نزل 60%.. ماذا تنتظرون؟

نيوتن الإثنين 10-08-2015 21:57

قادتنى الظروف لحضور مناسبة. جمعتنى برئيس شركة Bb العالمية للبترول. كان ذلك منذ أكثر من أربعة شهور. سألته حينها: ماذا تفعل شركة مثلكم بعد التعرض لهذا الانخفاض المهول والمفاجئ لسعر النفط. كان السعر وقتها يدور حول رقم الـ65 دولاراً. السعر كان مستقراً قبلها بشهور على 115 دولاراً للبرميل. قال إنها صدمة. ولكن متوقعة. كان لدينا تحسب مسبق لهذا الانخفاض. مع ذلك فشركة مثلنا لديها احتياطات بترولية وأرصدة مالية تمكننا من عبور مثل هذه الطوارئ. أهم ما نبدأ به فى حالة كهذه هو إجراءات فورية لتخفيض مصاريف وتكاليف الإنتاج. ثم أضاف ليفاجئنى بما لم يدر فى خلدى. بما لم تشمله حساباتى. قال إنه إذا كان للمفاوضات الأمريكية الإيرانية أن تتم. فأبشر بانخفاض آخر إضافى لسعر برميل النفط. لن يقل عن 15 دولاراً. المذهل أن هذا بالضبط ما حدث. وتراجع سعر برنت من 65 إلى 49 دولاراً.

■ ■ ■

الآن فهمت الحرص الأمريكى على إجراء هذه المفاوضات. الهدف الأول والأخير لأمريكا فى منطقة الشرق الأوسط هو أى إجراء يؤدى إلى تخفيض سعر الطاقة. على حساب من. ليس مهماً. العراق فى شبه حرب أهلية. ولكن مع هذا إنتاجها البترولى بلغ رقماً قياسياً. السعودية إنتاجها البترولى أيضاً بلغ رقمه القياسى. بالرغم من هذا فلأول مرة فى تاريخها القريب. يصل عجز ميزانيتها إلى 200 مليون دولار. الميزانية السعودية بحجم مصروفاتها لا تتوازن بإنتاجها الحالى إلا عند سعر برنت 105 دولارات. هو الآن تحت الـ50 دولاراً.

■ ■ ■

تكلمنا فيما هو جارٍ فى أمريكا. السعودية. إيران. شركات الإنتاج. ماذا عن مصر؟

نعم رفعنا سعر الطاقة مرة واحدة. فى أوائل حكم السيسى. لماذا توقفنا عن محاولة التخلص من دعم الطاقة؟ دعم يستفيد به كبار المستهلكين. كله. وللأسف على حساب أولويات المحتاجين المصريين. 60% من المشوار اختصرت علينا دون مجهود منا. الإمارات والكويت والسعودية ألغت دعم الطاقة فى ضربة واحدة. لماذا لا نصدر جدولاً بالزيادة كل ثلاثة شهور؟ فلننتهز الفرصة للوصول إلى نقطة التعادل. إلا إذا كان للدولة معلومات باستمرار انخفاض النفط عالمياً. ليتعادل مع أسعار تداوله فى مصر. لا أعتقد أن ما يعيقهم هو الخشية على شعبية الحكومة أو شعبية الرئيس. هل إجراء قرار فيه إنقاذ لمصر يمس شعبية مسؤولين عن الدولة؟