زويل المؤسس!

سليمان جودة الثلاثاء 11-08-2015 21:19

من حق الصديق أحمد المسلمانى أن يرى فى أحمد زويل أسطورة، ومن حقه أن يراه كبيراً للعلماء العرب، ومن حقه أن يراه مؤسساً لعلم كيمياء الفيمتو، ومن حقه حتى أن يراه نبياً فى عصره.. هذا كله، وما يماثله، من حقه تماماً، فنحن لا نناقش فيه، ولا ننكره، لأننا نراه معه، وربما نرى فى الرجل علمياً ما هو أكثر منه!

غير أن من واجب الصديق، فى المقابل، أن يرى جانباً لا يريد أن يراه فى زويل ولا يحب، وهذا الجانب هو أن كبير العلماء العرب بمثل ما أسس لعلم كيمياء الفيمتو، بمثل ما أسس فى الوقت نفسه لعلم آخر تماماً، فى التعامل مع علماء مصريين كبار، كان كل ذنبهم أنهم لم يحصلوا على نوبل مثله، وأنهم رفضوا السكوت على قيامه باغتصاب جامعة بكاملها، اسمها جامعة النيل.. وعلى الملأ!

هؤلاء العلماء المصريون الكبار وقفوا فى وجهه، وأرغموه على أن يرجع عن اغتصاب الجامعة، وأعطوه درساً موجعاً أظن أنه لن ينساه مدى حياته!

هؤلاء العلماء المصريون أفهموه بالذوق ثم بغير الذوق، عندما لم ينفع الذوق معه، أن حامل نوبل لا يجوز أن يدوس على الناس فى طريقه، وأن حامل نوبل فى حاجة إلى شىء آخر مهم، بجوار نوبل، حتى لا يدوس على الناس فى الطريق!

لقد جاء وقت على رجل فاضل، وعالم كبير، مثل الدكتور إبراهيم بدران، لم يجد فيه مفراً من أن يوجه حديثه إلى حامل نوبل، على صفحات الأهرام، قائلاً إنه، أى الدكتور بدران، مستعد لأن «يبوس» يد زويل إذا كان ذلك سوف يجعله يرجع عن اغتصاب الجامعة!

ثم جاء وقت آخر، ذهب فيه الدكتور عبدالعزيز حجازى، يرحمه الله، إلى «مؤسس كيمياء الفيمتو» يرجوه ألا يقضى على مستقبل طلاب الجامعة، فإذا بحامل نوبل يرد ويقول: إن أحداً إذا مسه فسوف تخرج مليونية من أجله فى ميدان التحرير!

خرج الدكتور عبدالعزيز من عنده، يومها، وهو يضرب كفاً بأخرى، إشفاقاً على كبير العلماء العرب، الذى بدا من كلامه أنه أصيب بجنون حقاً.. وانتهى الأمر!

لم يكن أحد فى أى وقت ضد مؤسس كيمياء الفيمتو، ولا كان أحد ضد أن ينشئ كبير العلماء العرب عشر مدن تحمل اسمه وحده، لا مدينة واحدة، وكان الجميع، وأنا أولهم، على استعداد لدعمه إلى آخر مدى، من أجل إنشاء مائة مدينة تحمل اسمه وحده، لا مدينة واحدة!

فقط.. كان هناك مطلب بسيط هو ألا يكون ذلك على جثة جامعة قائمة.. وفقط كان هناك مطلب أبسط هو أن يتوقف كبير العلماء العرب عن اغتصاب الجامعة القائمة.. وفقط كان هناك مطلب أشد بساطة، هو أن ينتبه مؤسس كيمياء الفيمتو إلى أن العالم عرف عباقرة كثيرين، وعلماء كباراً، كانوا بلا أخلاق!