كتبت الأسبوعين الماضيين عن الملايين الطائرة فى الرياضة المصرية، خاصة فى كرة القدم، والأسعار غير الحقيقية لمن يسمون لاعبين مصريين، وهى أسعار مبالغ فيها جداً وتسبب فى ذلك مجالس إدارات الأندية، بصرف النظر عن مصلحة النوادى، وبالطبع شارك فى ذلك عدد من المدربين الذين يوجهون الأندية، لأغراض غير مصلحة الفريق والفوز فى المباريات، وبلا شك أن هذه المزادات تصب فى النهاية لمصلحة اللاعبين ووكلائهم.
فى وسط ذلك نجد أن دولة عربية متقاربة معنا فى مستوى كرة القدم، بل إنها فى الأربع سنوات الأخيرة تتفوق علينا، وهى الجزائر، يتخذ اتحاد الكرة الجزائرى قراراً قاطعاً لا رجعة فيه بعدم الاستعانة بلاعبين أفارقة فى الدورى الجزائرى، سوف يهب البعض ويصرخ ويقول أين الاحتراف؟ وأين زيادة الاحتكاك؟ وكلام كله أرى أنه لا ينطبق علينا، فالدورى المصرى ربما كان فيه تنافس هذا العام لأول مرة منذ وقت طويل، ولكن مستواه مازال هزيلا، والمباريات تجعلك تشعر بالملل، خاصة فى عدم وجود الجماهير.
دولة الجزائر التى يعتبر دخل الفرد فيها فوق المتوسط توقف نزيف العملات الصعبة المدفوعة للاعبين الأفارقة، ودولة مدينة بمئات المليارات مثلنا تتهاتف أنديتها على شراء اللاعبين الأفارقة الذين لا يزيدون كثيراً على اللاعبين المصريين، ولن يأتى إليك لاعب مميز لأن المميزين يذهبون إلى أوروبا، خاصة أن معظم اللاعبين الأفارقة ليس لديهم مشكلة اللغة.
فى نهاية المقالة أيها السادة القائمين على اتحاد الكرة وعلى الأندية الكروية، أفيقوا من غيبوبة المغالاة فى أسعار اللاعبين، واهتموا مرة أخرى بالناشئين والبحث عن المواهب وإعادة نظام الكشافين، وضعوا نصب أعينكم سلوك اللاعبين، فنحن نرى ونسمع الآن ما يحدث من لاعبين كبار وصغار يخرجون عن النص، ويقومون بأفعال لم نرها من قبل، ولم نسمع عنها فى مجال الكرة المصرية، وكفانا مثالاً ما يحدث فى النادى الأهلى، الذى كان يضرب به المثل فى القيم والمبادئ من خروج عن النص، وتطاول من اللاعبين على القائمين على اللعبة وعلى النادى أيضاً، وعلى فانلة النادى التى هى رمزه، وللأسف الشديد يأتى العقاب ضعيفاً وضعيفا جداً.
أعيدوا للاتحاد هيبته، ولمجالس الإدارات هيبتها قبل أن تفقد نهائياً تحت أقدام أنصاف اللاعبين.
نلتقى الأسبوع القادم بإذن الله.