كبير المرشدين بقناة السويس لـ«المصرى اليوم»: الإخوان حاولوا إقناع المرشدين بترك القناة والنزول فى ثورة يناير

كتب: غادة عبد الحافظ الخميس 06-08-2015 11:09

أكد الربان وسام عباس حافظ، «كبير مرشدين ممتاز» بهيئة قناة السويس، وأحد أبطال موقعة «إيلات» الشهيرة والمجموعة 39 قتال، أن قرار إنشاء قناة السويس الجديدة، جاء بمثابة إعلان حرب، يجب الفوز بها خلال عام واحد فقط، لتحقيق طفرة اقتصادية فى مصر، وإرسال رسالة للعالم أننا أصحاب قرار وقدرة على التنفيذ. وقال حافظ فى حوار لـ«المصرى اليوم» إن مشروع تطوير القناة تم عرضه على الرئيس الأسبق مبارك ولم ينفذه، وتبناه الرئيس السيسى، لأنه سيحقق نقلة اقتصادية حقيقية وسريعة، مشيرا إلى أن عوائد القناة ستتضاعف بعد تشغيل القناة الجديدة، حيث يصل الدخل لأكثر من 12 مليار دولار سنويا، وتعد القناة الجديدة مرحلة أولى من مخطط تطوير يضم 42 مشروعا بالقناة وفى المنطقة المحيطة. وأوضح أن بعض الضباط المنتمين للإخوان، طالبوا المرشدين، بترك القناة والانضمام للمتظاهرين فى الميادين، وذلك لإتاحة الفرصة لدخول القوات البحرية الأمريكية قناة السويس وتنفيذ مخطط «أمريكى - إخوانى» لتقسيم مصر، إلا أنهم رفضوا وأعلنوا الطوارئ بالقناة.

وإلى نص الحوار:

■ ما وظيفة كبير مرشدين ممتاز بهيئة قناة السويس؟

ـ يعنى أنا مسؤول عن إرشاد المراكب العملاقة التى تمر بقناة السويس من لحظة دخولها القناة وحتى خروجها منها وشرفت بأننى قمت بإرشاد أكبر مركبين فى العالم مرا فى قناة السويس والحمد لله كان المرور ناجحا وآمنا.

■ وما قصة مشاركتك فى عملية «إيلات» الشهيرة؟

- كنت مسؤولا عن عمليات الاستطلاع التى تمت قبل تنفيذ العملية لتصوير الموقع ووضع إحصائيات لأماكن التنفيذ لتدمير المدمرتين «بيت يم» و«بين ييشع» والميناء الحربى ورحت هناك متنكرا مع زملائى فى شخصية تجار أرز، وقمنا بالاستطلاع اللازم وحصلنا على كل الصور قبل العملية، التى حققت نجاحا باهرا ورسالة قوية للعدو.

■ ما شعور العاملين بهيئة قناة السويس بمشروع قناة السويس الجديدة؟

ـ شعور بالسعادة والفخر لأن المشروع ده كنا بنحلم بيه من زمان وإحنا أكتر ناس نعرف قيمة قناة السويس وندرك قيمتها لمصر وللعالم وقدمنا مشروعات كتيرة لتطوير القناة وتعظيم الاستفادة منها ومازال لدينا طموح وأمل كبير فى المشاريع العملاقة الأخرى التى تزيد من قيمة قناة السويس وتزيد من عائداتها على مصر.

■ الإخوان يروجون أنهم أصحاب فكرة القناة الثانية وأنها كانت ضمن مشروع التطوير الذى تحدث عنه الرئيس المعزول مرسى؟

- ده كلام فارغ طبعا لأن مشروع القناة الجديدة كان موجودا فى الهيئة من سنوات طويلة منذ عهد الرئيس مبارك وتم عرضه عليه من قبل ورفض حتى جاء الرئيس السيسى وعرض عليه الفريق مميش المشروع فقرر تنفيذه فورا، أما مشروع الإخوان اللى كان اسمه «النهضة» فكان معروضا علينا وكان مشروعا غير واضح المعالم أو مفهوم وكل اللى فهمناه وقتها إنه سيتم اسناد القناة لدولة قطر لتديرها وطبعا ده كان كلام فارغ ومرفوض تماما من كل العاملين بهيئة قناة السويس والجيش وكل مؤسسات الدولة.

■ وما الاستفادة التى تعود على مصر من المشروع؟

- أولا قناة السويس تدر دخلا قدره 5 مليارات دولار، أما بعد إنشاء القناة الجديدة فالمتوقع أن يزيد الدخل إلى ما يزيد على 12 مليار دولار بسبب زيادة عدد السفن التى ستمر وكذلك زيادة حمولتها، فرسوم مرور السفن يتم حسابها على الأطنان التى تمر، وثانيا السفينة تحتاج لمدة 24 ساعة تقريبا لتمر فى قناة السويس وتتكلف 2500 دولار فى الساعة يعنى 60 ألف دولار يوميا وكثير من السفن كانت ترفض المرور من القناة بسبب التكلفة دى لكن بعد عمل الازدواج بالقناة الجديدة والتى تبدأ من الكيلو 60 إلى الكيلو 95 بطول 35 كيلو فسيتم تقليص مدة انتظار السفن إلى 8 أو 9 ساعات فقط يعنى بنوفر تكلفة للسفن وده هيشجع سفن عديدة للمرور من القناة بعد اختزال الوقت والتكلفة وأيضا نتيح فرصة أكبر لمرور عدد كبير من السفن وهناك دليل على ذلك فى الشهور الأربعة الأخيرة كان متوسط مرور السفن حوالى 40 مركبا فى اليوم لكن بعد تشغيل القناة الجديدة وتجربتها أصبح يمر فى القناة من 70 إلى 80 مركباً فى اليوم يعنى تقريبا الضعف واحنا لسه فى البداية، بالإضافة إلى أن المراكب كانت بتشيل 12 كونتنر فقط أصبحت الآن بتشيل 19 و20 كونتنر وهذا يزيد من رسوم المرور التى يتم حسابها على عدد الأطنان وليس على السفينة.

■ وماذا سيعود على المواطن المصرى من ذلك المشروع؟

- زيادة دخل القناة سيعود على مصر كلها بكل طبقاتها لأن تلك العوائد ستستخدم فى مشاريع تنموية داخل البلد بالإضافة إلى أنها ستجذب الاستثمارات الأجنبية، والدولة حاليا بصدد إنشاء مشروعات تنموية عملاقة بجوار القناة ومصانع فى المنطقة الشرقية وستحدث نهضة صناعية وزراعية فى سيناء بالتالى ستجذب أهل سيناء إلى العمل.

■ هل تأثر دخل القناة خلال ثورة 25 يناير 2011 والاضطرابات التى شهدتها مصر خلال السنوات الماضية؟

- قناة السويس هى اللى شالت مصر خلال السنوات الماضية حيث تم تدمير وتوقف الاقتصاد وأصبحت مصر تعتمد كليا على دخل القناة منذ 25 يناير 2011 والبعض طلب منا كمرشدين وعاملين بالهيئة أن نترك القناة وننضم للمتظاهرين فى ميدان التحرير لكن لأننا كنا نشعر بمسؤولية جسيمة وبقيمة ما تقدمه القناة لمصر رفضنا بشدة ولم يترك فرد منا عمله وظلت القناة تعمل طوال هذه السنوات بنفس الكفاءة.

■ من طلب منكم النزول لميدان التحرير للمشاركة فى المظاهرات؟

- للأسف ضباط زمايلنا وأصدقاؤنا وبعضهم كانوا معانا فى الصاعقة لكن اكتشفنا أن لهم ميولاً واتجاهات إخوانية وراحوا قعدوا فى الميدان وكان كل همهم إننا نترك القناة حتى تتاح الفرصة للقوات الأمريكية بدخولها، وحاولوا معانا كتير لكننا رفضنا وأعلنا الطوارئ وزادت ساعات العمل.

■ هناك حديث عن إنشاء قناة ثالثة فهل هذا صحيح؟

- ليست قناة ثالثة ولكن مشروع القناة الجديدة اللى تم هو مرحلة أولى من مشروع تطوير القناة اللى ذكرناه والمرحلة الثانية هتكون الصناعات والمشروعات التنمية الأخرى وبعدها سيتم البدء فى المرحلة الثالثة وهى عبارة عن إنشاء ازدواج فى القناة من الكيلو 122 جنوبا وحتى الكيلو 50 شمالا بطول 37 كيلو مترا، ما يحقق عوائد كبيرة جدا.

■ قلت مشروع القناة الجديدة كان مخططا له أن ينفذ فى ثلاث سنوات لكن الرئيس طلب أن يتم التنفيذ فى سنة فقط فماذا كان شعوركم حيال هذا القرار؟

- حسينا إن ده قرار «بإعلان الحرب» ويجب أن نخوضها ونفوز فيها.

■ ردد البعض أن هناك مشروعات دولية لإنشاء بدائل لقناة السويس فهل هذا صحيح؟

- كان هناك مخطط دولى بالفعل لإلغاء قناة السويس تقوده أمريكا وإسرائيل وإيجاد بديل لها ومن هنا كان التفكير فى تطوير القناة لتواكب احتياجات العالم.

■ إسرائيل أعلنت أكثر من مرة عن إنشاء ميناء ومشروعات تهدد عوائد القناة؟

ـ إسرائيل بتتكلم بس لكن متقدرش تعمل ده لأنها عارفة كويس إنها ماتقدرش تنافس قناة السويس.

■ منذ متى تعمل فى قناة السويس؟

- تم تعيينى مرشدا بهيئة قناة السويس، فى فبراير عام 1976، وكنت وقتها أعمل فى المخابرات العسكرية، بعد أن شاركت فى حرب الاستنزاف، ونفذت وشاركت فى أكثر من 90 عملية خاصة، ومنها عملية إيلات، كما شاركت فى حرب أكتوبر، ثم شاركت فى عمليات تطهير القناة بعد الحرب، وتم اختيارى للعمل مرشدا بعد افتتاح القناة مباشرة، وما زلت أعمل فيها حتى الآن.