أشاد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بمواقف دولة الإمارات الداعمة والمساندة لمصر، مؤكدا أن هذه المواقف النبيلة والخالدة سيسجلها التاريخ بحروف من نور، لأنها تعكس موقفا راسخا للقيادة الرشيدة في الإمارات بتقديم كل ما يصب في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
وقال الطيب، خلال استقباله الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الدولة الإماراتي الأربعاء، إن دعم الإمارات للأزهر يتمركز فى تقديم الخدمات التي تستهدف مختلف شرائح المجتمع المصري، خصوصا ما يتعلق منها بالتعليم ورعاية الطلاب، وربط الأزهر ومؤسساته بالعالم عبر أحدث مكتبة متطورة تكنولوجيًا، بما يسهم في تحسين الخدمات المقدمة للطلاب والمواطنين، فضلا عن دعم الإمارات لكل جهود الأزهر في نشر ثقافة السلم بكل المجتمعات.
وأثنى شيخ الأزهر على إصدار الإمارات قانون مكافحة التمييز والكراهية، لافتا إلى أن هذا القانون أظهر بوضوح وعي الإمارات وإيمانها بثقافة التسامح والسلام والبناء ورفض التمييز والكراهية والتشدد والعنف، وترجم إيمانا راسخا باستمرارها في مد جسور التعاون مع الجميع، والعمل للقضاء على خطاب الكراهية والتطرف، وتوضيح الدور السلبي للأفكار الهدامة ومواجهة أصحاب النظرة القاصرة الذين يغذون الإرهاب ويبثون سموم التفرقة والكراهية، مؤكدا أن تجريم التكفير هو خطوة جادة نحو ضبط الفتوى وإغلاق منابع التطرف.
من جانبه، قال الدكتور سلطان الجابر إن توجيهات القيادة في الإمارات تركز على دعم المؤسسات الأكاديمية والاجتماعية الفاعلة في المجتمع المصري، وجهود الأزهر في هذا المجال غنية عن التعريف، حيث يقوم بالعديد من المهمات النبيلة في نشر الثقافة والوعي والعلم ضمن مختلف التخصصات من خلال مؤسساته وهيئاته المختلفة، فضلا عن جهود شيوخه وعلمائه ومبعوثيه وقوافله التي يسيّرها في داخل مصر وخارجها، لتسليط الضوء على القيم الإنسانية السمحة التي يحض عليها الإسلام.
وأضاف الجابر أن الأزهر هو حصن الإسلام وملاذ المسلمين ومنارة الاعتدال والتسامح، وهو سد منيع في مواجهة الأفكار المتطرفة والمتشددة، ويسرنا التعاون مع هذه المؤسسة العالمية العريقة في كل المجالات التي تصب في صالح الإنسان والمجتمع.
وأكد أن الإمارات تؤمن بثقافة البناء والعمل بطاقة إيجابية، وتتشارك في هذه القيم مع الأزهر الذي يهتم بإرساء قيم السلام والوئام بين كل الأمم والشعوب، ونشر ثقافة التعايش مع الآخر، لافتا إلى أن المشاريع التي يجري تنفيذها لصالح الأزهر تركز على تقديم خدمات فعلية للإنسان البسيط.
واستعرض الاجتماع تطورات المشاريع التي تنفذها الإمارات لصالح الأزهر في مختلف المجالات، وتشمل إقامة 4 مبان لإسكان طالبات جامعة الأزهر على مساحة 5500 متر، ومكتبة متطورة تكنولوجيًا لربط الأزهر إلكترونيا بالعالم، على مساحة 14 ألف م2 بمدينة البعوث، إضافة إلى إنشاء معهد الشعبة الإسلامية الذي يتسع لـ1500 طالب بالتجمع الأول بالقاهرة الجديدة.
وتم خلال الزيارة توقيع الاتفاق التنفيذي بشأن المشاريع التي تمولها وتشرف على تنفيذها الإمارات لصالح الأزهر، والذي يتضمن قيام حكومة الإمارات من خلال المكتب التنسيقي للمشاريع التنموية الإماراتية بمصر، بالإشراف على تنفيذ عدد من المشاريع الخاصة بالأزهر، في إطار تعاون الإمارات مع المؤسسة العلمية الإسلامية الأكبر في العالم الإسلامي والفاعلة في خدمة جميع شرائح المجتمع المصري.