شهادة حق لوزير الرياضة

ياسر أيوب الأربعاء 12-08-2015 22:01

أمس، كتبت هنا عن أبطال مصر ونجومها فى كثير من اللعبات بعيدا عن كرة القدم.. وتمنيت وطالبت الرئيس عبدالفتاح السيسى بتكريم هؤلاء النجوم، تأكيدا على امتنان الدولة لهم وإجبار الإعلام كله على الالتفات لمن يفوزون وينتصرون باسم مصر ويهدونها نجاحات وأفراحاً حقيقية.. وقد تعمدت وسط هذا الحديث الطويل أمس عن هؤلاء الأبطال والنجوم ألا أشير مطلقا لخالد عبدالعزيز وزير الرياضة.. ليس تجاهلا أو غضبا أو نتيجة خلاف مع خالد عبدالعزيز.. إنما أرفض فقط استمرار كل المفاهيم والأحكام والرؤى القديمة والخاطئة.. فليس بفضل توجيهات ورعاية أى رئيس لأى دولة فى العالم ممكن أن يفوز وينتصر أى بطل أو بطلة فى أى ملعب.. كما أننى لو أشركت وزير الرياضة وأسندت له أى دور أو فضل فى كل هذه البطولات والانتصارات الرياضية المصرية التى تحققت مؤخرا فهذا يعنى أنه سيكون من حقى محاسبة نفس الوزير ومساءلته فى حالة الإخفاق والخسارة والفشل.. فهذا هو العدل، حيث الذى سينال الوسام لحظة الانتصار لابد أن يكون نفسه الذى نلف حول رقبته حبل الاتهام لحظة الخسارة.. وفى مقابل ذلك كله هناك كلام آخر لابد أن يقال عن خالد عبدالعزيز.. فهو أول مسؤول حكومى رياضى فى تاريخ مصر يجيد التفرقة بمنتهى الصدق والوضوح بين دور الدولة والحكومة والقطاع الأهلى، الذى هو الناس، بعيدا عن أى سلطة.. وإذا كان هناك مسؤولون رياضيون سابقون لهم تقديرهم واحترامهم قد أضافوا الكثير جدا للبنية الرياضية التحتية فى مصر وأتموا بناء العديد من المنشآت والملاعب فى مختلف زوايا مصر.. فإن خالد عبدالعزيز يتميز بثورته ضد فكر حكومى قديم، وأنه جعل منشآت الدولة الرياضية هادفة للربح وقادرة عليه أيضا دون أى تنازل عن خدمة الناس وإسعادهم.. وقال لى خالد إنه فى ثلاثة أيام على الأقل كل أسبوع يصل إيراد مركز شباب الجزيرة إلى قرابة نصف مليون جنيه يوميا.. بل إن المركز الرياضى فى شبرا الخيمة تحول إلى مؤسسة تقدم خدمات حقيقية، ورغم ذلك تحقق الكثير من الربح.. ولأول مرة سيستضيف مركز شباب الجزيرة معسكر إعداد منتخب مصر الأول، حيث الفندق والملعب وكل الخدمات الرياضية والطبية اللازمة.. وبدأت المدينة الرياضية الجديدة فى شرم الشيخ بالفعل تستضيف البطولات ومعسكرات إعداد الفرق المصرية والعربية.. وهكذا نقترب من المعادلة الرياضية العالمية الصحيحة.. حيث الحكومات لا علاقة لها بالبطولات والانتصارات والدورات.. وليس دورها تحقيق أى نتائج أو الفوز بأى ميداليات.. فالحكومات تترك ذلك لأصحابه، وتتولى هى إتاحة الفرصة للجميع لممارسة الرياضة فى كل مكان فى مصر.. وأشهد أن خالد عبدالعزيز نجح فى ذلك تماما.

yayoub@7-ayam.com