التاريخ لا يعيد نفسه، عبارة أثبتت عدة مواقف خطأها، فالتاريخ يعيد نفسه في مواقف عدة.
عبر 11 عامًا، لم يتوج فيهم الزمالك بالدوري نظر جمهور الأبيض لجيل 2004، المتوج بآخر الدوريات، منتظرين جيلًا شبيهًا يحصد دوري جديد لميت عقبة، إلا أنهم لم يتوقعوا أن يأتي جيل 2015 حاملًا صفات ومفارقات عدة، تربطه بجيل 2004، منها على سبيل المثال:
- الكابتن اسمه حازم إمام
آخر كابتن حمل درع الدوري للزمالك، كان حازم إمام «الثعلب الصغير»، فتدور الأيام ويحمل حازم إمام نفس الدرع بعده، كأصغر قائد للزمالك يحمل درع الدوري، كما أنه يعد أصغر كابتن يحمل درع الدوري في تاريخ الكرة المصرية.
- المدرب برتغالي
حصد الزمالك دوري موسم 2003/2004 بقيادة البرتغالي نيلو فينجادا، الذي رحل بعد نهاية الموسم، ليتغير 21 مدرب على الدكة الفنية للزمالك، 11 منهم أجانب، و2 منهم برتغاليين (مانويل كاجودا وجايمي باتشيكو) إلى أن أتى البرتغالي المنتظر، جوزفالدو فيريرا، ليحمل الدرع الـ12.
- دونجا والمنصورة
كأن مركز الوسط المدافع في أجيال الزمالك المتوجة بالدوري محجوز لأبناء مدينة المنصورة، وكأن قدرهم دائمًا أن يكون لقبهم «دونجا».
فبين دونجا الأول، تامر عبدالحميد، ودونجا الثاني، إبراهيم صلاح، 11 عامًا من الخسائر في الدوري، توقفت على يد أجيال تم بناؤها على أكتاف الجنود المجهولين القادمين من المنصورة.
- سر الرقم 14
الأناقة في الأداء وصناعة الأهداف واحتكار المتعة، الأوصاف السابقة تنطبق على أصحاب الرقم 14 في أجيال الزمالك المتوجة بالدوري، حازم إمام وأيمن حفني.
الرقم 14 في الزمالك يحمل سحر خاص به، من يرتديه يتحول لساحر ينتزع الآهات من الجماهير بلا هوادة.
- صاحب الرقم 10.. الرجل المنسي
كما كان أحمد عيد عبدالملك صاحب دور مهم في فوز الزمالك بالدوري هذا العام، فإن صاحب الرقم 10 قدر له أن يكون لاعبًا بعيدًا عن الأضواء، مثل صاحب الرقم 10 في موسم 2003/2004، الموهوب وليد صلاح عبداللطيف.
في وقتها، كان «عبداللطيف» نجمًا بالتأكيد، لكن لمعانه يخفت بجوار أسماء مثل حازم إمام وحسام حسن، تمامًا مثل «عبدالملك» أمام أيمن حفني وباسم مرسي.
- الناشئ المميز
في هذا الموسم مع الزمالك ظهر مصطفى فتحي.
صاحب الجسد الضئيل والمراوغات المهينة والسرعة الكبيرة صار الناشئ المفضل لجمهور الزمالك، رغم أن هذا الموسم هو الثاني له مع الفريق الأول، إلا أنه استطاع التسلل إلى القلوب المحبة للأبيض هذا الموسم، مثلما يتسلل بين دفاعات الخصم برشاقة شديدة.
في موسم 2003/2004، قام بدور «فتحي»، ناشئ مميز آخر، استطاع الدخول إلى قلوب الزمالكاوية، وأحيانًا تحطيمها، كما يحطم دفاعات الخصوم، اسمه محمود عبدالرازق «شيكابالا».
يتمني كل من ينتمي للقلعة البيضاء أن يحقق مصطفى فتحي ما لم يحققه النجم شيكابالا، الكل في انتظار عدم انجراف فتحي وراء المشاكل والتفكير في الملعب فقط والالتزام للحفاظ على المستوى المتميز الذي ظهر به في خلال الموسم، ومشاركته بشكل فعال في عودة بطولة الدوري للزمالك بعد غياب كبير.