قبل 72 ساعة من إطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسى إذن تشغيل وافتتاح قناة السويس الجديدة، أعلن الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، الأحد، تفاصيل حفل افتتاح القناة المقرر له الخميس المقبل.
وقال مميش إن الرئيس السيسى شدد على أهمية إجراءات التأمين فى الدرجة الأولى، مشيرا إلى أن العالم سيقيس مصر وأمنها بهذا اليوم.
وقال مميش، فى تصريحات صحفية الأحد، إن الحفل سيبدأ بأن يستقل الرئيس السيسى الباخرة المحروسة التى ستجوب القناة فى عرض بحرى، تتوسط فيه المحروسة وحدات بحرية، بينما ستحلق طائرات رافال و«إف 16 » فى عرض جوى، احتفالا بافتتاح القناة، مشيرا إلى أن هيئة القناة قررت الالتزام بالتقاليد البحرية فى الاحتفال واستخدام لغة البحار فى رفع الإعلام لإعلان افتتاح القناة الجديدة.
وأضاف: «حتى الآن فإنه كان من المقرر أن يكون الرئيس بمفرده على متن المحروسة، نظرا لصعوبة إجراءات صعود ونزول باقى الضيوف على متن الباخرة والوقت الذى سيتطلبه ذلك، لكن الرئيس اقترح أن يكون معه على متن الباخرة المحروسة بعض ممثلى الشعب بصفتهم أصحاب القناة»، وتابع: «تجرى الآن دراسة ذلك وتحديد ممثلى الشعب الذين سيشاركون الرئيس افتتاح القناة على متن المحروسة».
وأشار إلى أن الرئيس السيسى سيتوجه عقب انتهاء العرض البحرى إلى الاستراحة بعد نقل الضيوف إلى خيمة الضيافة، وسيذهب الرئيس لاستقبالهم ويصطحبهم إلى المنصة الرئيسية للحفل، لتبدأ المراسم الرسمية للاحتفال بعزف السلام الجمهورى وعرض فيلم وثائقى عن أعمال الحفر بالقناة الجديدة.
وقال مميش إنه سيلقى كلمة فى الحفل ويعرض تقريرا عن الإجراءات التى تمت فى القناة الجديدة، ثم يدعو الرئيس السيسى للتوقيع على أمر تشغيل القناة ويقرأ أمام الناس: «نحن الرئيس عبدالفتاح السيسى نأذن ببدء تشغيل قناة السويس الجديدة».. وعندها ستنطلق قافلتان فى القناتين القديمة والجديدة فى الاتجاهين، كل قافلة مكونة من ٣ سفن، وعقب ذلك، يلقى الرئيس السيسى كلمته وتبدأ فقرة غنائية قصيرة مكونة من ٤ أغان، بينها أغنية للأطفال، ثم يلتقط الرئيس صورة تذكارية مع الملوك والرؤساء، خلفيتها القناة الجديدة.
وتابع مميش: «عقب انتهاء الحفل النهارى، سيتوجه الضيوف بحرا إلى مقر الضيافة بفندق ميركور لتقام مأدبة عشاء، يعقبها حفل فنى يبدأ بمجموعة من الأغانى الوطنية ثم فقرة موسيقية للموسيقار عمر خيرت تتضمن مقطوعة خاصة عن القناة الجديدة ومجموعة من الأغانى الوطنية، بينها انت مصرى، ثم يعرض مشهد النصر من أوبرا عايدة وتنطلق الألعاب النارية فى سماء الإسماعيلية قبل أن يعود الضيوف للمنصة الرئيسية ويعزف السلام الوطنى».
وقال رئيس هيئة قناة السويس إن الرئيس السيسى أكد أن أهم شيء فى الاحتفال هو الأمن، وأضاف مميش: «مش هانسمح لظفر واحد يتكسر فى الحفلة»، مشيرا إلى أنه تم تنظيم حملة دعائية للقناة خارج البلاد، وقال: حفل افتتاح القناة القديمة ظل محفورا فى التاريخ ونحن حريصون على أن يكون هذا الاحتفال فى ذاكرة التاريخ للأجيال المقبلة، مشددا على أنه لم يقبل مليما واحدا من ميزانية الدولة فى تمويل حفل الافتتاح، واعتمد على مشاركات الناس فى فرحة مصر، واصفا الشعب المصرى بأنه شعب رائع.
وعن تكلفة الاحتفال، قال مميش: «يتم حسابها الآن، فمازالت الاستعدادات مستمرة»، مشددا على أنه أقل بكثير من الأرقام التى تداولتها وسائل الإعلام والتى وصلت إلى ٣٠ مليون دولار.
وأشار إلى أن حفل الافتتاح مهم جدا، لأن القناة تتحدث عن مصر وعما يحدث فيها، مضيفا: «تم الانتهاء من تجهيزات لوجيستية فظيعة، والقناة محفورة فى مصر ومولها الشعب المصرى، وكل دول العام تمر عبرها، فهى شريان حياة للعالم، لذلك كان لابد أن يحضر ملوك ورؤساء العالم الاحتفال، إضافة إلى فئات الشعب»، لافتا إلى أن الحفل سيحضره ممثلون عن ٢٧ محافظة من سيدات وشباب وعمال وفلاحين وبعض الفئات من الرياضيين والإعلاميين ورجال الأعمال والسفراء، وقال: «مصر كلها هتحضر الحفلة».
وذكر أنه تم الانتهاء من إنشاء ٣٠ خيمة للاحتفال، ستمثل فيها جميع فئات الشعب بمن فيهم أسر الشهداء وأبناؤهم، وخيمة للإعلاميين ورؤساء التحرير تشكل مركزا إعلاميا مجهزا، وخيمة للضيوف من ملوك ورؤساء.
وأكد مميش أن الرئيس سيعلن فى كلمته خلال الافتتاح عن مشروعات تنموية جديدة، وقال: «سيكون هناك تكليف جديد من يوم ٧ أغسطس»، موضحا أنه عرض على الرئيس فى اجتماعه السبت مخطط تنمية ميناء شرق بورسعيد، من ممرات صناعية وأرصفة، وسيتم حفر قناة جانبية توصل للميناء مباشرة، وأضاف: «بما أن الكراكات موجودة، فسنستخدمها فى الحفر وهى مسافة قصيرة».
وقال: «إن قناة السويس الجديدة فكرة مصرية وتمويل مصرى وتنفيذ مصرى، وهذا هو ما أنجح المشروع، ولولا تمويل الشعب المصرى للمشروع لكنا فى موقف صعب، فلم نحصل على مليم من أحد». وأضاف: «نحن نحافظ على أموال الشعب المصرى تماما، وعلى المستوى الشخصى أرجو أن تتكرر قناة السويس الجديدة فى مشروعات مقبلة».
وأوضح أنه تم إخلاء المجرى الملاحى تماما منذ يومين، مشيرا إلى أن التخطيط للمشروع كان جيدا، لذلك كانت نهايته جيدة، ووصف يوم التشغيل التجريبى لقناة السويس الجديدة بأنه «أسعد يوم فى عمره».
ولفت إلى أن المشروع أثبت قدرة المصريين على تحقيق الإعجاز، وأثبت الشباب المصرى أنه بطل، وقال: «أنا سعيد بتعاونى مع الشباب المدنى بعد ما كنت أعمل مع الشباب العسكرى، والجيش والشعب لا يوجد فرق بينهم، وكلنا بنكمل بعض، يد تبنى ويد تحمل السلاح»، مضيفا: «منظمة الملاحة العالمية جاءت وعاينت القناة الجديدة، وقالت إنها قناة عالمية صالحة للملاحة».
وقال: «إنه طالب الشركة التى شاركت فى حفر القناة الجديدة باستمرار الكراكات للمشاركة فى مشاريع مقبلة، وذلك توفيرا للنفقات»، وأضاف: «إنه سيتم اليوم إجراء بروفة على التشكيل الذى سيتم عرضه خلال الحفل».
وحول المنافسة مع ميناء دبى، قال مميش: «من حقنا أن نطور أنفسنا، وقناة السويس هى طريق مباشر وموقع متميز، لا تحتاج السفن فيها للانحراف عن مسارها للحصول على خدمات من موانئها، وهذه ميزة تنافسية إضافية عندما يكتمل مشروع التنمية».
وأضاف: «المنافسة هى المنافسة، ومن حقى أتطور، وكلنا إخوة وأشقاء، وعلاقتنا قوية بالإمارات، وكل واحد يسعى، ونحن لم نتدخل فى شؤون أحد عندما طور من نفسه»، وأكد أن قناة السويس لا تفرق بين عَلم وعَلم، ولا تمنع مرور أحد، لكنها تمنع السفن المحملة بالرقيق والمخدرات أو التى فى حالة حرب معلنة مع مصر. وتوقع أن يوفر مشروع محور التنمية أكثر من مليون فرصة عمل حتى ٢٠٣٠.
وشرح مميش أهمية قناة السويس الجديدة، موضحا أنها ستقلل زمن العبور بمعدل ١١ ساعة، كما ستسمح بعبور السفن العملاقة، وبالتالى ستوفر عَلى السفن الوقت والوقود، معربا عن عزمه الاستفادة من الشباب الناجح فى مشروع القناة الجديدة فى العمل بمشروعات أخرى.
وقال: «إنه فور البدء فى مشروع تنمية شرق بورسعيد، ستكون هناك بداية للتنمية فى العين السخنة»، ولفت إلى أن إنشاء صناعة للسيارات فى مشروع تنمية قناة السويس يحتاج إلى عمالة مدربة.
وحول مزاعم البعض بأن مشروع قناة السويس الجديدة سبق عرضه فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، قال مميش: «إن هناك فرقا بين التفكير والتنفيذ، مشيرا إلى أن كل رؤساء الهيئة السابقين طرحوا فكرة الازدواج، المهم هو إرادة وقرار التنفيذ، والقيادة قرار».
وجدد التأكيد على أن القناة آمنة وصالحة لإبحار جميع أنواع السفن، وقال: «من يمر بالقناة أمانة فى رقبتنا، ولابد أن نكون أوفياء للأمانة»، وكشف أن أول مشاريع التنمية للقناة الجديدة هو مدينة الإسماعيلية الجديدة ومزارع سمكية وإنشاء ٦ أنفاق للربط مع سيناء، لأن التنمية هى مفتاح الأمن فى سيناء.
وأكد مميش: «نفذنا أكبر عملية تكريك فى التاريخ، شارك فيها ٧٥٪ من كراكات العالم، ولو انتظرنا لظهرت قنوات بديلة، والرئيس قال لى فى بداية المشروع (اشتغل وربنا معاك أنا فى ضهرك)».
وأوضح أن تنفيذ مشروع محور تنمية قناة السويس يتطلب قوانين استثمار مشجعة وعمالة مدربة وبنية تحتية، وهيئة قناة السويس ستتولى الإشراف على مشروع التنمية لحين إنشاء هيئة تنمية القناة.