لايزال البعض يعتقد أن هناك أسرارا للفراعنة لم يُكشف عنها إلى الآن! يقولون إن سر التحنيط لم يُعرف بعد، وإن أسراره دُفنت داخل صدور الكهنة، وإن بناء هرم الملك «خوفو» لايزال سراً لا يعلمه حتى علماء المصريات، وإن أبوالهول أسفله أسرار غير معروفة عن الحضارة المصرية.. ويرتبط هذا كله بإيمان العامة، بل بعض العلماء، بأن الفراعنة قد بنوا أهرامات على كوكب المريخ! والحقيقة أن التحنيط ليس سراً، فنحن نعرف كل الخطوات التى اتبعها الفراعنة فى التحنيط، بل عُثر داخل المقبرة 63 بوادى الملوك على كل أدوات ومواد التحنيط التى استُعملت فى حفظ المومياوات. وقام بعض العلماء بتحنيط طيور، مثل المرحوم ذكى إسكندر، وقامت الدكتورة سليمة إكرام، أستاذة الآثار بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، بتحنيط بطة، ومازالت هذه الطيور موجودة حتى الآن فى حالة حفظ ممتازة تؤكد سلامة الخطوات التى اتُّبعت على غرار الفراعنة. وهناك جمعيات فى أمريكا أعلنت عن تحنيط مَن يرغب أن يحنط جسده مثل الفراعنة.
أما بخصوص موضوع بناء هرم الملك «خوفو».. فقد استطعنا خلال عملنا بمنطقة الهرم أن نكشف كل الأدلة المتصلة ببناء الهرم، خاصة عند المنطقة الواقعة غرب الهرم الثانى- هرم الملك خفرع- والتى استُعملت كمحاجر لبناء الهرم بالحجر المحلى من هضبة الهرم، أما الكساء الخارجى فجاء من محاجر الحجر الجيرى الأبيض من طرة، وتم كذلك الكشف عن الطريق الصاعد المعروف باسم «طريق الإمدادات»، الذى نُقلت عليه الأحجار، وكان متصلاً بجنوب غرب الهرم، والقاعدة المربعة للهرم تم قطعها وضبطها من خلال دوائر قطرها 40 سم منتشرة حول الهرم.
أما أبوالهول وأسراره.. فيعتقد البعض أن هناك صناديق مخفية تركها قوم هبطوا من قارة أطلانتس، وأنهم بنوا الأهرامات مع المصريين، ولا يعرف البعض أنه بعد ظهور المياه الجوفية بجوار تمثال أبوالهول، قام الدكتور حافظ إبراهيم، رئيس مركز هندسة الآثار، وفريق مصرى بقياس منسوب المياه الجوفية أسفل التمثال، وقد استعمل آلة جس تصل إلى عمق حوالى 20 مترا أسفل التمثال، وتنفذ بزاوية إلى الجانب الآخر، وحصلنا على صور تُثبت أن أبوالهول نُحت من صخرة طبيعية ولا يوجد أسفله أى شىء..
أما ما نُشر مؤخراً على موقع «يوتيوب»، وشاهده الملايين فى كل مكان، وهو أن الفراعنة قد وصلوا كوكب المريخ، وقاموا ببناء أهرامات صغيرة على ظهر الكوكب، واعتقدوا أن هذه المبانى قد سُجلت فى صور عن طريق «ناسا»، وهذا يؤكد وجود حياة على هذا الكوكب.. أما الشكل الذى صُور على شكل هرم فهو عبارة عن مبنى طوله 215 مترا، وعرضه 45 مترا، وأن هذا البناء ليس طبيعياً، بل من صُنع الإنسان، وأنه على شكل هرم يعلوه هُرَيْم ويشابه تماماً الأهرامات المصرية.. وهنا تساءل البعض: هل وصل الفراعنة إلى المريخ؟ بل وصل الأمر إلى أن البعض الآخر يشير إلى أن أهل المريخ هم الذين وصلوا إلى مصر وبنوا الأهرامات؟ طبعاً هؤلاء تناسوا كل ما يخص الحضارة المصرية، وأنها ليست حضارة أهرامات فقط.. أما رأيى الشخصى فهو أن هذا الشكل الذى يشبه الشكل الهرمى ليست له صلة بالفراعنة، ولكن يظل السؤال الذى لا يريد العامة له إجابة عن ماهيته؟.. الفراعنة ألهموا الدنيا بعظمة البناء والعمران.. والفكر والثقافة.. وجاء اليوم الذى يجب أن نفخر بهم بالعمل بروحهم.. وقناة السويس الجديدة فرصة ممتازة للوصول إلى هذه الغاية.. تحيا مصر ويحيا المصريون.