لم يفاجئ الفرنسى ميشيل بلاتينى أحداً بإعلانه قراراً نهائياً بترشيح نفسه رئيساً للفيفا فى الانتخابات المقبلة فى فبراير.. لكن الأمير الأردنى على بن الحسين هو الذى فاجأ الجميع بهذا الهجوم الضارى على ميشيل بلاتينى إلى درجة أن تتناقل صحف ووكالات أنباء وشاشات أوروبية وأمريكية تأكيد الأمير على بن الحسين بأن بلاتينى هو آخر من يصلح فى هذا العالم لرئاسة الفيفا.. فبلاتينى كرئيس للاتحاد الأوروبى كان أول وأهم وأقوى من وقف إلى جانب الأمير الأردنى وهو يخوض انتخابات الفيفا الماضية ضد جوزيف بلاتر.. وبلاتينى هو الذى جمع أصوات أوروبا الكروية وأهداها للأمير فى الوقت الذى خذله وخانه وباعه معظم العرب.. ولم يكن الأمير وقتها يتحدث عن بلاتينى لنفس تلك الصحف والشاشات إلا بكل حب وامتنان وتقدير.. فما الذى جرى فى الثلاثة أشهر الماضية وأدى إلى هذا التغيير الحاد فى موقف الأمير ورؤيته وشهادته فى حق بلاتينى وسيرته وسمعته.. ولأننى لست قريبا أو صديقا للأمير فلا أملك بالتالى حق الاجتهاد فى التفسير واستنتاج أسباب ودواعى هذا التغيير.. وعلى الرغم من أننى لم ألتق بالأمير سوى مرة واحدة فقط إلا أن حوارى معه أثناءها كان كافيا جدا لأدرك أنه رجل شديد الرقى والتهذيب والثقافة والعمق والذكاء أيضا..
وقد لا يكون الأمير نفسه هو المشكلة إنما هم الذين حول الأمير.. وأى أمير أو رئيس أو قائد فى أى مكان ومجال.. الذين يدركون أن وجودهم لن يدوم ومكاسبهم لن تستمر إلا بدوام الحروب والمعارك والأزمات.. هؤلاء الذين يدركون جيدا أن أجواء السلام والرقى والحوار ستحيلهم فورا للتقاعد لأنهم لا يملكون إلا مواهب الشتيمة والسخرية والتآمر.. وأظن أن بعض ممن هم حول الأمير على بن الحسين هم الذين يدفعونه لتلك المواجهة الخاسرة مع بلاتينى فقط ليبقى لهم دور ومكان بجوار الأمير.. واخترع هؤلاء حكاية أن بلاتينى خدع الأمير ودفع به فى الانتخابات الماضية أمام بلاتر لأن اتفاقا سريا جرى بين بلاتينى وبلاتر بمقتضاه ينجح بلاتر لمدة سنة ثم يترك الفيفا لبلاتينى.. وليس ذلك صحيحا على الإطلاق وبلاتر لم يكن يتوقع أنه سيرحل ولم يكن ينوى ذلك أصلا.. وكان رحيله صدمة للجميع بمن فيهم بلاتينى نفسه.. والذى خان الأمير بالفعل كان العرب وليس بلاتينى.. ولهذا أناشد الأمير على بن الحسين بألا يكون عربيا إلى هذا الحد.. فالعرب فى عالمنا اليوم هم الذين يهوون المعارك الخاسرة وكأن الانتصار سيربكهم ويخالف عاداتهم.. لا يجيدون المحافظة على نجاحاتهم وصداقاتهم لكنهم عباقرة فى صنع أعداء جدد كل يوم.. يحترفون الحسابات والأحكام والمشاوير والمواقيت الخاطئة.. وأتمنى ألا يكون الأمير واحدا من هؤلاء.