انتهى الدوري المصري بالنسبة للأهلي، وهو دوري للنسيان، بعدما أنهاه المارد الأحمر بعيدًا عن مركزه المفضل، في صدارة المسابقة، منسحبًا إلى المركز الثاني تاركًا البطولة لغريمه التقليدي، الزمالك، الذي نالها عن جدارة واستحقاق.
إدارة الكرة في الأهلي، بعيدًا عن التصريحات الحماسية من نوعية «الدوري لسه في الملعب»، أيقنت أن الدوري سيكون خارج الجزيرة هذا الموسم، ربما منذ اتخاذ قرار إقالة جاريدو بعد الخروج من دوري أبطال أفريقيا، ولكن المفاجأة كان التألق الكبير الذي أضفاه فتحي مبروك على الفريق، والشرعية الجماهيرية التي نالها بالفوز في الديربي على الزمالك، بهدفي مؤمن زكريا.
لذا، على إدارة الأهلي أولًا، الإجابة على السؤال الصعب، من أجل تكوين رؤية عن مستقبل الأهلي في الموسم المقبل، هل يبقى اسم فتحي مبروك على الدكة الفنية للأهلي؟
الإجابة التي أتت على لسان محمود طاهر، في تصريحات لـ«المصري اليوم» كانت نعم، فتحي مبروك باقي على قمة الهرم الفني في الأهلي.
السؤال الثاني، هل يستطيع فتحي مبروك السيطرة على قائمة مدججة بالنجوم الموسم المقبل؟
اليوم الأخير للدوري حمل ما قد يكون إجابة بـ«لا» على هذا السؤال.
الأهلي استطاع إنهاء الصفقات الأهم في موسم الانتقالات الصيفية، فحصل على جون أنطوي، ماليك إيفونا، أحمد الشيخ، صالح جمعة، أحمد فتحي، محمد حمدي زكي، رسميًا، ويقف عمرو السولية ورامي ربيعة على بعد خطوات من بوابات النادي.
في المقابل، سيخرج العديد من اللاعبين، بين الاستغناء النهائي والإعارة، من ضمنهم محمد ناجي «جدو»، إسلام رشدي، محمد رزق، إيبي، صلاح الدين سعيدو، هيندريك،، أحمد عبدالظاهر، فيما يظل موقف عماد متعب وشريف عبدالفضيل ورمضان صبحي وتريزيجيه غامضًا.
كل هذا سيضيع إذا حدثت كارثة مثل التي ضربت النادي في اليوم الأخير للدوري، بعد استبعاد عبدالله السعيد وحسام غالي من قائمة الفريق لأسباب تأديبية.
الحقيقة هي، أن الأهلي سيمتلك في الموسم المقبل، فريق قوي جدًا على الورق، ودكة بدلاء يحلم بها أي مدرب، يستطيع السيطرة على كل هؤلاء النجوم.
ولكن يظل تدعيم خط الدفاع «صداع» في رأس إدارة الكرة في الأهلي، فمحمد نجيب تزايدت أخطاؤه وكبر سنه، كما يحتاج الأهلي لتدعيم حسين السيد وصبري رحيل على الرواق الأيسر، فيما تظهر الناحية اليمنى في أمان، في وجود أحمد فتحي وباسم على ومحمد هاني.
أما بالنسبة لوسط الملعب، في حال اللعب بـ4-2-3-1، المفضلة لـ«مبروك»، فالمدرب المخضرم في انتظار تحدي كبير في اختيار من سيكون أساسيًا، وتحدي أكبر في السيطرة على «النجوم» الذين سيجلسون على الدكة.
يظل حسام عاشور «مسمار» لا يمكن الاستغناء عنه في وسط ملعب الأهلي، ولا يوجد في قائمة صفقات الأهلي من يستطيع تعويض أحد أفضل منتجات ناشئي الأهلي في العقد الماضي.
أما بالنسبة للمركز الآخر في وسط الملعب، صانع اللعب المتأخر، الذي يشغله حسام غالي، فقد يشغله مع القائد السابق، صالح جمعة، وعمرو السولية في حال انضمامه الوشيك للأهلي، فيما يبدو «غالي» على طريق الخروج من قلعة الجزيرة.
بالانتقال للثلاثي الذي يلعب خلف المهاجم، فلدى الأهلي، أحمد الشيخ ومحمد حمدي زكي، مع إمكانية لعب صالح جمعة والسولية، ومعهم المتواجدين أصلًا، عبدالله السعيد (الذي قد تهدد الأزمة الحالية بقاؤه في الأهلي) ومؤمن زكريا ووليد سليمان، ورمضان صبحي وتريزيجيه حال بقاؤهم مع الأهلي الموسم المقبل.
أما في مركز المهاجم، فسيعاني الأهلي من تخمة «جيدة»، فلدى المارد الأحمر «مبدئيًا» إيفونا وأنطوي وعمرو جمال.
الأهلي أمام أحد مسارين الموسم المقبل، الأول هو استغلال تلك القدرات الهجومية بشكل يضمن حل أزمات الموسم الحالي، أو فقدان السيطرة على كمية «النجوم» في الفريق، ما يؤدي لفشل جديد في الموسم المقبل.
بعد ما حدث مع «غالي» و«السعيد»، يبدو وأن المستقبل ليس مشرق في القلعة الحمراء.