1- لا يدفعنى إلى كتابة هذه الرسالة إلا الحرص على لمّ شمل المسلمين وحقن دمائهم.
2- من الواضح تماما أن فضيلتكم خبير بحقائق الخلاف بين السنة والشيعة، لأن تصريحاتكم السابقة نفذت إلى مواطن الخلاف، وأصابت الهدف مباشرة.
3- آراء فضيلتكم فى هذا الخصوص تتسم بالتسامح وعدم التكفير، بعكس بعض العلماء المتشددين، فتحيةً لكم.
4- التعايش ممكن، والتقريب مستحيل، لأنه على أرض الواقع يبدأ التقريب بحسن النوايا، ثم يحاول كل طرف إقناع الطرف الآخر بصحة مذهبه، وفضيلتكم أول من يعلم أن هذه المذاهب وُلدت لتبقى.
5- ولذلك يدور الحوار فى حلقة مُفرغة، ثم يبدأ من جديد!
6- واقتراحى أن يشترك علماء السنة ومرجعيات الشيعة تحت رعاية الأزهر الشريف فى رصد نقاط الاتفاق والاختلاف بين الفريقين وكتابتها، حتى نمسك بين أيدينا شيئا حقيقيا، ولا ندور للأبد فى هذه الحلقة المفرغة.
نقاط الاتفاق أتصورها كالتالى:
1- يعبد السنة والشيعة إلها واحدا- سبحانه وتعالى.
2- يؤمن الطرفان بنبوة سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم.
3- يعترف الطرفان بأن القرآن لم يدخله تحريف ولا نقص ما بين دفتيه.
4- يؤمن الطرفان بالأنبياء والمرسلين واليوم الآخر وبأركان الإسلام من صلاة وزكاة وحج وبكل ما يصبح به المسلم مسلما.
■ ■ ■
نقاط الاختلاف:
1- يعتقد الشيعة أن الرسول نصّ على خلافة علىّ، بينما يعتقد السنة أن الرسول لم يوصِ بذلك، وإن كان هذا لا يقلل من شأنه، فهم يعتبرونه من العشرة المبشرين بالجنة ومن أحب أصحابه إليه.
2- يوقر السنة الخلفاء الراشدين، بينما لا يعتقد الشيعة بفضل الخلفاء، لأنهم يعتقدون أنهم خالفوا نصّ الرسول على علىّ، حين تولوا الخلافة. كما يجفو الشيعة كل من اختلف مع الإمام علىّ سياسيا كالزبير وطلحة والسيدة عائشة، بينما يعتقد السنة بفضلهم وضرورة توقيرهم.
3- يعتقد الشيعة أن الإمامة ركن من أركان الدين تم تحديدهم فى اثنى عشر إماما، آخرهم المهدى المنتظر الذى تمت ولادته بالفعل، وهو الآن فى غيبته الكبرى. ويعتقدون أيضا أن علم الأئمة إلهامى، ولا يؤمن السنة ذلك.
4- يعتقد الشيعة فى عصمة الأئمة، بينما يرى أهل السنة أن العصمة للأنبياء فقط.
5- يعتقد الشيعة فى جواز زواج المتعة، بينما يحرمها السنة تماما.
التوصيات:
1- يوكّل الطرفان خلافهم إلى الله الذى سيحكم بين عباده فيما هم فيه يختلفون.
2- يعترف كل من الطرفين للطرف الآخر بأنه مسلم، وأن نقاط الاختلاف بينهما لا تعنى خروج الآخر عن الملة.
3- للشيعة رأيهم فى بعض الصحابة والسيدة عائشة لا نطمح أن يتغير. لهم رأيهم ولنا رأينأ. ولكن عليهم أن يحترموا مشاعر السنة، ويمتنعوا تماما عن سبهم.
4- يعترف علماء الطرفين أن معظم هذه الخلافات لا يترتب عليها عمل، وبالتالى يجب ألّا تُورّث.
5- علماء الفريقين مُلزمون بالكف عن تهييج العامة وتكفير الطرف الآخر.
6- يلتزم الطرفان بعدم محاولة نشر مذهبهم فى الفريق الآخر، لما يؤدى ذلك إلى فتنة تضر بصالح المسلمين.