الفلاح هو من يفلح فى الأرض. كيف نحتفل به. فى أمريكا هناك مهرجانات للخيول. للخنازير. للأبقار الأضخم وزناً. الأكثر إدراراً للبن. يتم الاحتفال بمن يقتنيها. يُطلب منه أن يذيع وسيلته على المشاهدين. كيف توصل بما يرعاه لهذا الإنتاج؟ أو لهذا الوزن. وهكذا.
يحتفلون بأعلى إنتاج لفدان من الذرة مثلاً. احتفالات فيها فائدة وترفيه. يحتفلون أيضاً بأجمل حقل للزهور. أجمل حديقة. مناسبات كلها إيجابية ومرح.
فى مصر كنا نحتفل بأعياد الحصاد. القمح مثلاً. كان عبدالوهاب يغنى للقمح «القمح الليلة ليلة عيده». فى عيد الربيع كانت تجوب مصر كرنفالات من الزهور. كل شركة تساهم بتزيين عربة مغطاة بالزهور تجوب المدينة. فرحة للأطفال والكبار. الزراعات تطورت. هُجنت لتعطى محصولاً أوفر. قد يبلغ أضعاف المحصول التقليدى.
■ ■ ■
كانت وزارة الزراعة تصدر كتاباً إرشاديا للمزارعين. يشترك فيه كل مهتم. مطلوب عودته فى ثوبه العلمى الحديث. الذى يشير بالمحاصيل التى يمكن تصديرها. فالتوجه اليوم للتصدير. لنقابل ما نستورده من قمح. ومحاصيل أخرى. بالتالى وجب أن تأخذ احتفالاتنا مساراً آخر. مثلاً فلنحتفل بأكبر إنتاجية لفدان عنب للتصدير. فدان فراولة للتصدير. التصدير الزراعى اليوم وصل إلى 2 مليار دولار. إذا كان القياس اليوم بقناة السويس فهذا نصف إيراد القناة. هل احتفلنا يوماً بأحسن مصدر. أو بأحسن من جلب نوعاً جديداً من الفاكهة. نوع جديد من الخضروات المطلوبة للأسواق الخارجية. فتكون مصدراً للتصدير. ثم مصدراً للعملة الصعبة. إن مصر بمقدورها أن تصل بمحاصيلها التصديرية إلى أضعاف أضعاف هذا الرقم. خصوصاً لو طورنا نظم الرى بالغمر. فالرى بالغمر جريمة كبرى ترتكب كل مناوبة رى ملايين المرات. على كل فدان يُروى غمراً. فى بلد 93% من أرضه صحراء جرداء. لا تجد ماءً ولا دواءً. فتركنا الماء السائب. وأخذنا نبحث عنه فى جوف الأرض.
الطبيعى أن تصبح مصر الفناء الخلفى (backyard) لغذاء أوروبا.