قصة طريفة تنطوي على كثير من المفارقات القدرية لكنها من الإثارة بمكان وهى طريفة رغم قلة المصادر التي تؤكد عليها، وتقول تفاصيلها إنه في آخر شهر يوليو وصل ملك إيطاليا «أمبرتو الأول» إلى مدينة مونزا ليفتتح حفلاً رياضياً في اليوم التالى.
وفى ليلة وصوله خرج سراً مع مساعده «دى كامب جن» إلى أحد المطاعم، وكان المطعم مزدحما، وما إن اقترب صاحب المطعم من طاولتهما حتى أدهشهما أن صاحب المطعم كان يشبه الملك ألبرتو إلى حد كبير.
ودخل الملك في نقاش طويل مع الرجل «الذى يجهل هوية الملك»،وفى المناقشة أصاب الذهول الملك لهذه المصادفة الغريبة، فصاحب المطعم ولد في نفس المدينة وفى نفس التاريخ ١٤ مايو ١٨٤٤ وكان له نفس الاسم وتزوج معه في نفس اليوم ٢٢ إبريل ١٨٦٨ كما افتتح مطعمه في اليوم ذاته الذي توج فيه الملك على إيطاليا.
وفى اليوم التالى تفقد الملك شبيهه فلم يجده، وحين سأل مساعده بدا عليه الارتباك، وأخبره بأن صاحب المطعم أصيب بطلق نارى خلال شجار وقع في المطعم، فتوفى وارتعد الملك، وكأنما أحس بدنو أجله،فالقتيل كان يسبقه دائما بساعات قليلة.
وحاول الملك الهرب من المقدر له غير أن محاولة الهرب قربته أكثر من مجرم فوضوى أطلق عليه ثلاث رصاصات قاتلة «زي النهارده» في ٢٩ يوليو ١٩٠٠.
بقى أن نقول إن أو مبرتو الأول مولود في تورينو في ١٤ مارس ١٨٤٤، وكان ملكا على إيطاليا في الفترة من ٩ يناير عام ١٨٧٨ حتى وفاته في ١٩٠٠، وأنه كان مكروهاً للغاية في الأوساط اليسارية، خاصة بين الأناركيين، بسبب موقفه المحافظ المتشدد ودعمه مجزرة بافا بكاريس في ميلانو، أما الذي قام باغتياله فهو الأناركى غايتانو بريشى.