ضبط «إخوان» يشتبه تورطهم فى هجوم سفارة النيجر

كتب: حمدي دبش, عصام أبو سديرة, محمد القماش الخميس 30-07-2015 22:33

داهمت قوات الشرطة، صباح أمس، عدداً من الشقق السكنية على أطراف منطقة فيصل لضبط باقى أعضاء خلية أجناد مصر التى نفذت هجوماً إرهابياً على قوة تأمين سفارة النيجر، أمس الأول، بمنطقة المريوطية بشارع الهرم، ما أسفر عن استشهاد مجند وإصابة 3 آخرين.

وقال مصدر بمديرية أمن الجيزة إنه تم ضبط 7 من عناصر جماعة الإخوان بمنطقة فيصل والهرم، يشتبه فى انضمامهم إلى تنظيم أجناد مصر وتنفيذ العملية الإرهابية، مشيراً إلى أن الشرطة تكثف وجودها بالمنطقة لمطاردة الجناة.

وأضاف المصدر أنه تم القبض على جزء كبير من الخلية الإرهابية التى تمت تصفية قائدها همام عطية فى مارس الماضى، إضافة إلى تصفية اثنين من قيادتها الأسبوع الماضى وجميعهم يقيمون بمنطقة فيصل.

وتابع المصدر أن فريق البحث الجنائى انتقل إلى أحد السجون المحتجز فيه أعضاء الخلية السابق القبض عليهم للحصول على معلومات جديدة عن بقية الأعضاء لضبطهم، مؤكداً أن محمد الحسينى، عضو الخلية الهارب، هو أحد قيادات الخلية، ومخطط جميع أعمالها الإرهابية.

وتابع المصدر أن الخلية تدربت على اغتيال رجال الشرطة فى الأماكن المتطرفة بالمدينة، حيث تم تنفيذ حادث سفارة النيجر بنفس سيناريو الهجوم على قوات تأمين سفارة الكونغو والمنطقة الأثرية.

وتابع المصدر أن أقسام شرطة الطالبية والعمرانية وبولاق الدكرور تتعاون مع فريق البحث للوصول إلى منفذى الجريمة، مؤكداً أنه تمت الاستعانة بفريق أمنى من قسم شرطة الهرم لتأمين السفارة النيجر، لحين وضع خطة أخرى لتأمين السفارات.

كشفت التحريات الأولية فى الواقعة بقيادة العميد درويش حسين أن الخلية الإرهابية التى نفذت الحادث كان لديها معلومات عن عدد الأفراد داخل الكمين وتسليحهم وتوقيتات تناولهم الطعام، والإرهابيون راقبوا المجندين لمدة أسبوع ورصدوا جميع تحركاتهم.

وكشفت تحقيقات نيابة الأحداث الطارئة بجنوب الجيزة، أمس، أن الهجوم جرى فى غضون دقيقة ونصف، وكان منفذوه الثلاثة ملثمين ويقفون على مسافة 5 أمتار، واخترقت 14 طلقة آلية جسد المجند الشهيد.

وقدّرت النيابة مسافة إطلاق النيران، بناءً على معاينة مسرح الأحداث، بحضور خبراء الأدلة الجنائية، حيث تم العثور على 10 فوارغ لطلقات آلية، واستقرت الطلقات ببوابة السفارة، وجدرانها، والمصدات الحديدية.

وقدرت عناصر الأدلة الجنائية المكلفة بجمع الفوارغ، والتحفظ على الآثار البيولوجية وبقع الدماء الموجودة على الأرض، مسافة إطلاق الرصاص بنحو 5 أمتار، وتطابقت النتيجة مع تقرير الطب الشرعى الأولىّ بشأن تشريح جسد الشهيد محمود مصطفى، والذى ورد بإصابته بـ14 طلقة آلية، تركزت بالظهر والرقبة والوجه والذراعين والرأس، والصدر، والكتف، ومسافة إطلاق النار لا تتجاوز من 5 إلى 10 أمتار، وأدت إلى وفاته على الفور.

وانتقل باسم الشوربجى، وكيل النيابة، للمرة الثانية، إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة، لسماع إفادة كل من: حسين محمدين حسن محمد، مجند، والسيد محمد على، رقيب شرطة، من قوة تأمين السفارة، وتسلم التقرير الطبى بإصابتهما، وتبين إصابة الأول بطلقة فى قصبة القدم اليسرى، والثانى بطلقة فى الركبة اليسرى، وقالا خلال التحقيقات، إنهما فوجئا أثناء خدمتهما برفقة الشهيد بسيارة ملاكى يستقلها 3 أشخاص، يباغتونهم بإطلاق الرصاص، وبسؤالهم عن المدة الزمنية للحادث، أشارا إلى أنها لا تتجاوز بضعة ثوانٍ.

وأفاد إيهاب كمال عبدالعزيز، خفير بالسفارة، الذى يخضع للعلاج بمستشفى الهرم العام، إثر إصابته بشظية رصاصة فى الركبة اليمنى، أمام النيابة، بأنه أسرع إلى أسفل عقار السفارة، وأصيب بالشظية، وشاهد 3 ملثمين يستقلون سيارة «فيرنا»، يفرون، بينما كان أفراد القوة الأمنية غارقين فى دمائهم.

واستمعت النيابة لأقوال عدد من شهود العيان، الذين أكدوا أن سيارة منفذى الهجوم الثلاثة كانت لا تحمل لوحات، وأن الثلاثة ارتدوا أقنعة سوداء لإخفاء معالم وجوههم، ويرجح فى هيئة بنيتهم الجسدية، أنهم فى أوائل العقد الثانى من العمر، وأفادوا بأن السيارة توقفت على مسافة لا تتجاوز 5 أمتار من قوات تأمين السفارة، وتضاربت أقوالها، حيث أشار البعض إلى إطلاق شخصين الرصاص من بندقيتين آليتين، ولفت آخرون إلى إطلاق شخص واحد النار من بندقيته، والثانى من «طبنجة»، ولكن الجميع أكد على وقوف شخص ثالث بنهر الطريق بشارع الهرم، حاملاً سلاحه، لحين انتهاء زميليه من تنفيذ هجومهم، ثم لاذا بالفرار.

واستعجلت النيابة الأدلة الجنائية لتفريغ كاميرات مراقبة تحفظت عليها، بينها كاميرات مؤسسات مالية مجاورة للسفارى وتحفظت على كاميرات أخرى، خاصة بملهى ليلى اسمه « باريزيانا»، تملكه الفنانة لوسى، وذلك للتأكد من التقاطها صوراً لمنفذى الهجوم الإرهابى من عدمه، بعد التأكد من عدم وجود كاميرات مراقبة أعلى واجهات السفارة.