في ظل مباركة الدولة وغياب إعلامها ينحصر المواطن إعلامياً بين مجموعة مُحبطين يحاولون كسره، ومجموعة بقالين يقولون كلاماً لا منطقياً (مع الاحترام لفئة البقالين)، هؤلاء بضاعتهم فاسدة تهدم في الدولة من مدخل التطبيل المزعج لها.. البقالون يرفعون سقف طموح الناس إعلامياً حيال أي موضوع، مما يصيبهم بإحباطات متتالية في عصر السماوات المفتوحة والحقائق المتاحة، وهذا يعطى أعداء الدولة فرصة لضربها من فتحة هذا السقف المرتفع للطموح.. بهدوء وبلا أسقف، لى على موضوع «قناة السويس الجديدة» سبع ملاحظات:
1- تسمية المشروع مُضللة، لأن «قناة السويس الجديدة» هي في الحقيقة «تفريعة جديدة لقناة السويس»، وهذا ليس شيئاً نخجل منه لنخفيه.
2- من الناحية الشكلية فإن يوم السادس من أغسطس ليس ميعاداً موفقاً لإطلاق حفل الافتتاح لأنه يوافق الذكرى السبعين لمقتل سبعين ألف إنسان في هيروشيما اليابانية بالقنبلة الذرية الأمريكية، وهى فاجعة إنسانية قد لا يصح الاحتفال معها.
3- إتمام الحفر في عام واحد هو إعجاز هندسى (35 كم حفر، و30 كم توسيع لممرات البحيرات المرة، مع تعميق 7 كم من تفريعة البلاح). وهذا ليس غريباً على شعب حفر القناة الأصلية (194 كم) في عشر سنوات دون أدوات حديثة، مع ملاحظة أن تكثيف الوقت الآن رفع التكلفة بكل تأكيد.
4- من المهم معرفة كم تكلف المشروع، وما هي أوجه الإنفاق لباقى المبلغ الذي تم جمعه (64 مليار جنيه).
5- المشروع تأكيد للإرادة المصرية، فقد تم بأيد مصرية وتمويل مصرى. وهو استكمال لخط حضارى مصرى عريق لا مثيل له في العالم؛ لأن حفر الممرات المائية بدأ من وقت الملك «بيبى الأول» بالأسرة السادسة من عصر الدولة الفرعونية القديمة.
6- للمشروع أبعاد أمنية مهمة، منها إيقاف أي حلم إسرائيلى للقيام بأى مشروع بديل في المستقبل، وكذلك تسهيل الحركة من غرب إلى شرق القناة عبر حفر أنفاق تحت القناة.
7- المشروع في ذاته لن يحقق أي عائد مادى ضخم وسريع كما يروج البعض (استيعاب مرور السفن بعد المشروع هو 96 سفينة، وما يمر الآن حوالى 50 سفينة يومياً، وهذا هو حجم التجارة العالمى الذي لا نملك زيادته). ومع ذلك فالمهم هو المشاريع التنموية الجديدة بالمنطقة، والقوانين لأن الاستثمار يتحرك في ضوئها جذباً أو طرداً، بحثاً عن السوق (عناصر الإنتاج والعمالة المدربة وغيرها)، وسلسلة القيمة (النقل والتوزيع والتحصيل وغيرها).
Twitter: @RamyGalal1985