تعقيب على «ما لدينا من زهور».. و«الناصرية والإعلام»

نيوتن الثلاثاء 04-08-2015 21:25

تحت عنوان: (ما لدينا من زهور)، كتبت وقد أضناه الحب والشوق إلى معرفة الزهور اليانعة التى تعبق جو وحياة مصر علماً وأدباً وفناً وطباً واقتصاداً! ويخشى أن يمر العمر سريعاً، حيث أصبح العام شهراً والشهر أسبوعاً دون التعرف والاستمتاع بهذه الباقة المنتقاة (زهرة من كل بستان)، وبصراحة وعن نفسى فقد انتابنى شعور بالغ، حيث إن معرفة نيوتن بهذه الزهور سوف تقتضى بالضرورة معرفة الزهرة الجميلة المختفية فى شخص نيوتن! ويبدو أن نيوتن قد ضاق بهذا الاغتراب والابتعاد، فأراد أن يتجلى على الناس بشخصه وأن يصير معلوما وقد سئم أن يكون مجهولاً! لقد أحس نيوتن بأن الأوان قد آن وأن لكل شىء نهاية ويتعين عليه يوماً ما أن يسفر عن وجهه ويرفع غطاءه! ومن يدرى، فربما كان نيوتن يعتقد أنه يستطيع أن يجالس ويستمتع بهذه الباقة، ثم يجعلهم يقسمون على كتمان السر حتى يظل مجهولاً! ونيوتن هذا ذكى أريب، فقد نجح فى اختيار باقة من الياسمين والفل والورد البلدى لا يختلف على ذلك اثنان! وإننى أقترح عليه إذا جاز لى ذلك أن يضيف ثلاث زهرات أخرى متمثلة فى الدكتور مجدى يعقوب وخالد محيى الدين ومحمد فائق أطال الله أعمارهم. وللمناسبة فأنا أجالس فى أحد النوادى بالإسكندرية شخصيات مهمة أو هى تعتقد أنها مازالت مهمة وتصر على أنها مازالت فى بؤرة الأحداث، رغم تقاعدها سنوات طويلة! وقد جاءت سيرة نيوتن وعمَّن يكون، وقد ضحكت كثيراً واندهشت من آرائهم وأفكارهم التى تشبه أفكار الصبية والمراهقين، وتأكدت أن الابتعاد عن العمل يؤدى إلى ضمور العقل! وقد قال لى أحدهم هامساً وكأنه يذيع سراً لا يعلمه سواه بأن نيوتن هذا يمتلك أراضى واسعة مزروعة كلها بالمانجو، كما يمتلك عدة محال كبرى للعصير، ومن يدرى، فربما كان مصيباً!

محمد السيد رجب

مدير عام سابق- الإسكندرية

■ ■ ■

الناصرية والإعلام

فى ظل هيمنة الناصريين على الإعلام والتغنى بأمجاد معشوقهم الأوحد وأغنيات النفاق التى تبارى فى غنائها الأربعة الكبار، ومنهم من نافق الملك، تصبح كل كلمة نقد هادفة للحقبة الناصرية كمن ينحت فى الصخر أو يحرث فى مياه البحر.. ولكن مهما كانت صعوبة المهمة، فالكلمة أمانة سوف نُسأَل عنها، ولن ينصلح حالنا إذا لم نقلها ونعترف بأخطائنا، لذا أطالبك بعدم اليأس والاستمرار فى رأيك لا تحيد عنه، مهما تعرضت لهفوات الصغار.

لقد دأب الناصريون على الكذب، وشعارهم «اكذب واستمر فى الكذب حتى يصدقك الناس»، مدركين أن آفة المصريين النسيان- كما ذكر أديبنا الكبير نجيب محفوظ- فيبررون أخطاء لا يمكن غفرانها بتبريرات واهية.

كيف لهم أن يدافعوا عمَّن وأد الديمقراطية وأداً كاملاً، وحكم البلاد حكما ديكتاتوريا فاشستيا، فكمم أفواهنا وزرع الخوف والرعب فى جيل بأكمله، بعد أن بطش بالخصوم وامتلأت بهم سجونه ومعتقلاته وتعرضوا لأبشع أساليب التعذيب والوحشية!!

كيف يدافعون عمَّن زج بجيشه فى حروب بغير روية كانت نتيجتها الهزائم وضياع سيناء والقدس والجولان.

بدد فيها ثروات البلاد الاقتصادية والبشرية وخسرنا فيها مئات الألوف من خيرة شبابنا!!.

كيف يدافعون عمَّن تسبب فى تفتيت الملكيات الزراعية الكبيرة وتحويل معظمها إلى كتل خرسانية، بعد أن أصبح نصيب الوريث بضعة قراريط لا تسمن ولا تغنى من جوع، فحوَّلها إلى شقق سكنية.

كيف يدافعون عمَّن خرب البلاد باشتراكية الفقر التى فشلت فى إنصاف الفقراء من الأغنياء وأفقرت الشعب كله؟!!!.

استمر يا أستاذ فى إلقاء الضوء على أخطاء الماضى وإلا لا ولن ينصلح حالنا.

دكتور جلال الدين الشاعر

أستاذ التاريخ بالمعهد التكنولوجى العالى