الحمد لله، تم افتتاح تفريعة القناة على خير، واكتملت فرحة المصريين وفخر الرئيس بالإنجاز الكبير الذي حدث بعد عام واحد من توليه الحكم، حيث تم في التوقيت الذي حدده بل وقبله بأيام، ولقد أعربت مصر حكومةً وشعبا عن فرحتها، باحتفالات رسمية وشعبية ولافتات في كل ميادين المحافظات ومدنها الكبرى، وتم حشد الإعلام بكامل طاقته وراء المشروع ويوم الافتتاح الذي أصبحنا ننتظره يوما بعد يوم، بعد أن تحول لحلم يحقق للمصريين ثقتهم في أنفسهم وفي قدرتهم على الإنجاز، حلم يصاحبه أمل كبير في الحصاد المنتظر الذي وعدونا به.
حدوث أخطاء في أي حفل شيء عادي، مثل كل عمل إنسانى، الكمال لله وحده، وفي مصر نحن معتادون على تلك الأخطاء التي تصل أحيانا إلى كوارث، الفرنسيون أنقذونا منها والحمدلله، وربنا سترها معانا أمام العالم وكان الاحتفال الذي ُنقل على الشاشة محترم، رغم وجود بعض الهنات، وكلمة الرئيس المكتوبة والعفوية كانت مترابطة ومتكاملة، واستبشرت بعبارة «مصر ليست دولة المشروع الواحد» فالرئيس يؤكد أن هذا الإنجاز بداية طريق إنجازات لن ينتهي بإذن الله ....وكلها بشائر خير.
لم يصلنا شيء عن كواليس الاحتفال، ظلت صورته في خيالى هو ماشاهدته، حتى جاء مقال الزميل محمد أمين «يرضيك ياسيسي» ليفتح لنا بابا كان موصدا، ويرينا زاوية مختلفة لم تنقلها الكاميرات، ماشاهدناه على الشاشة كان النصف الحلو، اما النصف المر فلقد عاشه مواطن مصري حضرالافتتاح بناءعلى دعوة وجهت له ولغيره، وأنقل هذه الفقرة من المقال وهى شكوى على لسان هذا المواطن :«هل يرضيك يا ريس أن يتواجد ضيوفك، الذين فرحوا بدعوتك، في خيام شرق القناة مكشوفة، ومعرضة للشمس من جميع الجهات؟ هل يرضيك أن تكون شاشات العرض معطلة، والتى من المفروض أن تعرض حفل الافتتاح لكى نراه حتى على الشاشات.. هل يرضيك أن تكون الخيام بلا مراوح في هذا اليوم شديد الحرارة؟.. هل يرضيك ألا تقدم لنا وجبة طعام خفيفة، وقد أشرف بعض المرضى على الهلاك؟! أعرف أن هناك من لا يجرؤ على ذكر كلمة مما ذكرت.. أعرف أن الإعلاميين تم توفير البوفيهات المفتوحة لهم، فلن يقولوا أي شىء...».
لقد فعل الزميل محمد أمين خيرا بنشره شكوى المواطن لعلها تصل للرئيس، ليعرف ان هناك ظلما قد وقع وأن تمييزا صارخا قد حدث تحت سمعه وبصره، وفى نفس المكان الذي كان يخاطب فيه العالم ليشيد بالمصريين البسطاء ويثمن تضحياتهم، وهذه الشكوى تجعلنا نشك في الحفاوة التي اُستقبل بها الطفل عمر صلاح الذي ركب مع الرئيس يخت «المحروسة» وأسرته، وأن هذه المودة لم تكن خالصة لوجه الله لكن شو إعلامي محدد سلفا من جانب منظمي الحفل ليستكملوا به الصورة والديكور.
المواطن الذي نشر «محمد أمين» شهادته، هو واحد من مئات المصريين الذين ذهبوا للاحتفال وهم يحملون في قلوبهم كل الحب لمصر ورئيسها، ليسوا مخربين ولا قلوبهم سوداء أو خونة، كانت غاية أملهم مشاهدة هذا الاحتفال الأسطوري الذي حلم كل مصري بأن يراه رؤى العين وخاصة بعد هذه التعبئة الإعلامية التي جعلته مثل مسابقة من سيربح المليون.
أعرف الاجابة المختصرة والحاضرة دوما: «أكيد الرئيس ميعرفش»، وفي كل مرة وبعد كل مشكلة وعبر عقود طويلة دائما نرددها، ولكن السؤال ماذا بعد أن يعرف الرئيس؟ هل سيتصل بالمواطن ليطيب خاطره؟، أم سيعتذر له مثلما فعل من قبل مع السيدة ضحية التحرش في التحرير والسادة المحاميين حين تعرض أحدهم للضرب بالحذاء من نائب مأمور فارسكور؟
ياريس مصر لن تسير بتطيب الخاطر والاعتذار الرئاسي، مصر في حاجة لوضع قواعد وقيم يسير عليها الجميع وخاصة من يتعاملون مع الشعب، وفى مقدمتهم رجالك، إن تأسيس دولة المساواة والعدل بين المواطنين ليست بإنجاز أقل من حفرالقناة، وإن كنت قد طلبت من القائمين على المشروع الانتهاء منه في ثلث المدة، فلماذا تعجز عن ذلك في محاربة الفساد وتطوير التعليم والخدمة الصحية وتحسين أداء الشرطة مع الشعب والإسراع في التقاضي ..... إلخ.
فرحتنا ياريس لن تكتمل إلا عندما ندرك جميعا أننا سواء أمام القانون وأولي الأمر.. فات القليل وبقي الكثير وربنا يوفقك في تحقيقه بالعزم والفعل وليس مجرد النيات الطيبة والكلمات الرقيقة.
ektebly@hotmail.com