ليست قناة وليست جديدة!

سليمان الحكيم السبت 08-08-2015 21:24

بدون تهويل هى ليست قناة وليست جديدة. وبدون تهوين هى ليست ترعة أو طشت أم وجدى. هى فى حقيقتها - بعيدا عن هذا وذاك - مجرد تفريعة رابعة سبقتها تفريعات ثلاث جرى حفرها فى عهد الرئيس مبارك. دون ضجيج أو صخب. وبلا تعبئة شعبية أو شحن إعلامى. والأهم من ذلك كله قد جرى دون احتفال أسطورى حتى وإن لم يكلف ميزانية الدولة أموالا جاءت من تبرعات كان يمكن توجيهها لعلاج منكوبى الفيروسات أو مرضى السرطان.. خاصة أن العائد الاقتصادى من حفر أو توسيع أو تعميق يعتبر ضئيلا بالقياس لما تم صرفه من تكاليف مليارية. فالإحصاءات المدونة والخاصة بالقناة قبل ما نسميه «القناة الجديدة» تؤكد أن متوسط عدد السفن التى تمر بالقناة يومياً قد بلغ 48 سفينة فقط. أى أن القناة كانت تعمل بنصف طاقتها الاستيعابية التى تبلغ 98 سفينة فى اليوم الواحد. ولم تصل إلى هذا العدد طوال تاريخها حتى الآن. وكان أقصى ما وصلت إليه هو 78 سفينة فى اليوم، أى أننا لم نكن فى حاجة لما يقول البعض إنه قناة جديدة.

هذا أولا، أما ثانياً فمن أين أتت الشجاعة لهؤلاء الذين يطلقون على حفر 35 كيلو مترا فقط أنه قناة جديدة، بينما طول القناة أكثر من 190 كيلو مترا؟! فهل جرى حفر مثلها طولاً لنقول بأنها قناة جديدة؟!

أما توسيع القناة القديمة وتعميقها فلم يتوقف العمل به منذ عام 74. حين قامت إحدى الشركات الفرنسية بهذا العمل بعد حرب أكتوبر استعداداً لإعادة فتحها أيام السادات. ومازالت هناك عدة جزر رملية وسط البحيرات المرة تشهد بعملية التوسيع والتعميق التى جرت بها لاستيعاب السفن العملاقة التى اعتدنا قراءة أخبار مرورها فى الصحف قبل الحديث عما يسمى القناة الجديدة بسنوات عدة.

أما ثالثاً: فلا جدوى للحديث عن تعميق الغاطس فى شمال القناة أو توسيع المجرى طالما ظل جنوبها على حاله دون أن تمتد له يد التطوير. فلا يزال هذا القطاع من منطقة جنيفة إلى خيلج السويس بطول 35 كيلو اتجاها واحداً بلا تطوير يذكر.

لسنا إذن بصدد قناة جديدة ولكنا بصدد عملية تمهيد لمنظقة القناة تؤسس لنقلة نوعية فى الاقتصاد المصرى. نرجو أن تحظى باهتمام أكثر مما حظيت به «القناة الجديدة» حتى يتحقق الهدف الحقيقى من ورائها. دون تهويل أو تهوين!