يعتبر الرئيس عبدالفتاح السيسي نفسه محظوظًا بسبب والدته، التي لم يتحدث عنها إلا باقتضاب كلما اقتضت الحاجة في حواراته الصحفية، فهو يراها «شديدة الحكمة.. وشديدة الإيمان بالله»، ولا يمانع «الرجل القوي» في أن تدمع عيناه من أجلها إذا سئل عنها.
في حواره مع «المصري اليوم» المنشور في أكتوبر 2013، لمعت عيناه بالدموع حين تذكر دعاءها له: «ربنا يحميك من كل شر».
ويعترف السيسي بارتباطه الشديد بوالدته، فبعد أن قرأ بيان 3 يوليو الذي أعلن فيه إنهاء عصر حكم جماعة الإخوان المسلمين، توجّه إليها، وبسؤاله عما قالت له، أجاب: «والدتي في حالة سِنّية لا تسمح لها بأن تقرأ الأحداث، وأنا مرتبط بها ارتباطاً شديدًا، وهي سيدة مصرية أصيلة جدًا بكل معنى الأصالة، وربتني على الاعتماد على الله والرضا بالقدر».
في لقاءاته التليفزيونية قبل توليه منصب الرئاسة، خرج السيسي على متابعيه مرتديًا خاتمًا فضيًا قال عنه مصدر مقرب منه لـ«المصري اليوم» إن احتفاظه بذلك الخاتم «أمر طبيعى، لأنه إهداء من الحاجة والدته، ووعدها بألا يخلعه من يده مهما حدث»، وهو ما يدلل على مدى ارتباطه بها.
حياتها وزواجها والأبناء
لا تتوافر معلومات كثيرة عن نشأة وتفاصيل حياة والدة السيسي، سعاد إبراهيم محمد، رغم الكثير من التقارير واللقاءات الصحفية حول أسرة ومنزل الرئيس في حي الجمالية، سوى أنها تزوجت من الحاج سعيد حسين خليل السيسي، وفي صبيحة يوم 19 نوفمبر من العام 1954، أنجبت مولودها الذي لم تكن تعلم أو يجول بخاطرها أنه سيكون رئيسًا لمصر.
سكنت الحاجة سعاد مع رفيق الدرب، سعيد السيسي، في الطابق الثالث بالمنزل الذي بناه الجد الحاج حسين خليل السيسي، رقم 7 بعطفة «البرقوقية» من شارع «الخرنفش» الواقع على جنبات شارع المعز لدين لله الفاطمي.
أنجبت 8 أبناء، 3 ذكور هم: «أحمد، وعبدالفتاح، وحسين»، و5 بنات، هن: «زينب، ورضا، وفريدة، وأسماء، وبوسي»، بحسب تقرير لموقع قناة «العربية».
يصف السيسي طريقة تعامل والدته معه وأخواته قائلًا: «لم أجد مرة إساءة منها لأحد، وأنا واثق من كلامي ده.. دايما تدي العذر للناس.. وعمرها ما قالتلي إنت ما جيتش ليه.. ما عديتش عليا ليه.. رغم إن إحنا ساكنين في بيت واحد بالمناسبة.. ودي قيم عايزين نفكر فيها مع بعض».
وتابع: «عمرها ما قالتلي أبدا.. مش أنا بس أنا وإخواتي كلهم هي.. اللي عدا أهلا وسهلا واللي ما جاش أهلا وسهلا».
السيسي: محظوظ بأمي
يقول الكاتب الأمريكي، دويج وياد، المؤرخ الرئاسي ومؤلف كتاب «أمهات الرؤساء» الذي حقق مبيعات كبيرة عام 2008، في مقابلة له على قناة «فوكس نيوز» الأمريكية، إن «العلاقة بين الرئيس وأمه لها أهمية خاصة، وجميع الرؤساء هم أبناء لأمهاتهم».
وأوضح الكاتب الأمريكي أن «الأمهات تعطى إرشادات الزعامة وحب السلطة لأبنائهن وهذا ما يساعدهم على التحول إلى زعماء سياسيين لكنه لا يعني بالضرورة إيمانهم بالديمقراطية والرأي الأخر، وبدراسة وتحليل علاقة أي رئيس بوالدته يمكنك أن تكتشف كيف أثرت طبيعة العلاقة بينهما على مصير البلد وكيفية تسيير أحداثه، ويمكنك أن تكشف الكثير من الألغاز السياسية والنفسية التي كانت تدور في فترة حكم كل رئيس».
ويتذكر السيسي والدته وكيف أثرت فيه فيقول: «والله من غير مجاملة ولا مبالغة.. أنا كنت محظوظ بأمي قوي.. علمتني التجرد.. وأول ما اتعلمت التجرد قوي في أحكامي.. رحت حاكم عليها وعلى ممارساتها بالتجرد فزاد حبي ليها.. وزاد احترامي ليها.. وتقديري العظيم ليها.. علمتني كتير قوي.. وحتى الآن رغم ظروفها بتعلمني».