الدبلومة الأمريكية

عمرو هاشم ربيع الخميس 23-07-2015 21:26

آلاف الأسر المصرية تعيش منذ عام 2013 فى حالة من الضنك الشديد بسبب الدبلومة الأمريكية، هؤلاء الذين فروا من نار الثانوية العامة يثبت لهم كل يوم خرافة التعليم الأمريكى، أو ما يسمى الدبلومة الأمريكية.

عدة آلاف من أولياء الأمور هالهم فى البداية تميز الدبلومة الأمريكية عن التعليم المصرى الرسمى بتركيزها على المعلومة المقدمة للطالب وعرضها بشكل مفيد يساعد الطالب على بناء شخصيته بعيدا عن الحشو‏. إضافة إلى اكتساب الطالب للمعارف والقدرة على التفكير، وذلك لقلة المناهج والاعتماد على الابتكار والتجديد بما يساهم فى قلة الاعتماد على الدروس الخصوصية بهذا النظام الدراسى.

هؤلاء الآن يكتوون بنار ما يسمى امتحانات الـ SAT. فبعد الفرار من الثانوية العامة، واحتراق الأعصاب والمهازل التى يعانى منها مئات الآلاف من الطلبة الدارسين بها فيما يتصل بالمنهج والمدرس والمبنى ووسائل التقييم، بعد كل ذلك ثبت لدارسى الدبلومة الأمريكية أنهم اتجهوا إلى وهم أكبر بكثير. كانت الدبلومة الأمريكية أو الـSAT لا تتكلف على الطالب سوى 10 آلاف جنيه، منذ أن تأسس هذا النظام فى مصر طبقاً للقرار الوزارى الصادر برقم 155 لسنة 2004. الآن يتجاوز تعليم الطالب مع سماسرة أصحاب المدارس الخاصة فى مصر الـ40 ألف جنيه فى العام الواحد، ناهيك عن آلاف الجنيهات فى الدروس الخصوصية التى تدفع فيما يسمى دراسة السات1 والسات2 من خلال الدروس الخصوصية أو المراكز (Centers) التى تروج لبيع الوهم وتثرى على أوجاع آلاف الأسر. وإذا أضيف إلى كل ما سبق رسم دخول الامتحان الذى يصل إلى 100 دولار فى المرة الواحدة من المرات الـ9، لاتضح الأمر، وظهرت الخديعة الكبرى فى فرار الآلاف من الرمداء إلى النار.

المهم أنه رغم المأساة فى كل ما سبق، فإن هناك الأشد والأكثر وطأة، وهو تعليق نتائج الطلبة فى كل امتحان من تلك الامتحانات ربع السنوية، حتى إن الطلبة أصبحوا فى حالة نفسية يرثى لها. تتلكأ إدارة الدبلومة الأمريكية وهى الـ collage board والمسؤول عن إدارتها فى مصر الأميدأيست بأن هناك حالات غش وتسريب امتحانات بسبب فروق التوقيت، وهى حجة تتصف بالخيبة الشديدة لو صدقت، والسذاجة الشديدة لو صدقها أحد. الخيبة لأن إدارة الدبلومة تأخذ العاطل بالباطل، فلو أن نفراً اتهم أو اكتشف أنه يغش، فلماذا يعاقب الجميع، ولماذا لا يوضع أكثر من امتحان لمواجهة فروق التوقيت، فهل تلك التكنولوجيا لم تصل بعد للأمريكان. والسذاجة لأن المصائب المتوالية الحقيقية أو المصطنعة للدبلومة بدأت مع يونيو 2013 والتغيير الذى حدث فى مصر ولم ترض عنه العديد من القوى الخارجية.. كل ما سبق مطروح أمام وزارة التعليم.. فهل من حل لتلك المأساة؟!.