كشفت تحقيقات نيابة أكتوبر ثانٍ بجنوب الجيزة، غياب وسائل الأمن الصناعي في مصنع البويات بالمنطقة الصناعية الثالثة، الذي شبّ به حريق، الاثنين، ما عن أسفر عن مصرع عاملين وخفير، تفحمت جثثهم تمامًا، وأمرت النيابة بالاستعلام عن تراخيص المصنع، وهوية مالكه.
وصرحت النيابة بدفن جثامين الضحايا الثلاث، وهم «عبدالناصر أحمد حسن، 40 سنة، مقيم بالمنيا، وعلاء رمضان حسن، 30 سنة، مقيم بالمنوفية، وأحمد محمود على، 27 سنة، مقيم بالمنوفية».
وانتقل أحمد محمود، وكيل النيابة، إلى مستشفى 6 أكتوبر العام، لمناظرة جثامين الضحايا، وتبين تفحمها، وعدم وضوح معالمها، وأمرت النيابة بأخذ عينات من ذوي الضحايا وإرسالها إلى المعامل المركزية بوزارة الصحة، لإجراء تحاليل الحمض النووى «DNA»، ثم تسلم الأهالى الجثامين من مشرحة زينهم، بعد ورود نتيجة التحاليل.
وذكرت التحقيقات الأولية، التي أشرف عليها المستشار عبدالعزيز عثمان، مدير النيابة، أن الحريق استمر قرابة 3 ساعات، وتمكنت 16 سيارة إطفاء من السيطرة عليه، وأن قوات الإنقاذ تمكنت في البداية من انتشال جثتى عامل وخفير، وبعد 5 ساعات عثرت على جثة الضحية الثالث في حالة تفحم شديد، وانصهار لحمها، ووضعتها عناصر الأدلة الجنائية «الأجزاء المهترئة» بأكياس بلاستكية، وأرسلتها إلى المستشفى.
وتبين من التحقيقات أنه لم يكن متواجدا في المصنع سوى 5 عمال، وقت الحادث، تم إنقاذ اثنين منهم فقط، وأكد خبراء الأدلة الجنائية أن تفاعل المواد الكيماوية بالمصنع أدى لشدة الحريق، وحدوث انفجارات متتالية، وارتفاع ألسنة الهب حتى 50 مترًا، وكادت تصل إلى مصانع مجاورة، لولا تدخل قوات الحماية بعد الحريق مباشرة، وإخلاء المصانع المجاورة من جميع العاملين حفاظًا على حياتهم.
وتحفظت النيابة على كاميرات مراقبة تخص 3 مصانع للبويات والمولدت الكهربائية والزجاج، ملاصقة للمصنع المحترق، للتأكد من وجود شبهة جنائية أدت إلى الحريق، من عدمه، وتبين من المعاينة تهدم مبانٍ خرسانية، وبروز أسياخ الحديد في الأسقف، واتخذ وكيل النيابة المُكلف بإجراء المعاينة الاحتياطات اللازمة خشية وقوع الحطام فوق رأسه أثناء المعاينة.