رئيس «بنى آدم»!

محمد أمين السبت 08-08-2015 10:53

لو حلفت لى على المصحف مش هصدقك.. مش معقول يكون «عمر» ابن مواطن مصرى بسيط؟.. «عمر» أكيد حفيد السيسى.. مبارك كان يصطحب حفيده فى المباريات.. فهل معقول يصطحب السيسى ابن مواطن عادى فى مناسبة تاريخية كهذه؟.. مستحيل.. مش هصدقك.. بطلوا نفاق بقى.. بطلوا كدب.. إزاى هيوصل ابن مواطن عادى للرئيس، ثم يرتدى الزى العسكرى، ويرفع العلم؟.. متحاولش تقنعنى!

أحلف لك إيه؟ وأقنعك إيه؟.. «عمر» لا هو حفيد السيسى، ولا حفيد رئيس الوزراء.. لا هو ابنه، ولا ابن أحد رجال الأعمال.. الطفل عمر ابن مواطن بسيط.. أمه قالت بعفوية على الهواء: السيسى ده إنسان.. «بنى آدم حقيقى بجد»!.. قالت: إنها من حلوان.. ابنها يعالج فى مستشفى السرطان.. طالب بأن يحضر افتتاح القناة.. فوجئت بأن الرئاسة تلبى رغبة الطفل.. وأخذتهم سيارة الرئاسة إلى مقر الاحتفال!

من بين عشرات المشاهد الرائعة، سيبقى مشهد الطفل عمر فى ذاكرة العالم.. ربما تكون جديدة على المصريين.. حكام مصر كانوا يأخذون أبناءهم وأحفادهم فى الاحتفالات الكبرى.. السيسى أخذ «عمر» ابن المواطن البسيط معه.. يرفع معه علم مصر.. لفتة إنسانية رائعة.. لا ينبغى أن تمر مرور الكرام.. معناه أن عقيدة الحكام تتغير.. معناها أن مصر تغيرت.. معناها أن رئيس مصر تحت «مراقبة الشعب»!

«عمر» ليس ابن الرئيس، ولا حفيد الرئيس.. لكنه يمثل الأجيال القادمة.. ركب المحروسة بجوار الرئيس.. رفع العلم معه.. هتف: تحيا مصر.. كان هناك آخرون على اليخت الملكى.. فلاحون وطلاب وعمال.. هذه هى مصر.. مصر ليست للرؤساء ولا لأبنائهم فقط.. كما كانت قبل 25 يناير.. مصر لأهلها.. المهم أن الرؤساء استوعبوا الفكرة فعلاً.. استوعبوا الدرس، ونجح السيسى فى تسويق الثورة والدولة!

حين قالت «أم عمر» إن الطفل سوف يتعافى من السرطان، رد أحد الزلنطحية قائلاً: بطلوا نفاق، وبطلوا تطبيل.. إيه علاقة اصطحاب الرئيس للطفل، بشفائه من المرض الخبيث؟.. ينسى هذا «الزلنطحى» أن كلام الأم ليس فيه نفاق، ولا تطبيل من أى نوع.. ينسى «الحمار» أن العلاج النفسى والمعنوى يمكن أن يهزم ألف سرطان.. وينسى أن وقوف عمر بجانب الرئيس يقوى مناعته.. الحكاية لا تطبيل ولا نفاق!

ضع أى واحدة أخرى، مكان «أم عمر»، حين تتعلق بقشاية، ليشفى فلذة كبدها.. ماذا كانت تقول فى هذه اللحظة؟.. ألف واحدة غيرها كانت تتمنى هذه اللحظة.. كانت تتمنى هذه العناية الرئاسية.. هذا الحنان الأبوى الطبيعى بلا تصنّع.. أليس «السيسى» من جعل فقرة «متحدّى الإعاقة» فقرة أساسية فى الاحتفالات؟.. هل فرضنا عليه ذلك؟.. هل الرجل يعمل «شو»؟.. هل تشجيع هذه الخطوة، نوع من نفاق الرئيس؟!

انسُوا أى شىء، وتوقفوا أمام «حكاية عمر».. وجوده على يخت المحروسة يعنى وجودكم.. صورته بجوار الرئيس سوف تهزم السرطان.. ارتداؤه الزى العسكرى «تقدير فطرى» لجيشنا العظيم.. هناك فرق كبير بين رئيس «فرعون»، ورئيس «بنى آدم».. عندما تقول الحق، مش لازم تبقى «منافق».. افهموا بقى!