كلما راق مزاج البلد واعتدل، وكلما طلت الفرحة من الشباك، وزغرودة حلوة رنت فى بيتنا، وصرنا على بعد ساعات من فرح القناة، سألت الرئيس صانع الفرح، يا ريس خلى الشباب يفرحوا معانا ومعاك، ربنا يفرح قلبك، وقلب المصريين، آمين.
ولادك فى السجون خلف القضبان حزانى، وأسرهم لا يكفكف لهم دمع، سيبك من الإخوانجى أبوجلد تخين، كاره وحاقد، فرح الوطن يحزنه، ونهضة الوطن توكسه، الموكوس موكوس حتى لو علقوا فى رقبته فانوس بشمعة، أحدثك عن ولادك، وبناتك، عن ولاد المصريين اللى بيحبوك، ورغم الألم لم يكرهوك، والضنا غالى وأنت أب، وتحس مثلنا بلوعة الضنا.
كلمتك وسمعتنى وآمنت على الكلام، « ياما فى السجن مظاليم»، وقلت صادقا لا أقبل على ضميرى الظلم، ولا أنام لو هناك مظلوم، وفى كل مرة ألح فى السؤال، والسؤال لغير الله مذلة، وأقسم بالذى فطر السماء والأرض لا أعرفهم، ولا أعرف أسرهم، ولا تربطنى بهم صلة سوى إحساس أب بأن السجون فيها مظاليم، وأخشى على ابنى من يوم أسود يبات فيه بعيدا عن حضنى.. مظلوم، والمتنبى أخبرنا قولا: «والظلم من شيم النفوس، فإن تجد ذا عفـّة فلعلةٍ لا يظلـم»، وأنت ذا عفـّة مترضاش بالظلم.
افتتاح القناة يوم عيد، خلى الفرحة فرحتين، فرح الشباب، خدهم تحت جناحك، اعف عنهم وسامحهم، وقل لهم قولاً كريماً، ولتعلم أبومصطفى، أخاطبك باسم ابنك الكبير، سلو بلدنا، أخاطبك كأب وليس خطاب الرئيس، لا تعدو عيناك عنهم، هؤلاء يتوقون للحرية، لا تكلهم إلى من ظلمهم، وأنت تقر بـ«أن فى السجن مظاليم». لماذا تأخرت عنهم، لماذا صرفت النظر عن نجدة المظلومين؟.. كل تأخيرة وفيها خيرة إلا هذه الأخيرة، قضية خطيرة، وأنت لها من المتصدين، قناعتك بعدالة القضية تغرينى بالإلحاح، وتهافت الرافضين للإفراج عن المظلومين يطمعنا فى قرار العفو، خد الكتاب بقوة، برداً وسلاماً على المصريين.
وفى هذا فليتنافس المتنافسون، الدنيا والحمد لله ماشية، ومصر بتفرح، فرّح القلب الحزين فى ليلة فرح، أقول لك كما كان يقول والدى المرحوم، القناة فى حاجة لفدو، افتدى القناة بقرار العفو، خلد هذه الذكرى فى أذهان الشباب، يوم افتتاح القناة أفرج الرئيس عن الشباب فى السجون، شوف التأثير، شوف الفرحة، شوف قد أيه أنت كبير، قد الدنيا، عاوز مصر تبقى قد الدنيا أنت قدها وقدود.
والله يا ريس كلام من قلب محب، سيبك من المزايدين حباً أو كرهاً، شق قناة بينك وبين الشباب بقرار، من اتخذ القرار بشق قناة بين البحرين يلتقيان، يصدر قراراً بشق قناة بين بحر الشباب وبحر المحبين، خلى المياه تختلط، نهر الحب يخفف ملوحة بحر الكراهية، خليك الله يخليك مع أصحاب القلوب السليمة، تسلم من كل أذى.
المحاذير الأمنية، والكوابح القضائية، والحسابات السياسية الغبية، لا تحرفك عن قصد جميل، الحرية للشباب، كن لهم ولا تكن عليهم، اسمع منهم ولا تسمع عنهم، ستسمع ما يسرك، والله ما خرجوا إلا لوجه الوطن، وتفرقت بهم السبل، ولم يجدوا آذاناً صاغية، ولا قلوباً حانية، وروعوا باتهامات ما أنزل بها من سلطان، شبابك يحبون مثلك أغلى اسم فى الوجود، مصر التى فى خاطرى وفى دمى، مررت على التحرير والفرح منصوب، وأصحاب فى الفرح فى السجون، التحرير اشتاق لشبابه.