عودة الابتسامة

نيوتن الخميس 06-08-2015 21:33

كنا فى الماضى نحتفل بأعياد الحب. والزهور. والربيع. والأم. والأسرة. ووفاء النيل. والمولد النبوى. وعاشوراء. والعام الهجرى. والعمال. والنصر. والتحرير. والسويس. وسيناء. كانت الزهور فى عيدها تجوب الشوارع تعبيراً عن الفرح والسرور من خلال سيارات الشركات الكبرى. كانت حلاوة المولد توزع على كل موظفى الدولة بلا استثناء حتى منتصف ثمانينيات القرن الماضى. كانت الأفراح فى كل بيت وميدان مع كل مناسبة دينية ووطنية. كانت الولائم تفترش الشوارع. والأنوار تزين الحارات. وتبادل التهانى حالة عامة.

■ ■ ■

ما الذى حدث لمصر وللمصريين؟ صناعة البهجة هى من أولويات الدول المتحضرة. رسم الابتسامة على الوجوه من مهام السلطات الرسمية. نشر السعادة جزء من خطط الإنتاج والتنمية. قد يرى البعض أن فاقد الشىء لا يعطيه. المسؤول عن نشر السعادة ليس سعيداً. متعهد رسم الابتسامة يبدو متجهما طوال الوقت. هم جزء من المجتمع. يعيشون أحزانه. يشعرون بالمرارة. لا تسعفهم الأحداث على صناعة البهجة. هم أساساً يفتقدون للابتهاج. الأزمات ليست عائلية فقط. هموم الوطن أكبر وأقسى. ليس لديهم ما يستطيعون تقديمه.

التواريخ الاحتفالية فى الوطن تحولت إلى مناسبات جنائزية. اليوم ذكرى أحداث محمد محمود. أمس ذكرى أحداث ماسبيرو. أمس الأول ذكرى الاتحادية. قد يكون الأمل فى المستقبل.

■ ■ ■

للأسف اليوم وقفة احتجاجية. غداً جمعة تضامنية. بعد غد وداعاً للسلمية. ما الذى يجرى على أرض مصر؟ لم يعد الماضى مشرفاً. كما لم يعد المستقبل مشرقاً. لم نعد نرى فى الأفق لا البهجة. ولا الابتسامة. ولا السعادة. رائحة الدم أصبحت المتحدث الرسمى. قتيل وقتيلان وثلاثة أصبح الخبر الطبيعى.

■ ■ ■

نبدأ صفحة جديدة. صناعة البهجة. بهدف عودة الابتسامة. هى العامل الأكثر فاعلية فى مواجهة هذه الحالة التى نعيشها الآن. حالة الكآبة والنكد. ليتنا نستعيد ونعيد مناسبات الورود والزهور. ليتنا نعمل على بعث الأمل والتفاؤل من جديد. إحياء ذكريات الحب والمودة. بدلاً من أربعينيات الدم. وسنوات القتل. وليكن افتتاح قناة السويس الجديدة هو بداية التبنى الرسمى لصناعة البهجة مرة أخرى.