس يريد أن يرى الحقيقة كما هى، لا يريد من أحد أن يُجمِّل له الواقع.. فلا تفعل ذلك.. أرجوك.