يخوض برشلونة مباراة صعبة للغاية حينما يواجه نظيره الأندلسي إشبيلية في مباراة السوبر الأوروبي بنكهة إسبانية خالصة وتقام المباراة على ملعب بوريس بايشادز بتبيليسي في جورجيا وهو ملعب فريق دينامو تابيليسي وفريق جورجيا الوطني للرجبي وكذلك منتخب جورجيا الأول لكرة القدم.
وتعد المباراة فرصة لبرشلونة للثأر فقد خسروا بطولة السوبر الأوروبي عام 2006 على يد إشبيلية وبنتيجة 3-0 ويومها سجل كلا من ريناتو وكانوتيه وماريسكا فيما اختفى ليونيل ميسي ورونالدينيو وايتو تماما أمام قوة الثنائي بولسين وريناتو في الوسط والرباعي الخلفي المتميز إسكادي ونافارو وألفيش وديفيد كاستيدو.
والآن إلى تحليل قبل المباراة للطرفين:
كيف يفوز إشبيلية بالمباراة ويكرر إنجاز 2006؟
إجابة هذا السؤال تكمن فقط في كلمة واحدة وهي خط وسط إشبيلية، قوة خط الوسط والقدرة على خنق الثلاثي الهجومي الفتاك لبرشلونة فكيف يتم ذلك؟
قام إشبيلية ببعض التجهيزات الجيدة خلال الصيف الجاري وكذلك مروا بسوق انتقالات جيدة للغاية وخلال مباراة السوبر الأوروبي سيكون الإختبار الحقيقي لتكتيكات ايمري والصفقات الجديدة.
وضم إشبيلية كلا من مايكل كرون ديلي وستيفين نزوزي وكلاهما سيضيف عمقا وقوة لا بأس بها إلى خط الوسط بينما هناك يفين كونوبليانكا الذي انتقل إلى الأندلسيين مجانا وهو أحد أفضل الصفقات جودة ولم يدفع فيه الفريق الأندلسي أي مبلغ مالي سوى راتبه فقط.
وهناك إضافة هجومية ممتازة هي جايل كاكوتا مما يجعل خط وسط إيمري متميز للغاية ولديه توازنا رائعا، كما انه ضم على الصعيد الدفاعي كلا من عادل رامي وسيرخيو إسكوديرو.
في الموسم الماضي كان هناك الثلاثي المتميز جريجوري كريشوياك كمحور ارتكاز صريح وإيفر بانيجا كصانع ألعاب متأخر وهو نقطة الإبداع في خط الوسط، وفيسنتي إيبورا كقاطع كرات وكذلك يسد الفجوات بين الثنائي، والثلاثي معا كانوا مفتاح نجاح إشبيلية في الموسم الماضي.
سيحاول إيمري خلال اللقاء بالضغط على برشلونة والتحكم في مجريات اللقاء عن طريق التمريرات القصيرة وكذلك إشراك كرون ديلي من أجل السرعة في نقل الهجمات وظروف مرض نزوزي ستدفع إيمري للعب بثلاثي الموسم الماضي، مما يعني ان خط الوسط سيتحول لساحة حرب وقد يُحسم الصراع البدني لصالح الفريق الأندلسي، لكن أين تكمن الخدعة؟
أوناي سيحاول أن يشغل إنريكي بمعركة خط الوسط ويستغل الأطراف، كونوبليانكا سيهاجم من جهة ألفيش وسيحاول استعمال سرعته على حساب ضعف داني البدني في تلك النقطة مؤخرًا، نعم اللعب على المرتدة السريعة خلف خطوط برشلونةالدفاعية وانهاء أنصاف التهديفية، على إشبيلية أن يوقفوا برشلونة عن اللعب بحرية أمام خط الدفاع، وعليهم أن يسجلوا أولا إن أرادوا الفوز، إيموبيلي هو بديل باكا فهل يمكنه ان يقدم نصف ما قدمه باكا على الأقل؟ بعد ما قدمه رفقة بوروسيا دورتموند في الموسم الماضي فالشكوك تحوم حوله لكنه بالتأكيد عليه أن يثبت نفسه، وإلا فإن أوناي سيدفع بكيفين جاميرو وهو سريع وجيد للغاية في عملية نقل الكرة وربط الخط الأمامي.
بقي أن نوضح أن إشبيلية سيلعب بطريقة 4-2-3-1، كوكي على اليمين وتريموليناس على اليسار وفي قلب الدفاع كلا من تيموثي كولودزيكاك وليس أمامه سوى الدفع بغريغوري كريشوياك كقلب دفاع مع كولودزيكاك، وسيلعب بكرون ديلي وإيبورا كمحاور إرتكاز أمامهم عنصر الإبتكار بانيغا ورييس على اليمين وكونوبليانكا على اليسار وغاميرو كمهاجم صريح.
على الجانب الآخر هل يثأر ميسي ورفاقه لما حدث في 2006؟
إنريكي ليس بحاجة لكل ذلك الصداع بالأعلي ودوامة عقل أوناي إيمري، هو بحاجة لبعض الحظ وأن يكون ميسي في حالته الخاصة والفريدة وثلاثي خط الوسط راكيتيتش وإنيستا وبوسكيتس في أفضل حالاتهم لكن كيف تتم الأمور خاصة مع التقارير التى تشير بعدم مشاركة نيمار أو البدء بميسي، شاهدنا في الوديات أن برشلونة من دون ميسي ضعيف للغاية لكن أيضا هناك عناصر أساسية أخرى لم
تشارك.
والآن كيف يفوز برشلونة بسهولة على إشبيلية ؟
برشلونة وقع مع لاعبين أيضا لكن لن يشاركوا بالطبع حاليا، لازال أمام توران وفيدال حتى 2016 حتى يشاركوا، سيلعب إنريكي بطريقته المعتادة 4-3-3، ماثيو كظهير أيسر وألفيش كظهير أيمن وربما لن يشارك كلاهما في الهجوم بقدر التأمين الدفاعي رفقة كلا من فيرمايلين وبيكيه أمامهم بوسكيتش وراكيتيتش وماسكيرانو ثم الثلاثي بيدرو وسواريز وميسي.
سيعتمد لويس على التأمين الدفاعي مع محاولات لاستعادة لمحات الموسم الماضي من اختراقات سريعة من الطرف الأيسر عن طريق ميسي وانتقال بيدرو إلى العمق ثم سواريز إلى اليمين وتبادل المراكز بين الثلاثي ويؤمن كلا من بوسكيتش وماكسي في العمق ويتقدم راكيتيتش للأمام، في حين أن مهم ماثيو ستكمن في الاقتراب من قلبي الدفاع كنوع من التأمين.
في آخر مباراة جمعت بين الفريقين بالدوري الإسباني الموسم الماضي والتى انتهت بنتيجة 2-2 سجل برشلونة هدفين عن طريق ميسي ونيمار وركنت كتيبة البلوجرانا إلى أن الفوز حليفهم إلا ان تسديدة بانيجا وكسل الدفاع في ترك مساحات للتسديد منحت إشبيلية هدف تقليص الفارق، ثم هدف جاميرو الثاني عن طريق ارتباك دفاعي في هجمة مرتدة.
كتيبة البلوجرانا اعتادت على ان تقدم مرتدات سريعة نموذجية في الموسم الماضي، لا يهم حالة الدفاع فهم متماسكون وحالة الهجوم خارقة.
على إنريكي أن يجيد التعامل مع مفاجآت ايمري، هم بحالة جيدة لكن في غياب نيمار هل يستطيع بيدرو تقديم نفس المردود؟ هل فيرمايلين بحالة جيدة وانسجم مع خط الدفاع بأكمله؟ إن حدث هذا فالفوز حليف برشلونة.
في النهاية، المباراة ليست سهلة على خصم وصعبة على الآخر، فهي صعبة للطرفين، أحدهما يقدر قوة الآخر، والآخر يعاني من غياب عنصر مهم جدا فمن سيتوج بطلا للسوبر الأوروبي؟