أطلق التعادل الذي حققه ريـال مدريد الإسباني أمام منافسه المتواضع فاليرينجا النرويجي، في المباراة التي جمعت بين الفريقين، الأحد، صافرة الإنذار داخل الفريق الإسباني بسبب ندرة الأهداف المسجلة خلال مرحلة الإعداد للموسم الجديد.
وأخفق ريـال مدريد خلال 180 دقيقة متتالية من تسجيل أي أهداف، كما لم يتمكن من تحقيق الفوز في أربع من أصل سبع مواجهات تجريبية خاضها حتى الآن.
ورغم تلك الإحصائيات، لم يبد المدير الفني الجديد للفريق المدريدي رافايل بينيتيز أي قلق من هذا الأمر، حيث قال: «لقد لعبنا بشكل يؤهلنا لتسجيل أهداف، ولكن ينقصنا أن نكون أكثر حسمًا.. لقد رأيت العديد من الأشياء الإيجابية فيما يتعلق بالضغط وعدد الفرص التي قمنا بصناعتها».
وأعرب «بينيتيز» في أكثر من مناسبة عن قلقه على الصلابة الدفاعية لريـال مدريد، الذي يهتم بالناحية الهجومية بشكل كبير، حيث قال في تصريحات لوسائل الإعلام الموالية للنادي الملكي، بعد أيام من توليه منصبه الجديد: «علينا أن نستمر في الهجوم بنفس الطريقة ولكن علينا أيضًا أن ندافع بشكل أفضل قليلًا».
ومن المفارقات، أهتم ريـال مدريد كثيرًا بالجانب الدفاعي طوال فترة الإعداد السابقة على انطلاق الموسم، بينما تراجع الأداء الهجومي بشكل مبالغ فيه.
ورغم تغلبه على كل من مانشستر سيتي بنتيجة «4-1» وإنتر ميلان بثلاثية نظيفة وتوتنهام بهدفين نظيفين، أخفق ريـال مدريد في التغلب على فاليرينجا وبايرن ميونيخ وميلان وروما، الذي خسر أمام برشلونة قبل أربعة أيام بنتيجة «3-0» في الكامب نو.
وعلى النقيض، استقبلت شباك ريـال مدريد هدفين فقط طوال سبع مباريات، أحداهما من ركلة جزاء أمام مانشستر سيتي في ملبورن، والآخر خلال المباراة الوحيدة التي خسرها في فترة الإعداد أمام بايرن ميونيخ في بطولة كأس أودي الودية.
وأكد الإسباني جوزيب جوارديولا، المدير الفني لبايرن ميونيخ، أن التحدي الأكبر الذي يواجه مواطنه «بينيتيز» مع ريـال مدريد هو الحصول على تنظيم دفاعي جيد مع تواجد الثلاثي الهجومي «رونالدو وبيل وبنزيمة»، الذين يشكلون القوة الهجومية الضاربة للفريق الملكي.
ولم يجتمع الثلاثي الهجومي للريـال في الملعب خلال فترة الإعداد إلا نادرًا، حيث لم يخض «رونالدو» المباريات الثلاث الودية الأخيرة لعدم تعافيه بعد من إصابة بآلام في الفقرات القطنية للظهر.
فيما يشكو الفرنسي «بنزيمة» من إصابة عضلية في الفخذ الأيمن، ستبعده عن صفوف الريـال خلال المرحلة الأولى من مسابقة الدوري الإسباني في الموسم الجديد، في 23 أغسطس الجاري، أمام سبورتينج خيخون.
وفي ظل غياب الثنائي «رونالدو» و«بنزيمة»، عاد «بيل» وحده لتحمل المسؤولية الهجومية للفريق خلال المباريات الأخيرة.
ويبدو أن اللاعب الويلزي، الذي لم يسجل سوى هدف واحد خلال فترة الإعداد، أصبح أكثر تأقلمًا مع مركزه الجديد كمهاجم متأخر.
وتابع «بينيتيز» قائلًا: «ينقصنا بعض اللاعبين القادرين على تسجيل الأهداف.. إذا خلقنا 20 فرصة لإحراز الأهداف كنا لنسجل مع وجود هؤلاء اللاعبين».
وربما تكون «الصلابة» التي يصر عليها «بينيتيز» أو «التوازن» الذي كان يبحث عنه سلفه كارلو أنشيلوتي أو النظام الذي فرضه البرتغالي جوزيه مورينيو أثناء فترة توليه المسؤولية الفنية للفريق المدريدي هي العامل الذي ينقص الريـال، بيد أن المدربين الثلاثة كانوا مهوسين بالناحية الدفاعية بشكل كبير.
وربما يأتي اعتقاد هذا الثلاثي الشديد في الناحية الدفاعية من معرفتهم المسبقة أن عدم استقبل شباك الريـال لأي أهداف يعد مرادفًا للانتصار بالنسبة له.