لليوم الثاني على التوالي، تتصاعد حدة الاحتجاجات الشعبية في العراق على سوء الخدمات، وأبرزها نقص الطاقة الكهربائية في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، مع ارتفاع درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية.
ونظم مئات العراقيين مظاهرة، صباح السبت، أمام مجلس محافظة البصرة (جنوب)، احتجاجا على «تردي واقع الخدمات، ونقص الطاقة الكهربائية، وانعدام الوظائف في المؤسسات الحكومية لحملة الشهادات الجامعية».
وطالب المتظاهرون بإقالة مسؤولين حكوميين، في مقدمتهم: وزير الكهرباء، قاسم الفهداوي، ومحافظ البصرة، ماجد النصراوي، لـ«إخفاقهما في تأدية واجبهما في تأمين الخدمات، طيلة مدة توليهما مناصبهما الإدارية».
كما دعا، اليوم، زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الذي تشارك كتلته السياسية بمناصب مهمة في الحكومة العراقية، في بيان له، إلى «التحقيق مع المقصرين في الحكومتين السابقة والحالية ممن سرقوا المليارات».
وأكد الصدر دعمه المتظاهرين، للمطالبة بالحقوق المشروعة، مشددا على أن «أي إعتداء على أي مواطن عراقي منادٍ بحقوقه بتظاهرات سلمية هو اعتداء علينا وعلى العراق».
وكان المئات من المتظاهرين قد طالبوا، الجمعة، في بغداد، بإقالة وزير الكهرباء، احتجاجا على تراجع الطاقة الكهربائية، وتظاهر العشرات أيضا في محافظة النجف (جنوب)، للغرض ذاته.
وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قد وجَّه، في ساعة متأخرة ليلة الجمعة، وزراء حكومته للقاء المتظاهرين وتلبية مطالبهم، في خطوة لامتصاص الغضب الشعبي، على خلفية أزمة الخدمات، حسب بيان لمكتب العبادي.
وتشكو غالبية المحافظات العراقية من تدني ساعات تزويد التيار الكهربائي، خصوصا مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، ما دفع الأهالي إلى تنظيم مظاهرات تطالب السلطات المحلية والحكومة الاتحادية بتحسين الخدمات.
وأنفق العراق نحو 40 مليار دولار على مدى 12 عاما على ملف الكهرباء، لكن المحافظات لاتزال تُزَوَّد بالطاقة الكهربائية بمعدل 12 ساعة يوميا فقط.