انطلاق الحوار الاستراتيجي المصري الأمريكي بعد انقطاع 5 سنوات

كتب: بسنت زين الدين الأحد 02-08-2015 11:43

انطلق الحوار الاستراتيجى المصرى- الأمريكى، الأحد، فى مقر وزارة الخارجية المصرية بعد انقطاع دام 5 سنوات منذ 2009.

ويبحث وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، الذى غادر واشنطن إلى القاهرة السبت، قضايا الأمن والإرهاب فى سيناء وأوضاع حقوق الإنسان والحريات فى مصر، بجانب توسيع التعاون الاقتصادى والتجارى، كما سيلتقى كيرى الأحزاب السياسية وممثلين عن منظمات المجتمع المدنى.

واصطحب كيرى أثناء زيارته للقاهرة وفداً رفيع المستوى لعقد الحوار الاستراتيجى بين البلدين بعد انقطاع 5 سنوات، فى زيارة تستمر يومين لبحث عدد من القضايا الأمنية والسياسية المشتركة بين الجانبين، ويتوجه إلى قطر على أن يلتقى فى الدوحة نظيره الروسى سيرجى لافروف، ومنها إلى جنوب شرق آسيا، ثم يتوقف فى سنغافورة وماليزيا وفيتنام قبل العودة إلى واشنطن.

وأفادت وزارة الخارجية الأمريكية بوصول مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، توم مالينوفسكى، للمشاركة فى الاجتماعات التى يديرها كيرى، بالإضافة إلى الاجتماع مع أعضاء من المجتمع المدنى وممثلى الأحزاب السياسية فى البلاد.

كما وصل القاهرة كل من مستشار وزير الخارجية ديفيد ثورن، ومساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية والتجارية تشارلز ريفكين، والممثل الخاص للشؤون التجارية سكوت ناثان، بصحبة «كيرى» كجزء من الوفد الأمريكى للتحدث عن المسار الاقتصادى للحوار، وعقد جلسات تركز على القضايا التجارية.

وشدد نائب المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر، فى مؤتمر صحفى بالوزارة الجمعة، أن مصر «لاعب إقليمى رئيسى»، وأن الولايات المتحدة لديها تاريخ طويل من التعاون فى مجموعة متنوعة من القضايا الثنائية والإقليمية مع مصر.

ووصف «تونر» الحوار الاستراتيجى بأنه «حوار ثنائى مهم»، يركز على القضايا الاستراتيجية الاقتصادية والأمنية والتجارية، مضيفاً أن قضايا حقوق الإنسان ستكون جزءاً من النقاش.

وعن طبيعة العلاقات المصرية الأمريكية أجاب «تونر» بأن الوضع الأمنى فى مصر يشغل أمريكا، واصفاً مصر بأنها «قوة إيجابية لتحقيق الأمن فى المنطقة».

وتابع : «نريد أن نرى استعادة النمو الاقتصادى فى مصر، كما نطمح إلى رؤية الوضع مستقراً هناك، وأن يكون الوضع السياسى هناك أيضاً فى نمو واستقرار.. وبجانب العديد من القضايا المطروحة للنقاش فإن حقوق الإنسان جزء من تلك المعادلة.. نحن لا نتجاهل ذلك».

ويتوجه كيرى إلى الشرق لإجراء محادثات أمنية فى مصر وقطر وعقد اجتماعات مع وزراء الخارجية العرب الذين يشعرون بالقلق من الاتفاق النووى الإيرانى، ولكنه لن يتوجه إلى إسرائيل التى تعتبر أحد أهم المعارضين لهذا الاتفاق، حسب تقرير وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية.

ورفض مسؤولون أمريكيون التقارير التى تحدثت عن إغفال كيرى زيارة إسرائيل من خط سيره كأنه «علامة على تخلى الإدارة الأمريكية عن محاولة إقناع الزعماء الإسرائيليين بمزايا الصفقة مع إيران»، مشيرين إلى أن وزير الدفاع الأمريكى آش كارتر زار إسرائيل منتصف يوليو الماضى للحفاظ على وجود اتصالات قوية بين الجانبين.

وأضاف المسؤولون، الذين رفضوا الكشف عن هويتهم، فى تصريحات خاصة لوكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، الجمعة، أنه من المتوقع أن يتناقش كيرى مع نظرائه العرب عن الوضع فى سوريا والعراق فى ظل انتشار تنظيم «داعش» فى الأنحاء.

وأوضحت الوكالة أن المحطة الأولى لكيرى هى القاهرة، حيث يشارك اليوم فى حوار استراتيجى مع المسؤولين المصريين الذى توقف بسبب الاضطرابات السياسية منذ عام 2009، مضيفة أنه على الرغم من استمرار بواعث القلق المتعلقة بحقوق الإنسان، تواصل إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما زيادة المساعدات العسكرية لمصر مع تزايد مواجهتها لتهديدات المتطرفين، وخاصة فى شبه جزيرة سيناء.

وقال مسؤولون أمريكيون إنه سيتم بحث جميع المخاوف المتعلقة بأوضاع حقوق الإنسان والحريات فى جميع اجتماعات كيرى فى القاهرة، خاصة مع مرافقة كبير الدبلوماسيين فى شؤون حقوق الإنسان والديمقراطية بوزارة الخارجية الأمريكية الوفد الذى يرأسه كيرى.

وأكدت الوكالة أن توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية بين مصر وأمريكا سيكون أيضاً على مائدة الحوار خلال زيارة كيرى، بالتزامن مع استعداد البلاد لافتتاح قناة السويس الجديدة التى تعقد عليها السلطات المصرية آمال تعزيز الاقتصاد المتعثر فى البلاد.

وأكد مسؤول رفيع المستوى بوزارة الخارجية الأمريكية أن القضايا الأمنية ستكون نقطة محورية لكيرى أثناء لقائه مع المسؤولين المصريين فى القاهرة فى نهاية هذا الأسبوع، مؤكداً أن الإدارة الأمريكية «قلقة للغاية» بشأن الاضطرابات فى شبه جزيرة سيناء.

وقال المسؤول الأمريكى إن مصر تواجه تهديدات خطيرة من المتشددين المرتبطين بتنظيم «داعش»، مضيفاً أن الولايات المتحدة تدعم جهود البلاد لتحقيق الاستقرار، ولذا سيكون الأمن هو إحدى النقاط التى تركز عليها لقاءات كيرى بالقاهرة.

ورأت الباحثة الأمريكية ميشيل دن، محللة شؤون الشرق الأوسط بمؤسسة «كارنيجى للسلام» الأمريكية، أن التحدى الحقيقى أمام كيرى فى لقاءاته فى مصر هو كيفية مناقشة الصورة الإقليمية المتمثلة فى المعركة الإقليمية لمكافحة الإرهاب والوضع الداخلى فى مصر.

واعتبرت شبكة «بلومبرج» الأمريكية أن كيرى يصل مصر لمناقشة ومعالجة العلاقات المتوترة بين البلدين، مضيفة أن رحلة كيرى تساهم فى تنشيط الأجندة الدبلوماسية بعد شهور من الانشغال بالمفاوضات النووية الإيرانية.

ونقلت الشبكة الأمريكية عن الباحثة الأمريكى، إيمى هاوثورن، زميلة فى المعهد الأطلنطى بواشنطن، قولها إن العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر تحاول شق طريق المحادثات عن مجموعة من القضايا الشائكة فى خضم وضع صعب ومقلق فى مصر والفوضى فى المنطقة.

وهذا «الحوار» الذى سيعقد للمرة الأولى منذ 2009 يأتى إثر إعلان الولايات المتحدة أنها سلمت مصر 8 مقاتلات أمريكية من طراز «إف 16» هى الأولى بعدما رفعت واشنطن فى نهاية مارس الماضى التجميد الجزئى عن استئناف مساعداتها العسكرية لمصر. بدأت العلاقات الأمريكية - المصرية تتحسن، فى مارس الماضى، عندما أعلنت الولايات المتحدة إنهاء التجميد الجزئى لمساعداتها العسكرية السنوية التى تبلغ 1.3 مليار دولار.